shopify site analytics
الدكتور الروحاني يكتب : الوحدة في مفهوم المنظمات ..!! - طبعة إنجليزيّة لـ "تقاسيم الفلسطيني" لسناء الشّعلان (بنت نعيمة - الإفراج عن 113 محتجزًا بدعم من اللجنة الدولية في اليمن - ماسك وساكس ينعيان الأسلحة الحالية ويكشفان عن سلاح حروب المستقبل - بايدن يعلق على تسلم بلاده أخطر مجرم على الإطلاق - جندي اسرائيلي يظهر في فيديو ويدعو للتمرد على الجيش - اتلاف كمية من الأدوية والأغدية المهربة والفاسدة بصنعاء - ثورة الجياع بعدن تحدد الأربعاء يوم للنكف - استهداف الاحتلال لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد مجزرة فاقت كل الحدود - الجمع بين الوظيفة والتجارة فساد بأمر الدولة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - مثل أي محافظة يمنية لم تزل الحديدة ترزح تحت أعباء الفترة الماضية التي أتت على كل شيء فبؤس الإنسان

الأحد, 08-ديسمبر-2013
صنعاء نيوز/ بقلم/محمد عبدالوهاب الشيباني -
في مطلع مايو 2012 كتبت مادة قصيرة عن الحديدة وقلت :
مثل أي محافظة يمنية لم تزل الحديدة ترزح تحت أعباء الفترة الماضية التي أتت على كل شيء فبؤس الإنسان فيها تضاعف بسبب التدني المهول لواجبات الدولة –المنعدمة أصلاً- .
أمنه أيضاً على المحك بسبب الانفلات المخيف وتعاظم انتشار معدل الجريمة المنظمة فيها.
وما لم نكن نراه في الماضي إلا لماما صار تصطدم به العيون في كل لحظة ومكان كانتشار كثيف للسلاح.. التقطعات المتكررة بين طرقها.. السرقات نهاراً جهاراً بالإكراه...الخ. غير أن روح المقاومة والاستمرار في الحياة سمة واضحة من سمات هذه المحافظة الوادعة التي تحاول الانتفاض على سُباتها الطويل وتجاهد من أجل خلع عباءة الاستكانة والرضوخ من خلال الدعوة كحراك سلمي يسعى لرفع الضيم عن محافظة اسُتبيحت أرضا وإنسانا لعقود طويلة، وفي مارس الماضي كتبت عن حراكها تحت عنوان (الحراك التهامي والخطأ الممنوع)وقلت :
عديد الزيارات التي قمت بها إلى معظم مديريات ومناطق محافظة الحديدة وقليل من محافظة حجة خلال السنوات السبع الماضية قربتني جدا من صورة المكابدة الخرافية للإنسان التهامي في البر والبحر، فإن كان صيادا ومرتادا للبحر فقد عوّد أسرته وأهله وأصدقاءه ويقَنهم انه قد لا يعود اليهم ليس لقضاء البحر وحده وإنما لمخاطر القرصنة والاحتجاز في دول الجوار وان عاد قد يعود خالي الوفاض بسبب التجريف الجائر للأسماك والأحياء البحرية بواسطة سفن اصطياد كبيرة تجوب المياه الإقليمية بشكل غير قانوني وتأتي على الأخضر واليابس من مكنونات الماء دون أن يجد هذا الصياد حكومة قوية تحميه وتحافظ على كرامته وعلى حقها مثل بقية البلدان.
في قرية (أبو زهر) في مديرية الخوخة (وهي واحدة من اجمل مناطق الساحل الغربي) جابهتنا مشكلة حقيقية ونحن نقوم بالإشراف على صرف إعانات مشروطة لطالبات التعليم الأساسي في بعض مدارس المنطقة في ديسمبر2012 حين اكتشفنا أن 90 % من الأوصياء المفترض قيامهم باستلام هذه المخصصات غير موجودين في منطقتهم فهم إما في عرض البحر من أيام طوال لم يعودوا بشقائهم وإما مفقودون لا يعلم أهلهم عنهم شيئا وإما مختطفون من مدة طويلة لدى قراصنة يجوبون المياه بكل حرية والبقية محتجزون مع قواربهم لدى السلطات الأريتيرية من سنوات. ومثل معاناة هذه المنطقة توجد عشرات القرى ومناطق الصيادين التي تعاني أيضاً من ذات المشكلة.
الأراضي الخصبة التي تتواجد في مصبات أودية (مور و سردود وسهام و زبيد)وضفافها الواسعة لم يعد لإنسان تهامة الحقيقي من صلة حق بها بل صار أجيرا عند ملاكها الجدد من أصحاب البيوتات التجارية والقادة العسكريين والمشايخ والمتنفذين والسماسرة من أبناء المحافظة الذين تربطهم بالمركز علاقات مصالح، بعد أن كان هو مالكها الحقيقي.
استغلت السلطة السابقة تسامح وطيبة أبناء تهامة طيلة عقود لتجردهم من حقوق المواطنة التي تبدأ أولاً بالأرض ،حين اقتطعت الآلاف من الكيلو مترات من الأراضي الزراعية والعقارية في محافظة الحديدة وحجة لتقوم بتوزيعها على مراكز القوى كتعويضات عن منازعات وخصومات على أراضٍ في صنعاء ومدن أخرى أو توزيعها كهبات وهدايا على المقربين من مركز العائلة أو بيعها برخص التراب وكثير بانتزاعها من أصحابها بأساليب قذرة لتتحول إلى إقطاعيات زراعية لم يشق الحاصلون عليها يوما بمتر من الطين فيها.
تهامة التي تتصدر بقية المحافظات بنسب الفقر المرتفعة وتدني الخدمات التعليمية والطبية من حقها أن تنتفض ضد الحرمان والتهميش والمصادرة واستعادة حقوق مواطنيها المنهوبة ، ومن حق نشطائها التعبير عن قضيتهم بكل وسيلة وتعبير سلمي يضمن لهذه القضية التعاطف والدفاع عنها.
غير أن الانجرار وراء شعارات الشحن المناطقي وخطاب الكراهية ضد بسطاء المحافظات الأخرى سيفقد القضية نبلها وقد تقود إلى عنف حقيقي.. عمل إنسان تهامة البسيط طوال تاريخه على النأي بنفسه من أتونه الحارقة..
خصوم القضية وأعداؤها ليس هم الباعة الجائلون ولا العمال الذين يقدمون الخدمات لأبناء تهامة في المطاعم والبوفيهات والمتاجر ولا موظفو المؤسسات العامة ولا حتى رأس المال الوطني غير المتورط في النهب والإفساد. أعداء القضية معروفون ومعروفة عناوينهم ومناوباتهم المنقولة وغير المنقولة عند أبناء تهامة انفسهم.
ما دعاني لإعادة نشر ما كتبته من قبل عن تهامة وعاصمتها الحديدة، هي حالة البؤس الشديدة التي تطرزها بعناية فائقة إرادة المتسلطين ،والتي تجعل من الدعوة لإنقاذ هذه الجغرافيا المسالمة ،مطلباً شعبياً وليس نخبوياً في البلاد ، والدعوة لإنقاذها ليس ممن استباحوها براً وبحراً طوال العقود الماضية فقط، وإنما من بعض ضعاف النفوس من أبنائها الذين يتم استخدامهم للإساءة لقضيتها النبيلة، على نحو استخدامهم لتعطيل وتخريب وسائل الخدمات العامة فيها ، على نحو المساهمة في إعطاب شبكات المجاري، وتعطيل مصالح الناس ليزداد عناء المواطن الفقير فوق عنائه الذي يتلبسه مثل الجلد.
فالذي يشاهد حال المدينة الآن تعود به أشرطة الذاكرة لحديدة السبعينيات ،حين كانت المدينة تعيش في مقلب قمامة أسطوري، وتغطيها سُحب البعوض والذباب، وكأن هناك مخططاً لإعادتها إلى لحظة الصفر، وإرجاع مواطنيها الطيبين إلى لحظة ما قبل الحياة.

[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)