shopify site analytics
لاصحة لما يشاع عن عطل في طيران اليمنية - جامعة إب تدشن الموقع الرسمي لمجلة الباحث الجامعي - قمم عربية ليس لها اي قرارات... - عجلة طائرة اليمنية لم تفتح بعدن كادت ان تقع كارثة - انشطة بحثية زراعية في مديرية بني الحارث - 13 دولة تحذر إسرائيل من الهجوم على رفح - مصطفى بكري يكشف سرا عن سيارات العرجاني - لماذا لم يلق الأسد كلمة في قمة المنامة؟ - الأمم المتحدة: نقص التمويل كارثي في السودان - تحذير بوتين للغرب يثير هلع الامريكان -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في كلمته بحفل افتتاح مهرجان المسرح الخليجي 2014م، وصف الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة المسرح بما يثيره من مشاعر لدى المتفرج تجعل الأخير يتحرر

الأحد, 10-أغسطس-2014
صنعاء نيوز/هايل المذابي -
[email protected]
في كلمته بحفل افتتاح مهرجان المسرح الخليجي 2014م، وصف الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة المسرح بما يثيره من مشاعر لدى المتفرج تجعل الأخير يتحرر من الضغوط النفسية التي تفرج عن نفسها مع العمل الدائر فوق خشبة المسرح، وفي نفس الوقت تنعش قواه ويصبح مستعدا لتحمل المهام التي تتطلبها منه المدينة كمواطن ويتمثل ذلك في ما سمي "بتطهير النفس من لواعجها"...!!؟.
إن الإنسان في جوهره يميل نحو الشر وطبيعته لا أخلاقية ويأتي هذا حتمياً نتيجة لما يمتاز به الإنسان من غرائز تحرضه لإشباعها وممارسة اللا أخلاقيات ..
يقول أحد الحكماء : (( الواقع أن الطبيعة البشرية غير طيبة )) ، وأكد هذا الأديب والمفكر ( برونتيير ) بقوله : ( إن الطبيعة البشرية طبيعة لا أخلاقية ) .‏
وعندما نكون متفقين على هذا فإن جوهر المسرح هو تطهير النفس البشرية من لواعجها ولا أخلاقياتها.. !!
كيف ..!؟
لقد سمى ذلك الفيلسوف اليوناني أرسطو " كاتارزيس " أي التطهير لكنه لم يسهب في الحديث عنه أو في تفاصيله ولكنه عبر عنه في كتاب الشعر بالتطهر الفني الذي يحصل عندما يقرأ الإنسان أو يشاهد أو يصغي إلى ما يخافه ويخشاه ليتطهر منه على الواقع، والمسرح يجعل المتلقي بالضرورة يتطهر من مخاوفه الحقيقية على الواقع بطريقة مقبولة فنياً، وجميعها صور ومشاهد غير مقبولة البتة واقعياً، لكن المسرح يعالجها فنياً ويُطهر المتلقي منها فنياً ..
إن علاقة المسرح بالمتلقي هي علاقة المشاركة الإدراكية والحركية والوجدانية وبإنعدام هذه المشاركة لايتحقق التطهر لدى المتلقي من لا أخلاقياته ومخاوفه وما تحثه دائماً غرائزه على فعله ..
ويؤكد الأطباء النفسـيون ( إن الغرائز العدوانية والغرائز الجنسية تطالب بحقها ، لأنها لا تستطيع أن تمنح نفسها الحياة في الحقيقة الواقعة ، لذا فهي قد تحصل في مجال الفن على ترضية بريئة ومثالية ، وبهذا يصبح الفن بمثابة الاشتقاق أو صمام الأمان بالنسبة للإنسان .)
وبالتأكيد إذا كانت طبيعتنا البشرية طبيعة لا أخلاقية أساساً، وكل ما يقدم لنا عبارة عن نصائح سيئة ولا سبيل لمقاومة هذه اللا أخلاقيات، فماذا نفعل؟
وهل يمكن أن يكون لهذه اللا أخلاقيات سبباً خارجاً عن إرادتنا أو إنها قد تكون كشفا إلهياً كان قد فرض علينا ؟، أو أنه مجموعة تمثيلات جماعية كان قد تشرّب بها مجتمعنا الإنساني !!، وكيف تستطيع هذه اللا أخلاقيات أن تصدر لنا كل هذه الأوامر فنطيعها !! ، وكيف توقظ هذه الأوامر في نفوسنا هذا الصدى وكيف تمارس علينا كل هذه الجاذبية وهذه الضغوط ..!!؟
نعم، إن الإنسان في كثير من الأحيان يكون حيواناً أو وحشاً قاسيا ، لكنه رغم كل هذا وذاك ، فهو مخلوق غير فاسد كلياً فيه بذرة خير، والشر لديه نسبي لا مطلق مثلما الخير أيضاً لديه، ولا يخلو من بعض الخصائل الحميدة مثلما لايخلو من الشر .‏
وبالمثل إذا كانت غرائزه تدفعه وتستميله للشرور، كالتسلط واشباع شهواته وغيرها، فإن الفنون تمكنه من فعل الخير، والتطهر من كل الشرور، وبفضل الفن، يكون قادراً كذلك على إخراج الثمار الطيبة والعظيمة من نفسه .‏
كل ذلك العطاء الخير ينتجه الحب وتعكسه الأعمال الفنية المسرحية، ولذلك يجب أن يكون العمل الفني عظيما بما يحتويه من قيم إنسانية وكونية تضمن له الخلود وأيضا تكون واضحة ومضيئة وتحمل كل التناقضات في النفس البشرية بما في ذلك لا أخلاقيات شهواته ونزواته.‏
إن المسرح في جوهره دعوة صادقة للإفلات من قبضة الخوف والتطهر مما نخشاه على أرض الواقع، دون أن نمسه أو نمارسه حقيقةً، ولكن فنياً فقط، وبالتالي فإن فاكهة الخطيئة التي نستطيع أن نأكلها مسرحياً ستمنعنا النتائج التي تتبع أكلنا لها مسرحياً من أن نأكلها على الواقع وهذه هي الكاتارزيس التي كانت مهمة المسرح دائماً تحقيقها فنحن مسرحياً نتجرأ على الخطأ، ونتجرأ على الإنغماس في الخطأ، ونمارس وتجاز لنا كل اللا أخلاقيات لنتطهر منها واقعياً وهذه هي غاية المسرح وجوهر رسالته.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)