shopify site analytics
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ -
ابحث عن:



الخميس, 22-أبريل-2010
بكر ابو بكر -


موقفان متعارضان في الحكومة الإسرائيلية الحالية، ففي الوقت الذي يصرخ فيه رئيس الحكومة (نتنياهو) منتقدا السياسة الأمريكية ومتهما الجانب الفلسطيني انه لا يريد السلام، فإنه يصر على أن الاستيطان عامة، وفي القدس خاصة معتبرا ان ذلك يمثل حقا إسرائيليا،فان (نتنياهو) يقوم بذات الوقت بإطلاق التهديدات لإيران والمنطقة عامة في أسلوب غطرسة لا تجد لها رادعا.
موقف (نتنياهو) هذا يجد مقابله موقفا آخر يبدو مختلفا يمثله (باراك) الذي يعتبر أن (الأزمة مع واشنطن ليست في صالح إسرائيل) وان (المجتمع الدولي ليس مستعدا لقبول الاحتلال).
هذان الموقفان هل يمثلان انقساما في السياسة الحكومية الاسرائيلية حقا؟ أم يمثلان توزيعا للأدوار؟ أم إنهما يأتيان في إطار الخلافات الداخلية ذات الطابع الحزبي المبني على المناكفة ولكن في إطار وحدة الأهداف؟
من الصعب القول أن الحكومة اليمينية الحالية ترغب بالتسوية بل تجد فيها أصواتا متطرفة أكثر من (نتنياهو) ذاته تطالب بطرد العرب من أراض فلسطين التاريخية، وأخرى ترى في الاستيطان حقا مشروعا ما يعني ضرورة عيش المستوطنين وبقائهم في أماكنهم حتى لو قامت دولة فلسطينية.
الخلاف القائم اليوم هو في طبيعة العلاقة وحجم التأثير المتبادل والحدود فقط فيما بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، حيث يظهر أن التخلخل الشكلي في العلاقة لا يعني بأي حال من الأحوال أن كلاَ منهما يقف على طرفي نقيض، ويدعم ذلك تأكيدات أمريكية منها ما صرحت به الوزيرة (كلنتون) قائلة (ان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل لن يضعف ). وعليه فإن التحليلات التي تراهن على وجود أزمة حقيقية بين الإدارتين هي تحليلات واهية ، فلا اقتراب ملموس للموقف الأمريكي من الموقف الفلسطيني رغم بعض التصريحات المشجعة التي صدرت من الرئيس الأمريكي، ولا ضغط فاعل على صانع القرار الإسرائيلي لوقف الاستيطان أو وقف هدم المنازل أو التخلي عن طرد الفلسطينيين ما يدخل الفلسطيني في حلقة مفرغة ، مدركا أن التقدم البسيط في الموقف الأمريكي الذي تم النظر له إسرائيليا انه محاباة للفلسطينيين يعد موقفا بلا أرجل على الأرض، متفاعلا مع المجتمع الدولي والرباعية التي لم تستطع أن تقدم مظلة دعم حقيقة للموقف الفلسطيني رغم تمايز موقفها عن الموقف الأمريكي.
الرئيس الفلسطيني الذي يجول العالم متمسكا بالأهداف الفلسطينية رافضا الاستيطان ورافضا القرار (1650) الإسرائيلي القاضي بالترحيل ورافضا كل الوقائع على الأرض ما زال يكرر أن أسس الحل هي المرجعيات ووقف الاستيطان مما يظهر افتراقا قد لا يستطيع أحد جسره بين الموقف الإسرائيلي والموقف الفلسطيني المغلف بدعم وغطاء عربي هام يحتاج لتطوير.
ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية عالقة في مشاكلها الداخلية المرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية لذلك فان تضرر مصالحها في (الشرق الأوسط) في ظل توزع قواتها يلقي على كاهلها عبئا ثقيلا ترغب بالتحلل منه، وتسعى في ذات الوقت للوصول لحل في المشكل النووي الإيراني الذي يمثل ضغطا إسرائيليا عليها ربما يكون شكل التعامل معه لاحقا يأتي في إطار صفقة تؤدي للتراخي أو التساهل الاسرائيلي في الملف السوري أو الملف الفلسطيني.
أن الموقف الفلسطيني المرتبط بأسس المواجهة ذات الرؤوس الثلاثة مقاومة شعبية هادئة مترابطة مع دعم عربي وحراك عالمي ضاغط تبدو استراتيجية انتظار في حقيقتها إذا لم تصعّد إلى حين حصول تصدع حقيقي في الموقف الأوروبي والأمريكي ، والى حين اقتناع الأمة العربية بضرورة استخدام قدراتها (السلمية) في انتزاع آلية جديدة للعمل في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف عزل (إسرائيل) ليس أولها وقف التعامل العربي مع الحكومة الإسرائيلية، التعامل العلني منه أو من خلف الأبواب المغلقة وبعيدا عن الكاميرات، وليس آخرها الدعم السياسي للمصالحة الفلسطينية والدعم المادي للقدس وللانتفاضة البيضاء أو المقاومة الشعبية.
ان الخطوات الثابتة التي تقوم بها حركة فتح والرئيس أبو مازن في ظل لعبة المحاور الإسرائيلية وحالة الانتظار القائمة، وفي ظل التحرك المختلف ولكن غير الكافي من الاتحاد الأوروبي، تحتاج هذه الخطوات إلى آليات تصعيد وطني مبرمجة لا يختلف عليها في غزة وفي الضفة وتقلص الصراع الداخلي إلى حده الأدنى لتعظم من مسار الفعل الشعبي الموحد الذي بدأ يتنامى بإرادة الجماهير في كل من غزة والضفة ، بدلا من المراهنة على الخلافات الداخلية الإسرائيلية أو وهم انفكاك التحالف الأمريكي الإسرائيلي ، رغم أهمية العمل على مختلف الساحات بتوسيع مساحة التأييد للاستراتيجية الفلسطينية في كل منهما.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)