صنعاءنيوز/أحمد غراب -
معجب بأوكرانيا من زمان فهي بلد الجمال ونساؤها من أجمل نساء العالم، ذلك فقط بصراحة ما كنت احتفظ به في ذاكرتي عن اوكرانيا .
أتذكر أن أحد الأصدقاء شاهد صورة لكتيبة من النساء تتبع الجيش الاوكراني فاندهش من شدة جمالهن وعلق قائلاً :" لماذا لا تأتي أوكرانيا لاحتلالنا ؟".

خلال بضعة ايام قفزت اوكرانيا الى صدارة نشراتنا ومنشوراتنا وتعليقاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي واستغرق الكثير من الشباب العربي امام اخبار وصور الثورة الأوكرانية وتطوراتها وتداولوا صوراً لمسؤولين فاسدين حدهم في الجمارك تم تعليقه في عمود كهرباء وتكتيفه ووضعوا عليه لافتة (هذا المسؤول فاسد) أو (لص).

رأيت أحدهم يتحدث عما حدث في اوكرانيا باعتباره امتدادا لثورات الربيع العربي فعرفت انه خزن بقات أصلي وسألته عن اسم المقوت الذي اشترى منه القات هل هو مبحشميوف أو قطليوف ؟!

ولاحظوا من ذكاء أوروبا أنها ساعدت الشعب الأوكراني على الحسم على عكس مايحدث في دولنا العربية، ولكم في سوريا مثال مرت ثلاثة اعوام واكثر من مائة الف قتيل وملايين النازحين والمشردين وبلد مدمر ومنتهٍ تماماً.

نحن العرب بطبعنا مشجعون اكثر منا لاعبين وخياليين اكثر منا واقعيين ومقلدين اكثر منا مخترعين ولأننا أمة متفرجة ومقلدة من الدرجة الأولى سواء في عالم الرياضة أو حتى السياسة فنحن مغرمون بمشاهدة اللعب النظيف لا اقول ممارسته ولكم أن تشاهدوا حالة الانبهار بالثورة الاوكرانية مع أننا والحمدلله شابعين ثورات إلا أن ثوراتهم غير ثوراتنا .

فرق الوعي فضلا عن تأثير التقارب مع اوروبا في نضوج الفكر المدني والديمقراطي فالثورات بالنسبة لهم علم وارادة وتمحيص ومحاسبة ، وأهداف واضحة لا انقسام عندهم ولا محاصصة ولاشل منه ناوله وشقا الشعب من بأوله ولاعادك حبيبي اركن ولا أحزاب متطاحنة ولاجماعات مسلحة ولا شيء من الذي يحدث في بلادنا العربية.

الأهم من ذلك أن تركيبة كل دولة عربية والاختلافات بين جماعاتها أو مذاهبها أو طوائفها وتداخل المصالح الخارجية والاقليمية في المنطقة كل ذلك يساهم في خلق دوامة لاتهدأ من الصراعات والتمزقات الكفيلة بتحويل أي حلم الى كابوس مرير.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين.