صنعاء نيوز /عبدالله بجاش -
لم نعد في مأمن على أرواحنا في وطننا المكلوم مما يجري على امتداده من اختطافات .. تقطع على الطرقات .. تهريب مخدرات ومبيدات فتاكة وأسلحة .. اغتيالات في الشوارع .. مباغتات إرهابية على المنشآت العسكرية وقتل جنودنا ومواطنينا الأبرياء .. ضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز .. كل هذه الأعمال المشينة الدخيلة على مجتمعنا أصبحت اليوم وباء يؤلمنا ويرفض مغادرة حياتنا فاحتلت الدهشة عقولنا لأننا لا نملك العلاج الفتاك له وإنما نملك القدرة النفسية للتعايش معه جنبا إلى جنب مع كل تمديد وتنديد وشجب واستنكار وكأننا وبصراحة القول وجدنا أنفسنا عزلاً في مواجهة غير متكافئة مع وباء خفي يغزونا ليستمتع بتعذيبنا ويتلذذ بدماء شهدائنا.
ومن المؤسف له في ظل هذه الأوضاع العصيبة أن إعلامنا يجلدنا بالسياسة البغيضة كل يوم وكأنه لم يعد إعلاما توعويا كما عهدناه يسخر أجندته لمواجهة الوباء القاعدي الذي يفتك بجنودنا ويدمر مكتسبات شعبنا بل أصبح السيف الحاد يقطع الوطن إلى أوصال وهي جريمة تاريخية بحق اليمن في هذا العصر الحديث والسبب أن بعض من يملكون المال وليس لديهم مهن أصدر صحيفة أو أنشأ موقعاً أخبارياً على الانترنت ووصل الأمر لامتلاك قنوات فضائية ، وهات من مماحكات سياسية وشطح في أخبار كيدية ، وسياسة برامجية ليس لها عناوين في فهرس الصحافة، المهم تصطاد في الماء العكر لتشمت أو تسيء للدولة أو لأشخاص أو أحزاب معينة ليتحول الأمر إلى صراع إعلامي في دائرة مفرغة وفي الأخير تجد أن المهم من كل هذا هو الصيت ، بأن حمادي ملك بقري ..
لذلك ومن هنا فأني أدعو الزملاء في نقابة الصحفيين ووزارة الإعلام لعقد مؤتمر وطني عاجل لمعالجة مأساة الإعلام اليمني بكل تصنيفاته وتوجهاته وأطيافه .. فقد ساهم في نشر الكراهية وتقسيم اليمنيين أشتاتا وأشلاء .. كما غرس بذور الكراهية والحقد والعداء المناطقي والذي انقلب إلى صور من العنف والمواجهات في أكثر من محافظة وهي غريبة على طبيعة الشخصية اليمنية السموحة الأصيلة .. لهذا يجب أن يجلس ممثلو الوسائل الإعلامية المختلفة ويتفقوا على ميثاق شرف إعلامي واضح .. وأن يضعوا قانونا يحدد كافة الالتزامات والمسؤوليات والعقوبات الرادعة لجرائم النشر التي قد يرقى بعضها إلى درجة الشروع أو التهديد بالقتل (والفتنة أشد من القتل) .. أيضا فإن استمرار بعض الساسة والنشطاء في إثارة النفوس والتحريض على العنف وإثارة الكراهية وهي جريمة أخرى يجب أن يحاسب مرتكبوها وفقا لشرع الله والقانون اليمني والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق الله العظيم . كما يجب أن يدرك الجميع أننا نعيش مأساة سياسية واقتصادية خطيرة لا يمكن استمرارها لأنها قد تؤدي إلى خراب اليمن لا قدر الله وعندئذ سوف يتحطم المعبد على رؤوس الجميع معارضين ومؤيدين .. ومن ثم لن يوجد ما يتصارع عليه .. فانتبهوا يا أولي الأبصار والألباب ، واعلموا أن المواطنين البسطاء البائسين هم الذين يدفعون فاتورة هذه الأحداث العسكرية والاقتصادية الطاحنة ,, وهم الغالبية العظماء الباحثون عن الأمن والأمان ولقمة العيش بكرامة وليس لهم دخل في السياسة وصراعاتها البغيضة على الحكم ومفاصل الحكم وثروات الوطن وهي ممتلكات شعب بأكمله .. لهذا يجب على الجميع أن يترفعوا عن الصغائر ويعملوا من أجل استقرار اليمن ..
وفي الأخير أقول إن الشعب لن يقبل بتدمير جيشه ولن يتحمل استمرار هذا الوضع المؤلم لفترة طويلة وتنفلت الأمور وتخرج عن نطاق السيطرة.