صنعاء نيوز -
شنت قوات التحالف غارات جوية جديدة على /ما يسمى/ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مستهدفة هذه المرة مصافي نفطية يسيطر عليها هذا التنظيم المتشدد في سوريا حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الليلة الماضية.

وتأتي هذه الغارات في وقت زاد فيه التأييد الدولي للحملة التي تقودها الولايات المتحدة لضرب مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا، وذلك مع إعلان هولندا وبجليكا إرسال مقاتلات كما تعتزم لندن اتخاذ قرارا مماثلا.

وأكد مسؤولون في "البنتاجون" أن مقاتلات سعودية وإماراتية شاركت في هذه الغارات التي تهدف إلى تجفيف المصدر الرئيس لتمويل مسلحي "داعش" الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة.

وقالت القيادة الأمريكية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط واسيا الوسطى في بيان ان هذه المصافي تنتج ما بين 300 و500 برميل يوميا، وتدر نحو مليوني دولار يوميا على مسلحي "داعش".

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عبر شبكة "سي ان ان" الاخبارية الأمريكية أن الضربات طاولت 13 هدفا، بينها 12 مصفاة في شرق سوريا.

وأوضحت القيادة الأمريكية أن الهدف الثالث عشر كان آلية للدولة الاسلامية قرب دير الزور تم تدميرها.

واضاف كيربي ان هذه المنشات الصغيرة الحجم "اصيب بصواريخ اطلقها طيران التحالف. والواقع ان عدد طائرات التحالف في هذه العملية كان اكبر من عدد الطائرات الاميركية".

ويعوّل مسلحو تنظيم "داعش" على العديد من مصافي النفط التي استولوا عليها في العراق وسوريا كمصدر مهم للتمويل، وهم يبيعون النفط الخام باسعار متدنية عبر وسطاء في تركيا والعراق وايران والاردن.

وبدأت الولايات المتحدة في الشهر الفائت ضرباتها الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، ووسعت الثلاثاء الفائت شعاع هذه الضربات الى سوريا بمشاركة خمس من الدول العربية الحليفة هي السعودية والامارات والبحرين وقطر والاردن.

إلى ذلك اضافت الولايات المتحدة الاربعاء الى لائحتها السوداء 11 شخصا وشركة متهمين بتسهيل ارسال مقاتلين الى "تنظيمات ارهابية" مثل "القاعدة" و"جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية".

وقالت وزارة المال الأمريكية أن هذه العقوبات من شانها "تعقيد محاولات" هذه المجموعات التي تضاف اليها "الجماعة الاسلامية"، لجمع اموال وارسالها الى "سوريا واماكن اخرى".

ويأتي إعلان هذا الأمر في وقت دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما المجتمع الدولي الاربعاء في الامم المتحدة إلى الوحدة في اليوم الثاني من الغارات الأمريكية على مواقع مسلحين متطرفين في سوريا على خلفية تدفق مقاتلين اجانب اليها.

وتستهدف العقوبات الأمريكية 11 شخصا بينهم ثلاثة اندونيسيين واردنيان وجورجي متهمون بتسهيل ايصال "مقاتلين" واموال لمنظمات "ارهابية"، بحسب بيان الوزارة الأمريكية التي قالت ان العقوبات تشمل ايضا شركة اندونيسية.

وبموجب هذه العقوبات يتم تجميد ارصدة هؤلاء في الولايات المتحدة وتمنع الشركات الأمريكية من اجراء معاملات معهم.

وقالت الادارة الأمريكية ان هذه الاجراءات "تكمل" القرار الملزم الذي تبناه مجلس الامن الاربعاء لوقف تدفق المقاتلين المتطرفين على سوريا والعراق والتصدي للتهديد الذي يشكلونه على دولهم الاصلية.

ونقل البيان عن ديفيد كوهين مساعد وزير المال الأمريكي المكلف مكافحة الارهاب قوله ان "هذه الاجراءات تؤكد مجددا التزام الولايات المتحدة وشركائنا باضعاف سبل وصول الارهابيين الى شبكات تمويل والقضاء عليها.

في غصون ذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني أنه يجب على بريطانيا الانضمام الآن والمشاركة في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".

وقال كاميرون في كلمة ألقاها أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك "أدعو البرلمان للإنعقاد يوم الجمعة للموافقة على مشاركة بريطانيا في الهجمات ضد التنظيم في العراق".

وأشار كاميرون في كلمته "من الصواب انه يجب على بريطانيا الان الانتقال إلى مرحلة عمل جديدة" ،موضحا أن "الأخطاء السابقة لا ينبغي أن تعيق اتخاذ أي إجراء ضد تنظيم الدولة الاسلامية".

وقال كاميرون إنه "يجب ان نعطي ايران فرصة كي تظهر انها قادرة ان تساهم في حل" في سوريا.

وقال كاميرون الذي التقى الاربعاء الرئيس الايراني حسن روحاني "بامكان القادة الايرانيين ان يساعدوا في دحر تهديد" تنظيم الدولة الاسلامية.

وسينعقد البرلمان -الذي كان في عطلة- يوم الجمعة للتصويت على السماح لسلاح الجو الملكي البريطاني بضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.

وتؤيد الاحزاب الثلاثة الرئيسية في بريطانيا هذه الخطوة لذا فإن من المتوقع اقرارها في البرلمان بسهولة.

وجاءت كلمة كاميرون اثناء قصف طائرات أمريكية مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي السياق نفسه أعلنت هولندا وبجليكا إرسال مقاتلات للمشاركة في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" .

وأعلنت الحكومة الهولندية الأربعاء أنها ستضع ست مقاتلات إف 16 و250 عسكريا في تصرف الائتلاف الدولي لمحاربة التنظيم في العراق .

وقالت وزيرة الدفاع جانين هنيس بلاشرت إن المقاتلات ستنطلق "على الأرجح" من قاعدة في الأردن خلال أقل من أسبوع.

وستنشر هولندا أيضا 250 عسكريا في إطار هذه المهمة و130 لتدريب القوات المسلحة العراقية.

كما أعلنت بلجيكا الأربعاء مشاركة ست مقاتلات اف 16 في هذه الحملة بقرار من الحكومة البلجيكية يتعين على البرلمان المصادقة عليه.

في سياق متصل، تساءل الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء عن هدف الضربات الأميركية والعربية في سوريا، معتبرا أنه لا يمكن استئصال أية حركة متشددة بضربات جوية.

وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية "بي. بي. اس" الامريكية قال روحاني" ما يمكن أن أقوله بدون أي التباس هو أنه لا يمكن استئصال أية مجموعة إرهابية وتدميرها بالقصف الجوي فقط".

واتهم روحاني ولكن من دون ذكر أسماء "بعض دول المنطقة وخارج المنطقة بتقديم دعم لمجموعات إرهابية مختلفة" في سوريا.

سبأ