shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



الإثنين, 28-أبريل-2014
صنعاء نيوز - في مقالة في صحيفة الاقتصادية السعودية كتب صالح الشهوان يقول:
"مع أن النعرات ما زالت تلعب دورها السيئ في تسميم العلاقات الاجتماعية .. صنعاءنيوز/احمد صالح الفقيه -


النعرات القبلية
في مقالة في صحيفة الاقتصادية السعودية كتب صالح الشهوان يقول:
"مع أن النعرات ما زالت تلعب دورها السيئ في تسميم العلاقات الاجتماعية .. إلا أننا نلاقي حرجاً كبيراً وحساسية أكبر في مواجهة ظاهرة التنابز بها على المستويين اللفظي والعملي. وحتماً لسنا استثناءً في هذه الظاهرة فهي ظاهرة عالمية عانتها الأمم وأدت إلى مآسٍ إنسانية وحروب، لكن الأمم اتخذت في سبيل القضاء عليها اتجاهين، استهدف الأول ترسيخ الوعي باحترام الإنسان لذاته بمعيار الإنجاز في العلم والعمل واعتبار الإنتاجية قيمة عليا للتميُّز.
ورغم أن ذلك أدى إلى تقدم تلك المجتمعات إلا أن سموم التمييز بقيت تشيع الكراهية والازدراء بسبب نفوس مريضة بها أو لأسباب سياسية أو اقتصادية.. فعمدت تلك المجتمعات إلى سن أنظمة وقوانين تحرم التمييز وأشكال النعرات الأخرى وهو الاتجاه الثاني الذي باتت معه جميع أشكال التمييز جريمة تستدعي جلب مَن يقترفها ''قولاً أو فعلاً'' إلى القضاء
فضاؤنا الاجتماعي لا يزال ملبداً بغيوم هذه النعرات.. حتى لو قيلت على سبيل المزاح أو اللغو.. وحسناً فعلت وزارة الثقافة والإعلام في منعها نشر المطبوعات والكاسيتات المثيرة لها، غير أن البرامج الفضائية عن الشعر الشعبي عادت لتؤجّجها كما أن منتديات الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي مشحونة بها، بل كرّس البعض مواقع خاصة بقبيلة أو منطقة أو بلدة انجرف بعضها إلى حشد كل ''الفضائل'' لها بما لا يستبقي لغيرها شيئاً .. وزاد الطين بلة سباقات مزايين الإبل التي أكلت فيها النعرات القبلية النشاط نفسه!"
ووصف محمد سعود في صحيفة الحياة السعودية كيف تحولت النعرات القبلية إلى «معرّفات» في تقنية «البلوتوث» وكيف تسجل «رموز الأنساب» حضورها على الجدران والسيارات، فقال:
ظهرت رموز القبائل في السعودية منذ أكثر من سنة اعوام، وحملت أرقاماً مخصصة لكل قبيلة، يضعها المراهقون وصغار السن على خلفيات السيارات، وعلى جدران المنازل والمدارس، إضافة إلى كتابتها على جدران الأماكن العامة.
واختلفت تلك الرموز من قبيلة لأخرى، فالبعض منها اختار رقم 511 أو811 أو 285 وغيرها من الأرقام، من دون أن تكون هناك أسباب واضحة لاختيار هذا الرقم لتلك القبيلة، ما دفع بعض الشبان إلى التفاخر بهذا الرمز، لأنه مفتاح القبيلة.
ولم تتوقف أرقام القبائل على المراهقين، بل امتدت إلى بعض كبار السن، الذين يبررون وجودها على سياراتهم، بسبب أبنائهم، ولا يستطيعون إغضابهم بإزالتها، إضافة إلى بعض الموظفين الذين استخدموا هذه الرموز كمعرفات لهم في تقنية «البلوتوث».
ويشير عبدالله سليمان (28 سنة) إلى أن رموز القبائل بدأت دائرتها في الاتساع، بعد أن كانت مقتصرة على فئة معينة من الشباب، وأضاف: «في الوقت الحالي لا أمر بشارع إلا وأشاهد تلك الرموز على الجدران أو على بعض السيارات، من دون أن أفهم الهدف منها، وتكثر رؤية تلك الرموز في مزايين الأبل التي تنظمها القبائل، وفي مقر مزايين القبيلة تباع على الملأ، إضافة إلى شعارات القبيلة المنظمة للمزايين، وهو ما دفع إلى إيصال مفهوم الأرقام لقطاع واسع من الشبان».
ولا يتردد معاذ الأحمد (25 سنة) في التأكيد على أن رموز القبائل لا تهمه، معتبراً أن هذه الأرقام لا يسعى خلفها إلا أناس محدودو الثقافة، مشيراً إلى أن بعض الشبان يضعونها على سياراتهم من دون هدف.
وأكد اختصاصي علم النفس الإكلينيكي طلال الثقفي أن وضع مثل هذه الأرقام ومسميات القبائل، سيزيد من ظهور النعرات القبلية، وإحيائها في نفوس الكثيرين، وأضاف: «تعد هذه الظواهر عودة إلى الخلف، ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، الذي دائماً ما يحارب 1 ذشش
البغضاء بين الناس، ويدعو إلى المحبة بين الجميع»، لافتاً إلى ضرورة التخلص من هذه المظاهر قبل انتشارها، من خلال التصدي لها في وسائل الإعلام المختلفة، وعن طريق التربويين في المدارس، والدعاة حتى لا تكون خطراً على المجتمع في المستقبل».

وعن «الانتماءات» التي تفرّق بين الأطفال في كرة القدم وتفتح الباب «واسعاً» لمشاجراتهم كتب هادي الفقيه في صحيفة الحياة السعودية قائلا:
يملأ الضجيج غرفة لا تتجاوز مساحتها الأربعة أمتار طولاً، وعرضاً، وامتلأت بوجوه طفولية لم تتجاوز السادسة من عمرها، خرجت من خيام تسكن الربع الخالي بعد أن ملئت بطونهم بحليب النوق لتمتلئ أجسادهم بالنشاط وثيابهم بما تبقى.
المشهد هو لفصل دراسي في قرية على أطراف الربع الخالي، وتحديداً قرب الحدود اليمنية - السعودية. كل شيء في تلك الأماكن أبيض، إلا بعض الترسبات التي تبقى إرثاً من الثقافة اليومية. الضجيج لم يكن بسبب لعبة أو حلوى، أو حتى حيوان دلف الى الفصل وتقافز الصغار لملاحقته، بل هناك «هدّة» أي اشتباك بين تلاميذ بسبب التنابز بالألقاب.
لم يتوقع المعلم الذي عينته وزارة التربية والتعليم في تلك القطعة من الأرض لتقديم واجبه الوطني بنشر العلم، أن المشكلات التي يواجهها من أطفال ما زالت عقولهم غضة، كانت نعرة قبلية، تعتز بالدماء.
دخل المعلم القادم من حارات جدة حيث كل شخص يعرف باسمه لا أكثر، إذ إن المدينة المكونة من فسيفساء بشرية جعلت آخر اهتماماتها البحث في ألوان البشر، أو اشتمام أيّ الدماء أنفس من الأخرى.
حاول المعلم الصراخ غير مرة، إلا أن الوضع لم ينته، فالاشتباك محتدم، والصغار يتقافزون فوق بعضهم، وخبرة المدرس الجديد لم تتجاوز أسبوعاً واقفاً بين السبورة والطلاب. فما كان منه إلا الركض إلى مدير المدرسة الذي فك الاشتباك سريعاً بـ »صرخة مجلجلة».
انتهت المشاجرة وجاء وقت التحقيق. المدير يعرف السبب، ويبتسم للمعلم: «اطمئن»، ويتوقف الطفل الحافي مبخوت عن البكاء ليتحدث عن مبارك الذي بدأ بالتطاول عليه بأن آل (...)، لا يجلسون بجوار آل (...) لأنهم أفضل منهم شأناً، وأطيب أصلاً».
لم يصدق المعلم ما سمع. وسريعاً أبلغ أصدقاءه على وجبة الغداء بما سمع صباحاً، ومستغرباً من طفل لم يكتمل نمو عقله ويتحدث عن هذه المواضيع، فضلاً عن الاستغراب الأكبر من وسطه العائلي، الذي لم يعلّمه فنوناً أخرى في الحياة غير العصبية القبلية.
يقول الاختصاصي الاجتماعي مشعل السيحاني: «تحاول بعض العائلات أن تغذي أطفالها بمبادئ خاطئة، وبدل أن نذيب الفوارق ونرجع إلى الاساس الشرعي بأن (أكرمكم عند الله أتقاكم)، نضع حواجز جديدة، وبطرق حديثة تسخّر التقنية لهذا الغرض».
ويرى السيحاني أن هذه الأساليب قد تؤجج المجتمع بدل أن يكون المكان للحوار، ولثقافة المواطنة، وحب الدين والوطن، وأضاف: »يجب على جميع مؤسسات المجتمع أن تتكاتف لمنع تفشي هذه الظواهر التي هدأت لوقت طويل في المجتمع».
ويتابع: »أقترح تنظيم حملة وطنية تشترك فيها جميع المؤسسات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، والأسر لمنع تطور هذه التصرفات، إذا أردنا أن نعرف الجرح أكثر علينا مشاهدة ما يبث عبر القنوات الشعبية، ومواقع الدردشة، ومنتديات الإنترنت، لنعرف الى أي مدى وصلت هذه المشكلة». ويعود المعلم ليروي قصته في المدرسة التي تجاور ألف خيمة في صحراء الربع الخالي، إذ إن اهلها حتى وان كانوا قادرين مادياً، لا يحبون العيش في البيوت الأسمنتية.
الصدمة الأخرى كانت أثناء مبارة لكرة القدم، إذ يقتسم كل فريق بناء على انتمائه القبلي، وعلى رغم المحاولات إلا أن الوضع لم يتغير، وعاد المعلم وفي ذهنه الكثير من كرم أهل تلك الارض، وبعضاً من تعصبهم القبلي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)