بقلم/شرحبيل الغريب -

جريمة إسرائيلية همجية أخلاقية إنسانية ارتكبتها دولة الاحتلال في المياه الدولية فجر أمس ، هاجمت خلالها القوات البحرية الإسرائيلية مدعومة جوا بقوات كوماندوز "أسطول الحرية" القادم إلى غزة في المياه الدولية في آن واحد باستخدام الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع ، جريمة ارتكبت بحق أكبر قافلة تضامن إنساني كانت في طريقها إلى قطاع غزة ، هدفها الأساسي كسر الحصار المفروض عن قطاع غزة منذ أكثر من أربع سنوات في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي مريب ، سقط خلالها الشهداء وعشرات الجرحى كلهم من الناشطين المتضامنين الأجانب والأتراك العزل .

وفي هذا المقام إن أردنا ان نصف ما قامت به اسرائيل تجاه هذا الأسطول الإنساني فهي عملية قرصنة واضحة وجريمة حرب دولية مركبة كما وصفها القانون الدولي ارتكبتها بحق نشطاء ومتضامنين دوليين من دول أوربية وعربية وإسلامية يعكس الوجه القذر والبشع لهذا العدو المجرم ويمثل ضربا بعرض الحائط بكافة المواثيق والأعراف الدولية، وتعدياً مقصوداً على وثيقة جنيف الرابعة، وترسيخاً لسياسته وإجراءاته القمعية والعقيمة بحق أبناء شعبنا.

اقتحام أسطول السفن الإنساني التضامني المحمل بمواد رمزية مساندة لشعبنا بهذا الصلف وهذه العنجهية الصهيونية وكما شاهدناها على القنوات الفضائية يعتبر يوم أسود في تاريخ دول الكيان الغاصب ويمثل انتهاك صارخ لأبسط القواعد الإنسانية ، يجعلنا نقف أمام منعطف هام وخطير دلالاته ان دولة الاحتلال ماضية في تنفيذ مخططاتها غير آبهة لكل دول العالم العربية والإسلامية حتى البعض الأوربي الرافض لحصار الشعب الفلسطيني ويجب اتخاذ خطوات عربية وإسلامية جرئية لردع دولة الاحتلال للكف عن غطرستها تجاه الشعب الفلسطيني وكل المتضامنين من العالم العربي والإسلامي والغربي مع حقوقه وثوابته.

عدد كبير من الشهداء سقطوا ضحايا القرصنة الصهيونية التي استخدمها الاحتلال ضد النشطاء المتضامنين العزل في قافلة الحرية ، لم يكونوا يحملون سلاحا بل حملوا إرادة حرة صلبة وعزيمة حديدية وصبر ما بعده صبر وإصرار وتصميم للوصل إلى غزة المحاصرة مهما كلفهم الأمر من ثمن ، كان شعارهم الوصول ولقاء أخوتهم المحاصرين أو الأسر أو الشهادة ، فكانت الشهادة نحبهم على أعتاب غزة العزيزة الصابرة التي تعرضت قبيل عام ونيف لحرب شرسة مماثلة لم تمر عليها من قبل منذ احتلال أرض فلسطين عام 48م.

إخواننا..أسرى وشهداء الحرية..نقف اليوم عاجزين أمام صمودكم و تضحياتكم وانتم تجابهون قرصنة وحربا صهيونية شرسة بصدوركم العارية في عرض البحر، فمنكم الشهيد التركي والجزائري ومنكم الأسير الماليزي والكويتي كلهم إخوة دين وقضية ،مهما وصفنا تضحياتكم فهي حقا قليلة وقليلة جدا ، لان تضحيات الأحرار لا توصف بأوصاف ولا توزن بأوزان .

شهداء الحرية..قضيتم نحبكم شهداء برصاص صهيوني حاقد على الإنسان والإنسانية ولم تتمكنوا من وصول هدفكم الذي انطلقتم من بلدانكم لتحقيقه والتضامن بجانب إخوانكم المحاصرين في قطاع غزة لكن رسالتكم الحقيقة وصلت وأسطول مساعداتكم وصل أهلكم بوصول رسالتكم السامية رسالة الأحرار في كل دول العالم لكل دولة من دول العالم التي انتفضت في وجه الظلم الصهيوني وعبرت عن رفضها لحصار غزة الظالم ولسياسة القرصنة والقتل التي انتهجها بحق أسطولكم الحر الشريف .

شهداءنا الأبرار..انتم شهداء أخوة ودين نقف اليوم إجلالا وإكبارا أمام المشهد الرهيب الذي سطرتموه ويعجز اللسان أمام بلاغة الدم التي امتزجت بماء البحر لتسطروا معادلة تعلو رغم أنوف الجبناء وكل المحاصرين والمتواطئين وتصنعوا شعاراً خالداً في يوم الحرية الذي أعلنه دولة رئيس الوزراء الدكتور اسماعيل هنية "يوم الحرية" يعني لقطاع غزة المحاصر يوم عنوانه " تضامن بلون الدم " والرسالة وصلت .