صنعاء نيوز/عبدالله الصعفاني -
من يرصد تصريحات ومواقف وتقارير المبعوث الأممي جمال بنعمر سيقف على مفارقات عجيبة.
والحق أن الرجل بدأ مهمته محايداً وموضوعياً لكنه يسير نحو إنهائها بصورة اختزلها أحدهم بالقول في معرض وصفه للحال:
مشاكل اليمن كثيرة.. واحدة منها جمال بنعمر..
· بنبرة ذلك الذي عاد من الغابة وقد سحب الأسد من ذيله يقول بنعمر أمام كل مايكرفون إن اليمنيين حققوا المعجزة.. وحتى لا يظهر إنشائياً نراه يؤكد أن مؤتمر الحوار أنجز 90% من مهمته، لكنه يسارع للوقوع في بركة التناقض عندما يتفانى مع رؤية الاشتراكي الداعية إلى القذف بالبلاد إلى مرحلة تأسيسية طويلة..
· دعونا نناقش بنعمر بالأرقام والنسب أيضاً ونقول له: إذا كان 90% من مهمة مؤتمر الحوار قد تم إنجازه في الثمانية الأشهر الماضية فما الذي تحتاجه العشرة في المائة المتبقية؟ أما إذا قال إن الباقي هو الصعب فأين هي المعجزة؟ وما هي مسؤوليته في تعقيد الأمور والسماح بهذا الاجتزاء والابتسار والتقديم والتأخير في بنود المبادرة الخليجية؟
· يقفز المبعوث الأممي على المبادرة الخليجية وعلى القدرات الأممية ببهلوانية عندما يشجع على التوتر والصراع بين الفرقاء ثم يتحدث عن أولوية الإنجاز على ما سواه من أقدام وأوقات أبو حنيفة النعمان.
· عندما يوزع جمال بنعمر صكوك الشرف وتهم الرجعية والفساد عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية تعصباً لأطراف ضد أطراف فإنما يؤجج.. وعندما يفرط في التباكي على مظلومية الجنوب فإنما يحرضهم على الوحدة الفيدرالية من قسمين استرجاعاً لشطرية لا تخفيها أي أصباغ.. وعندما لا يقول كلاماً يشجع الأطراف في قضية صعدة والحوثي ودماج فإن ذلك يجعله معسّراً ومعقّداً.. فيما لا نظن "بان كي مون" ومجلس الأمن بعثوه إلا ميسّراً..

· ويا سيد جمال:
إذا كان الحوار في اليمن معجزة فلماذا تبخس الناس الذين سلموا السلطة بطريقة سلمية حقهم؟ وما الحاجة إلى مباركة التمديد للحوار والتمديد لفترة تأسيسية تجامل بها هؤلاء الذين انقطع حبلهم السري مع الشارع في الجنوب والشمال وطاب لهم التمديد على أمل تحسين الصورة البائسة أو رغبة في التمدد تعويضاً عن فشلهم في زمن الانفصال وفشل انتقالهم إلى الوحدة وفشل خطابهم المرتعش حنيناً إلى انفصال مغلف بدولة اتحادية على طريق إنشاء دولة انفصالية.

· حديثك يا سيد جمال عن المعجزة وعن الـ90 % لا يترك لك منطقاً سوى التوكل على الله ومساعدة اليمنيين على سرعة إنجاز حوار لا يعقد الأمور ولا يقفز على القضايا الكبيرة أو يوترها..

· كن كما بدأت محضر خير يساعد الفرقاء على حلول واقعية تفضي إلى دستور بمعايير محترمة في مدة زمنية لا تثير استياء مجلس الأمن الذي ألقى على مسامعك مخاوفه من تأخر الحوار.. ولا خوف فلقد فتح الكريم عليك من واسع فضله علاوة على أن رزقك ورزقي ورزق الرئيس هادي على الله.
*اليمن اليوم