shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أولاً / النص
"حين تصبح ذكرى صوتٍ حضنا يزهر بالدفء"
....
يا لصدر يرسم ملامح حنيني ..

السبت, 31-مايو-2014
صنعاء نيوز /هايل المذابي – اليمن -
هايل المذابي – اليمن
[email protected]
أولاً / النص
"حين تصبح ذكرى صوتٍ حضنا يزهر بالدفء"
....
يا لصدر يرسم ملامح حنيني ..
يملأ المدى فراغا باردا
كلما تسلل من الامنية الشاحبة

يا لحضنٍ...
عرفته في الرغبة المخبأة في الانتظار
تعلمته.. تفاصيلَ تعجن رائحة الدفء
بترنيمة الهمس
بكف يمسح تعب الخوف ...
ثم لا يجيئ
...
يا أبا كنت أطاول غيابي عنه ، فيه ،،
لأكون الأم التي تشيخ بلا بكاء
...
يا أما ، تاهت عن ضمة الفقد ،
مسح الزمان عن وجه قلبها الضعفُ ..
حتى اخشوشن الكف الدامع في مسافة القربِ
...
يا عنادا عاقلا حد التعب ..
فارت مسافات البين ..
هذا المدى المخبوء تحت الضلع
جمده القيظ
يلوك الأمنية العنيدة آهة مكتومة الحرف
كلما سار على درب الصورة الخامدة))

ثانياً / القراءة
ثمة عقدة بعلم النفس أطلق عليها عالم النفس سيجموند فرويد " عقدة الكترا" وتشير إلى التعلق اللاواعي للفتاة بأبيها وقد استلهمها فرويد من اسطورة إغريقية تحكي قصة فتاة تدعى الكترا وهي ابنة أغا ممنون ملك مسينا وقائد القوات اليونانية في الحرب الطروادية الذي قتلته هو وإبنه أفجينا زوجته كليتمسنترا ، ثم انتقمت لهما ابنته الكترا من هذه الأخيرة وعشيقها إيجست مع اخيها اورست . ‏
ويقابل عقدة الكترا عقدة اوديب لدى الذكر.
في قصيدة أمينة بوضوح ذلك الرابط الخفي بين اللاوعي للشاعرة وبين ذلك الحضن الأبوي الدافئ الذي تشتاقه وتجعل منه ملاذاً لها وكذلك ترى أن ذكرى صوتٍ والدها حضنا يزهر بالدفء فمنذ مطلع القصيدة وحتى تقول في الفقرة الثالثة منها " يا أبا كنت أطاول غيابي عنه ، فيه ،،
لأكون الأم التي تشيخ بلا بكاء " لانعرف شيئا عن الصوت أو الصدر أو الأمنية الشاحبة أو الحضن الذي تشتاقه الشاعرة ثم يكشفه المقطع بهدوء ولاتلبث الشاعرة من ثم أن تعود إلى نفس الطريق الذي تسير عليه الأحداث في الفقرات الأولى من القصيدة في الجزء الذي يظهر فيه التصريح اللفظي بأنها تعبر عن الشوق للأب والحنين له ..
هذا التضمين لهذه المشاعر الجمة وهذه المجازات والكنايات تذكرنا بطقوس الاحتضار لدى كهنة الزن في البوذية وقصيدة الجزيي اليابانية التي يكتبها الكاهن البوذي لحظة احتضاره فيقعد قعدة " اللوتس " وتعني قعد منتصباً، ثم يخط دائرة وترمز إلى الكشف والبلوغ للحقيقة ثم يبدأ بكتابة قصيدته والتي من العيب فيما هو متعارف عليه أن يتم التصريح بلفظة الموت ولكن تورد ضمنياً وكناية ويرمز لها بتساقط أوراق الكرز أو دنو الخريف أو غروب الشمس .. والشاعرة تنتهج ذلك في تعبيرها عن ذلك الحب العظيم لأبيها ولكن التصريح الذي جاءت به عنه في الفقرة الثالثة من القصيدة هو من قبيل التعظيم فهي تصف سبب طول غيابها عنه بأنها كانت منشغلة به دائماً حد التماهي ثم تصف ذلك الحضور لأبيها في نفسها وقد صارت أماً ترعى هذه الأبوة التي تسكنها وهنا أجد أن نظرية التعادل النسبي ومبدأ القطبية لعالم النفس النرويجي " كارل يونج " والتي يرى فيها أن ثمة حس ذكوري يسكن كل أنثى ويدعى الأنيموس وثمة حس أنثوي داخل كل رجل يسمى الأنيما وهما أي الأنيما والأنيموس مايحقق للذكر والأنثى التوازن في النفس والواقع، بمعنى أن الصراع بين الرجل والمرأة هو صراع عقيم لايولد إلا المزيد من الإنقسامات والنكوص والتردي في المجتمعات لأن الإنسان كما أثبت بهذه النظرية ثنائي الجنسية و ويعبر محمود درويش عن ذلك في آخر قصيدة له " لاعب النرد " بقوله :" أدرب قلبي على الحب / ليتسع الورد والشوك / وأنا من أنا الآن إلا إذا التقت الإثنتان / أنا وأنا الأنثوية " وبالمثل أجد ذلك في شخصية فاطمة في رسومات ناجي العلي فكانت تعبيرا عن مايسكنه كفنان وكرجل أولا من حس أنثوي لايكتمل حضوره وفنه إلا بهذا الحضور للشخصية الأنثوية سواء في فنه أو في حياته، وتذهب الشاعرة أمينة في رمز الأبوة لأكثر من ذلك ولأكثر من دلالة وتمضي من ثم في وصف الفقد وعاطفة أمومتها " يا أما ، تاهت عن ضمة الفقد ،/ مسح الزمان عن وجه قلبها الضعفُ ../حتى اخشوشن الكف الدامع في مسافة القربِ " لكن هذا المقطع جاء معطوفاً ووصفا لما قبله قولها " لأكون الأم التي تشيخ بلا بكاء " وكله ذلك تجسيد لتعلقها اللاواعي بأبيها، لكن السؤال : هل يجوز لنا وصف هذا الشعور والحنين للأب لدى الشاعرة في قصيدتها بأنها فعلاً " عقدة " لديها كعقدة " الكترا " كما يطلق عليها فرويد ؟ أم أن ذلك يحدث أيضا لدى جميع النساء ولكنهن يعجزن عن التعبير عنه كونهن لسن بشاعرات وأديبات ..!!؟
ربما تجيب عنه الشاعرة في آخر مقطع من قصيدتها بقولها :" يا عنادا عاقلا حد التعب .. / فارت مسافات البين .. / هذا المدى المخبوء تحت الضلع / جمده القيظ
يلوك الأمنية العنيدة آهة مكتومة الحرف / كلما سار على درب الصورة الخامدة))
هذه الأمنية العنيدة تتعب الشاعرة لأنها تعيها جيدا وهي توصيف للأمنية ذاتها الشاحبة التي تذكرها الشاعرة في بداية القصيدة وهنا تتكشف لنا دلالات أخرى لرمز الحضن والأبوة التي تشتاقها الشاعرة في مقاطع قصيدتها الأكثر من رائعة " حين تصبح ذكرى صوتٍ حضنا يزهر بالدفء".


--




هايل المذابي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)