shopify site analytics
خارطة العمل الاستراتيجي لوحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية - رئيس جامعة ذمار وقيادة المحافظة في زيارة لمبنى كلية الحاسبات والمعلوماتية - تقيم الدكتورة عائشة القذافي المعرض الفردي لرسومتها في سلطنة عمان - هل تعلمون لماذا الإمارات لا تريد التنازل عن جنوب اليمن? - بالشراكة مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة - الحج ركن من أركان الاسلام - القدوة يكتب: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والشهداء - تكتيكات البقاء للنظام الإيراني: القمع والإرهاب والحرب - ياسر عماد وخريجة ذا فويس سحر الصديقي في مهرجان بين الثقافتين - مــن الــفــوائد الــزواج -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم: لبيب السباعى

الأربعاء, 26-مايو-2010
بقلم: لبيب السباعى -





من الطقوس المصرية العريقة أن يبدأ المسئول فور مغادرة منصبه في شن حملات متتالية تؤكد أن المكان الذي غادره يتدهور وينهار بعد غيابه عنه‏..‏ ومن هنا توقفت أمام تجربة مهمة قد تكون واحدة من التجارب التي تقع خارج هذه الطقوس المصرية

وهي تجربة إنشاء كلية طب الأسنان للبنات بجامعة الأزهر حيث وجدت صاحب هذه التجربة يتحدث عن نجاحها المستمر والمتزايد حتي بعد أن غادرها منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام‏!!‏ وبدا عليه الحرج في أن ينسب إليه استمرار هذا النجاح مقتنعا بأنه أدي دورا في إطار منظومة ـ وهو أحد الأمور الغريبة علي المسئول المصري ـ صاحب التجربة هو الدكتور حمدي نصار نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد الذي يروي الحكاية بعد ابتعاده عنها للعمل في الهيئة حيث إن هذه الكلية أنشئت سنة‏2002‏ ككلية تابعة لكلية الطب وبدأت عملية تعيين أعضاء هيئة التدريس وكان من حسن الحظ أن عينت فيها خريجات كليات طب الأسنان من مختلف الجامعات المصرية والحاصلات علي تقديرات عالية لا تقل عن تقدير من جيد جدا مع مرتبة الشرف ولم يتم تعيينهن كمعيدات في كلياتهن لأنهن ببساطة بلا واسطة‏!!‏
وبدأت عملية اختيار دقيقة لباقي أعضاء هيئة التدريس حسب السمعة الشخصية والمكانة العلمية عن طريق النقل من جامعات أخري أو الانتداب منها حيث تم انتدابي عام‏2005‏ وبدأ كل هذا الفريق عمله بكل الحماس والجد والحب والإخلاص وكان علي رأس الكلية في ذلك الوقت أستاذ فاضل عين عميدا من كلية طب أسنان بنين الأزهر وكان هذا العميد في غاية الحزم والتفاني في العمل‏,‏ ونجح في إقناع رئيس الجامعة آنذاك بتبني الكلية وبدأ العمل في منظومة من العطاء الجماعي تعزف لحنا جميلا يؤدي فيه كل فرد جزءا منه وبدأت سمعة الكلية في الصعود داخل مجتمع طب الأسنان المصري وتدفقت عليها طلبات النقل من جميع أنحاء الجامعات المصرية وبذلك أتيح للقائمين عليها الفرصة لاختيار العناصر الأحسن والأعلي أداء دائما ومن ثم تكونت مجموعة متميزة من أعضاء هيئة التدريس في فترة قصيرة لا تتعدي ثلاث سنوات وبدأت مع نمو هيئة التدريس عملية التوسع في مباني هذه الكلية بدعم رئيس الجامعة‏.‏
وفي نفس الوقت تم إقامة مجمع من العيادات والمعامل علي أعلي مستوي من النظافة وحسن الإدارة والخدمة الطبية المتميزة وهو ما يفسر سر تلك الطوابير الطويلة والزحام الشديد علي هذه العيادات الخارجية بسبب حسن سمعتها‏.‏
وفي خلال هذه الفترة ساهم كل من في الكلية في تقديم رصيد خبراته فقمت بتوظيف خبراتي وعلاقاتي في المجال الدولي في استقدام علماء كثيرين لإعطاء محاضرات وإقامة ندوات علمية ومؤتمرات علي أعلي مستوي علمي شارك فيها أساتذة من شباب وطلاب من خريجي الكلية وتقدمت بمشروع للاتحاد الأوروبي لتطوير مناهج طب الأسنان بالكلية وإدخال النظام الالكتروني وربطه مع جامعة جلاسجو لمناظرة الحالات وعرض أفلام للحالات المختلفة بتكلفة تجاوزت أربعة ملايين جنيه تم إنفاقها علي مجالات عديدة منها سفر العديد من أعضاء هيئة التدريس إلي جامعات اسكتلندا للتدريب بمشاركة واحد من كبار الأساتذة المصريين في جراحة الفم من جامعة جلاسجو كان هو الممثل للجانب الأوروبي لهذا المشروع الذي يعد الأول وربما الوحيد لجامعة الأزهر مع الاتحاد الأوروبي واستمر دوري مع هذا العمل الناجح من عام‏2004‏ وحتي عام‏2007‏ حيث انتقلت للعمل في الهيئة واستمرت مسيرة الكلية حتي اليوم من نجاح إلي آخر ونعمل علي إدخال نظم جودة تعليمية شاملة وتدريب الأعضاء الشباب من هيئة التدريس وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم المستمرة في تحسين أداء هذه الكلية التي منحها الله عناصر النجاح التي وصلت بها إلي مستوي لا يقل عن أي مستوي عالمي‏.‏
ويضيف الدكتور حمدي نصار أنه يمكن تلخيص عناصر نجاح هذه التجربة في عدة نقاط أهمها وجود وتطبيق معايير عادلة في العمل بدءا من اختيار أعضاء هيئة التدريس من خلال السير الذاتية دون مجاملة بوضع معيار التميز في الأداء في المقدمة والإدارة بأسلوب يجمع بين الحزم والعدل والحب والتعاون والاحترام بين جميع العاملين
ودعم رئيس الجامعة لقيادة الكلية بإعطائها الصلاحيات الكاملة وتوزيع المهام والمسئوليات في العمل وعطاء العاملين دون انتظار مقابل أو منصب أو ترقية واستثمار العلاقات المحلية والدولية في تطوير الكلية والحصول علي المساعدات من جميع الجهات الدولية والاهتمام بالعيادات الخارجية من حيث النظام والنظافة وحسن المعاملة وتقديم خدمة تنافس أي عيادات خاصة وفي النهاية العمل بروح الفريق والأسرة دون انتظار لمكافأة أو تشجيع‏!!‏
انتهت حكاية الدكتور حمدي نصار عن تجربة تستحق الاهتمام والتقدير لأنها تقدم روشته تحقق النجاح والتي تتضمن أن تكون المصلحة العليا في المقدمة وقبل كل المصالح الشخصية وأن النجاح المؤسسي يجب أن يخضع لقواعد ومعايير عادلة ومعلنة وآلية تؤدي عملها بعيدا عن الأهواء وعن تغيير القيادات وأن يمارس كل مسئول دوره في إطار منهج محدد يؤدي في النهاية إلي نجاح المؤسسة بالكامل‏.‏
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)