shopify site analytics
فنانة تونسية تعتذر لليمنيين بعد طرحها أغنية أثارت حفيظتهم - سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون - خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ "ستورم شادو" - بنك صنعاء المركزي يخطط لحل مشكلة العملة التالفة - إصدار أرقام جلوس طلاب الثانوية العامة للعام الدراسي 1445هـ - حديث لمنظمة العمل ضد الجوع (AAH) - كلا للإساءة ( للعگال والشماغ ) الجنوبي عنوان الأصالة والمقاومة - دُعاة الفن الرمضاني اسقطتهم شباك الشماغ الجنوبي - حال المرأة الموريتانية وواقعها في المجتمع الموريتاني - منصة "الأيقونة" الإعلامية تعلن عن تشكيل مجلس أمنائها -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - سامية الاغبري

الأربعاء, 26-مايو-2010
سامية الاغبري -

من منطقة (أغبرة) بالصبيحة في محافظة لحج مسقط رأسه -إلى جنوب لبنان ومن ثم إلى سجن صنعاء المركزي حيث يقبع هناك منذ ستة عشر عاما ظلما وهكذا تكرم اليمن أبطالها ! إنه "بجاش الأغبري" احد الأبطال الأحياء الذين عادوا إلى وطنهم الأم "اليمن" بعد أن كان احد من شرفها في الانخراط بالمقاومة اللبنانية ضد الكيان الغاصب لجزء من أرضنا العربية, في ريعان شبابه شد الرحال إلى لبنان ليدافع عن جزء غال من وطننا العربي , قاتل جنباً إلى جنب في ثمانيات القرن الماضي مع إخوته في الجنوب اللبناني وروت دماءه ثرى جنوب لبنان الحبيب في العام1982م أثناء قيامه ورفاقه بعملية فدائية هناك. ومثل هذا الرجل يستحق التكريم لا السج الذي آل إليه مصيره,وتوسمنا خيرا في الدعاية لخطاب الرئيس الهام والمفاجئ, لكن ذلك الخطاب لم يكن هاما ولامفاجئاً بقدر ما روج له إعلام السلطة.

الحديث عن طي صفحة الماضي بدمويتها وسوداويتها بخطاب لن يحدث!ففي الوقت الذي كان يدعو رئيس الجمهورية إلى حوار وطي تلك الصفحة كان جيشه يحاصر ردفان, وجنوده في عدن يعتقلون متظاهرين. الاشتباكات والاعتقالات والمحاكمات لازالت مستمرة, نعم نتمنى إغلاق ملفات الماضي بكل آلامه ,لكن خطاب الرئيس لم يوقف الدماء التي تسفك ولم يفك الحصار عن بعض مديريات وبعض محافظات الجنوب ولم ينهِ حملات الاعتقالات!

والأهم هناك جزء من التاريخ والصفحة التي أراد لها الرئيس وأردناها أيضا أن تطوى –هذا الجزء مستحيل التغاضي عنه أو تجاهله! هناك أسرة انتهى المطاف بمعيلها في السجن المركزي بعد تنقله اجبارياً في عدة سجون يمنية, رجل لم يلمس طفله حتى الآن فقد اعتقل وهو لما يزل جنينا في بطن امه!هذا التاريخ المشرف هو بجاش الأغبري القابع في السجن منذ العام95م, فلايمكن التحدث عن التسامح والعفو إذا لم يشمله ذلك العفو.

يتحدث البعض عن سماحة الحاكم وعفوه عن الكثيرين, ومع ذلك يظل بجاش مستثنى من كل عفو وخارج دائرة تسامح الرئاسة. إن كانت هناك مكرمة فبجاش قد ضاع شبابه في السجن وهو الذي قاتل العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني وروى ثرى ارض عربية بدمائه الغالية ويستحق ان يكون خارج اسوار السجن وتنعم اسرته بدفء حنانه ويعوضهم عن سنوات من المعاناة والظلم.

ياسيادة الرئيس هناك وعد ومعاذ ينتظران أب غيبه الحقد في زنازينكم, زوجة طال بها الانتظار وأم لم تعد تقوى حتى على رؤيته وهو خلف القضبان في صنعاء وهي في إحدى قرى لحج!

أين العدالة وأين التسامح وأين انت ياصاحب القلب الكبيرمن هذه الاسرة ومما عانت؟

في قضية كهذه يُكشف عن حقيقة العفو والتسامح ,أما اعتقال مجموعة لم ترتكب شي وتوجيه التهم لها وسجنها والتنكيل بها ومن ثم العفو عنها لايعد مكرمة لأنه في الأساس كان الاعتقال جريمة يعاقب مرتكبها. ولنفترض إن بجاش ارتكب ذنب فهل سجن ستة عشر عاما لايشفى غليل من لايزال مصرا على المضي في ظلمه والتنكيل به؟ هل صحيح ماقيل أن سجن عشرون عاما قليلة بحقه وانه كان يستحق الإعدام؟! لما يستحق الإعدام وما لجريمة التي ارتكبها حتى يسجن عشرون عاما ؟ أليس هناك مجرمون يستحقون تزيين المشانق برقابهم؟ أليس هناك قطاع طرق وفاسدون الأولى الزج بهم في السجن؟

16 عاما ذاق فيها ولازال مرارة الظلم والقسوة والتعنت , 16عاما وهو يرى مجرمون وقطاع طرق وتجار مخدرات يفرج عنهم- بينما هو قابع في ظلمات السجن ومرارته وما أشد منها سوى مرارة الظلم.




بدأت معاناته في محافظة المهرة بعد حرب صيف94م ولم تنته في صنعاء حتى يومنا هذا , سلبه اللصوص منزله وزج به في السجن وأصبح أولاده دون مأوى ودون راتب ووجدوا أنفسهم في الشارع ومعيلهم في السجن! عمل بجاش الأغبري بعد الوحدة مديرا لمكتب هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع آنذاك , انتهت حرب94 وبدأت معاناته حين فصله رئيس الجمهورية من وظيفته,فأسس منظمة العدل والمساواة عله عبر هذه المنظمة يعيد حقه المسلوب ( بيته ووظيفته) لكن اكتشف ألا فائدة من النضال السلمي ولن يستعيد حقوقه في ظل نظام لايعرف سوى لغة العنف فشكل مجموعة بقيادته اقتحمت سجن المهرة وأطلق سراح جميع السجناء هناك , لم تسيل في تلك العملية الدماء , فر مع مجموعته إلى الجبال ليقاتل من سلبه حقه لكنه سقط ضحية خيانة احد مرافقيه, وسجن مع المجموعة التي كان يقودها ومن ثم أفرج عن أفراد تلك المجموعة ليبقى هو ضحية ثأر شخصي من رجل رفض إطلاقه- بل قيل إن ذلك الرجل سعى جاهدا ليوصل بجاش إلى الجنون لكن بجاش الاغبري كان أقوى من رهان ذلك القائد الذي لازالت الكراهية تملأ قلبه تجاهه ولم تمحو سنوات الظلم والقهر التي قاسها ولايزال بجاش وأسرته تلك الضغينة والكراهية.

في المهرة ألقي القبض عليه وأمضى شهر ونصف في زنزانة تحت الأرض في قيادة الأمن المركزي ,قال انه تعرض أثناء التحقيق معه للتعذيب -صدر حكم ابتدائي بإعدامه تعزيراً بتهمة المساس بأمن الدولة- بثبات وقوة وإباء شرف هو ذلك الحكم الجائر وقال ساخرا لينفذ الحكم بحضور ولي الدم رئيس الجمهورية). ومن ثم خفف الحكم سجن لعشرين عام.


استمرار للمعاناة نقل إلى السجن المركزي بصنعاء ولسبع سنوات منعت عنه الزيارة, طفله معاذ الذي كان لايزال جنيناً في بطن أمه حين اعتقل , لم يكن حين بدأ وعيه يتفتح ويسأل عن والده يعلم بأن والده في السجن ظن انه مغتربا في الخارج وكانت أول زيارة لوالده يوم13-6-2006م.

ووالدته وهي في السبعين من عمرها رغم كبر سنها ومرضها وظروفهم المادية السيئة لم تمنعها كل تلك الظروف القاسية من قطع الجبال والوديان آتية من الصبيحة إلى صنعاء لرؤية ولدها ..فلذة, في مقابلة سابقة معها قالت إنها تتمنى بأن تراه خارج أسوار السجن قبل أن يواتيها الأجل وقالت (إما يطلقوا ولدي أو يسجنون ولديه) إطلاقه هو حلم أولاده لم ينعما بدفء حنان الأب وزوجته التي اخذ منها وهي شابة لم تعش حياتها كأي فتاة .

حين توفي والد بجاش كان لما يزل طفل في السادسة من عمره وشقيقه الأكبر في التاسعة, وطفلة تحبو هي شقيقتهما وهي الآن تعاني من المرض, جاهدت الأم من أجل تربيتهم.

قالت (للرئيس اولاد ويتألم لألمهم وأنا أم أتألم من أجل ولدي و وبجاش لديه اولاد يحزن لحزنهم ويعاني لمعاناتهم)

سيادة الرئيس انك مسئول عن رعيتك وبجاش وزوجته وأولاده ووالدته هم من رعيتك وبيدك أن ترفع الظلم عنهم , وستسألون يوما عما فعلتم به, سيسألونكم وعد ومعاذ وأختهما وجدتهما ووالدتهما لما والدهم يعاقب دون ذنب , لما فصل من وظيفته وبأي حق يطردون من منزلهم؟لما تدفع الأسرة بجانبه ثمن غطرسة وعنجهية البعض؟ هل رأيت يوما أبناءك لايجدون مايأكلون؟ كيف سيكون شعورك وأنت تراهم جميعاً ينامون في غرفة واحدة بينما حقهم ينعم به الآخرون؟ وما شعورك حين ترى احد أبناءك فضل الانتساب في المدرسة على الدوام فيها لأنه لايجد الوقت للدراسة لان اباه في سجنه يحتاجه؟!

سيادة الرئيس لازلنا نذكرك بالوعد الذي قطعته للمناضل اللبناني المحرر من سجون العدو الصهيوني سمير القنطار بأن تطلق بجاش, لازلنا نذكرك بان طي صفحة الماضي لن يكون طالما وانه لا زال هناك من يعاني, وهناك جروح لما تزل مفتوحة ولم تداوى , وبجاش هو جزء من ذلك الماضي!

ونذكركم بأن الظلم ظلمات يوم القيامة وان الاستقرار والأمان لايأتيان إلا بالعدل

رسالة الأسير المحرر من السجون الصهيونية سمير القنطار إلى رئيس الجمهورية

أتقدم منكم بخالص المحبة والتقدير على مواقفكم القومية الداعمة للقضية الفلسطينية ولحق الشعوب العربية الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني في مقاومة هذا الاحتلال.

إنني ومن موقعي المقاوم ضد الاحتلال، وبعد إطلاق سراحي من سجون الصهاينة التي مكثت فيها قرابة الثلاثين عاماً، أتقدم منكم بطلب الإعفاء عن السجين اليمني بجاش علي عابد الاغبري، الشهير باسم بجاش الأغبري.

لقد علمت أن هذا السجين سبق وناضل في صفوف المقاومة الفلسطينية، وكان قائداً لفصيلة في سرية الشهيدة دلال المغربي، في منطقة قانا بجنوب لبنان وأصيب في 5 أغسطس 1982 أثناء مشاركته في عملية «عرَّيا».

إنني اعتقد أن من الإنصاف أن تبادر فخامة الرئيس إلى وضع حد لمعاناة هذا السجين المستثنى منذ 13 عاماً من التسامح والعفو والمصالحات. والذي يقبع منذ منتصف التسعينيات في السجن المركزي بعد إدانته و11 آخرين، بتهمة تشكيل عصابة مسلحة لإقلاق أمن الدولة في محافظة المهرة، والحكم عليه بالسجن مدة 20 عاماً. لقد علمت أن جميع رفاقه قد أفرج عنهم وبقي بجاش، الأمر الذي دفعني إلى كتابة هذه الرسالة والطلب إليكم النظر في وضعه والعفو عنه وإطلاق سراحه تقديراً لتاريخه النضالي ضد العدو الصهيوني.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)