صنعاء نيوز/عبدالناصر المملوح -

دعا وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي البرفيسور سيف العسلي، القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي وقيادات الأحزاب السياسية إلى التريُّث في تنفيذ نظام الأقاليم والبقاء بنظام الوحدة الاندماجية لمدة لا تقل عن عشر سنوات، يتم خلالها تكثيف الجهود لخلق المناخات المطلوبة لضمان نجاح الفيدرالية.
مؤكداً عدم توافر الحد الأدنى من الشروط أو الظروف أو المناخات المطلوبة لضمان نجاح الفيدرالية، منبِّهاً إلى أن الانتقال إلى هذا النظام في الوقت الراهن هو انتحار بالبلد.
وقال العسلي لصحيفة ـ"اليمن اليوم": الدولة المركزية التي لا تستطيع حماية السجن المركزي بالعاصمة، كيف لها أن تستطيع حماية سلطاتها في الأقاليم؟
وكان تعرَّض السجن المركزي بصنعاء الخميس لهجوم إرهابي أسفر عن استشهاد 11 بينهم اثنان مدنيان، فيما فر 29 سجيناً من سجناء القاعدة دون أن يتعرض المهاجمون لأي أذى.
وأضاف: إن الدولة التي لا تستطيع أن تضع حداً للصراع بين فصيلين، هما حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، ولم تحرك ساكناً، لا تستطيع أن تفعل شيئاً للفصل بين الأقاليم.
وأوضح العسلي أن مشاكل اليمن معقَّدة ولا يمكن حلها بالبقاء على النظام الحالي أو الانتقال السريع إلى الفيدرالية، ولا بد من وقت كافٍ لا يقل عن عشر سنوات تتولى القيادة السياسية تهيئة الأجواء، مشيراً إلى أن ليس كل الدول التي جربت الفيدرالية نجحت فيها، فهناك دول فشل فيها هذا النظام وكانت العواقب وخيمة، وفي حالة اليمن فإن العواقب لا تقل عن ضياع البلد.
وأضاف: لدينا أولويات ينبغي التركيز على تثبيتها لضمان نجاح الفيدرالية، تتمثل في، أولاً الوحدة، ثانياً الديمقراطية القائمة على أساس مؤسساتي، فإذا حللنا إشكالية هاتين القضيتين وتوافقنا عليهما ولم تعدا محل أخذ أو مناكفات، بالإمكان أن نتحدث عن الفيدرالية والانتقال إليها.
وتابع: أما أن نتجاوز الوحدة والديمقراطية المؤسسية، فإن الحديث عن الفيدرالية هو كذب وتضليل ونوع من الهروب إلى الأمام، وتنفيذها- الفيدرالية- هو لعب بالنار.
ولفت العسلي إلى إشكاليات المديريات والمحافظات في سياق النظام المركزي، مستدلاً بها على حجم ما ينتظر نظام الأقاليم من إشكالات.
وقال: من يشكِّك في كلامي فعليه أن يرجع إلى العلاقة بين المحافظات والمديريات التي لم تنضبط حتى الآن، حيث مدراء المديريات يشكون مركزية المحافظة.. وهكذا المحافظة ستظل تشكو مركزيات الحكومة الإقليمية، والإقليمية ستشكو مركزية الحكومة المركزية، وبالتالي نكون قد أضفنا لأنفسنا مشكلة جديدة نحن في غنى عنها.
وأضاف: سنكون أمام 3 حكومات تتضارب في ما بينها، حكومة المركزية، وحكومة الإقليم، وحكومة المحافظة.
وزاد: اليمن الجنوبي في الثمانيات كان يقول تأسيس حزب اشتراكي يمني من طراز جديد سوف يحلُّ مشكلات الجنوب، ولكنه قاده إلى مجازر 13 يناير 86م، وكذلك اليوم عندما نقول الفيدرالية من طراز جديد، دون الاهتمام بتوفير الأجواء المناسبة والشروط الضرورية، قد تقودنا إلى كوارث لا تحمد عقباها.