shopify site analytics
قيادات يمنية تستنكر إغفال القمة العربية للوحدة اليمنية - ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن يهنئ أبناء الشعب بالذكرى الـ34 للوحدة اليمنية - رئيس الوزراء الإسباني يعلن اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين الرئيسية - الحضراني يكتب: الوحدة اليمنية جبل شاهق في وجه الاعصار - أسماء الأسد؟ وما إمكانية التعافي منه؟ - بلينكن: لسنا حزينين لوفاة رئيسي - المدمرة "يو إس إس كارني" الأمريكية تعود إلى امريكا - القدوة يكتب: مجلس الأمن الدولي وحماية الشعب الفلسطيني - إيران.. ضربة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه! - هانم داود تكتب : قلق الامتحانات -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - قراءة في قصيدة " المرآة " للشاعرة سميرة عبيد

السبت, 06-ديسمبر-2014
صنعاء نيوز/ بقلم : هايل المذابي [email protected] -

======
المرآة والساعة محوران رئيسيان في نص " المرآة " من ديوان "أساور البنفسج " للشاعرة سميرة عبيد ، وتدور في فلكهما القصيدة وتسخدمهما الشاعرة كمعادلان موضوعيان لما تود البوح به فالمرآة دلالة مفتوحة وحالة ينقسم فيها الوعي على ذاته إلى نصفين والمرآة كذلك هي أصدق تعبير عن موطن الثقة التي يمكن أن نرى فيه أنفسنا بشفافية الماء ودلالة المرآة تتسع كذلك لتشمل الأقرب فالأقرب والأصدق فالأصدق والأحب فالأحب ، وإذا كان الأشخاص ونحن نتغير مع تغيرات الزمن إلا المرآة لاتتغير والمرآة هي الشيء الوحيد الذي يسمح له كما تصف الشاعرة بالمرور عبر طرقات الروح التي تتقاطع فيها إشارات حمراء وخطرة وهذا تعبير جميل لوصف حالة من الصدق والحب في زمن صعب لايجيد سوى الكذب والكراهية ..
إن المرآة تعبير جميل ودلالته واسعة ويمكن في تفسيرها في هذا النص بذكر مقطع من آخر قصيدة لمحمود درويش " لاعب النرد " حيث يقول :
" أدرب قلبي على الحب
ليتسع الورد والشوك
وأنا من أنا الآن إلا
إذا ألتقت الاثنتان
أنا وأنا الأنثوية " ...
وهذا يشبه حالة الإنقسام الذي تذهب إليه الشاعرة في المرآة حيث يتجسد وصف النصف الآخر تماما مثلما ينقسم الوعي على ذاته إلى نصفين أمام المرآة، وهذا النصف المخول له بالعبور إنما هو نصف يسكننا .. ودرويش شأنه شأن الكثيرين في جميع الأنواع الأدبية والإبداعية، كشخصية فاطمة في رسومات ناجي العلي، والشخصيات الذكورية في روايات الكاتبات، وهم جميعا يؤكدون نظرية القطبية لعالم النفس كارل يونج " التعلل والانتقال" بمعنى أن الإنسان ثنائي الجنسية ، فداخل كل رجل يوجد حس أنثوي يسمى " الأنيموس" وداخل كل أنثى حس ذكوري يسمى " الأنيما" وهما ما يحقق التوازن لدى الإنسان باشباعهما، وهو أيضا الميل الغريزي للرجل تجاه المرأة، والميل الغريزي للمرأة نحو الرجل، لتحقيق هذا التوازن ، أي أن التعدد في الكيان البشري من خلال هذا يؤكد فكرة التعددية "الناموس الذي خلق على أساسه هذا الكون" أي أن الصراع بين الرجل والمرأة هو صراع عقيم لايولد إلا المزيد من الانقسامات والنكوص والتردي في المجتمعات..
وأما الساعة فدلالتها للزمن وتستخدمها الشاعرة لوصف حالة جدب الحياة وإنعدام الفرح والسعادة فيها وإذا كان المكان عجينة فإن العجينة هذه لاتكون إلا بيد أحد إلا الزمن وهذا الأخير مناخٌ يفنى فيه كل شيء ويولد فيه كل شيء ..
حين يتوقف الزمن عن خلق السعادة فلا جدوى من البحث عنها سوى أن الإنسان يلجأ إلى كما تصف لشاعرة إلى نصف وعيه الآخر " المرآة" كمحاولة لإنجاب ما عجز الزمن عن إنجابه فتوقظ كل جميل وتبدد كل خوف وتمحو كل المكاره ، وحين تسعفنا الساعات / الزمن بخمس دقائق قبيل موعد الرحلة فماذا عسى أن نفعل فيها ولعلها ستكون أضعف وأقل من أن ندون كل هزائمنا ، إن الشاعرة تؤكد أننا أكثر إبداعاً من ذلك ..
الزمن الذي تصفه الشاعرة لم يستيقظ فيه ولم يمنحنا سوى ذاكرة للألم كل ما فيها للندم فقط وفي اللحظة التي يمنحنا الزمن فرصة لمحاولة شيء وهي فرصة قليلة نجد أن المرآة قد خانت لحظة جميلة هي لحظة اللقاء لتبدو لحظة محالة كما أن الزمن صار أخرس ولا جدوى من إنتظاره ..
وأخيرا يؤكد لنا النص معانٍ سامية وإنسانية وفكرة أن الرغبة الدائمة المُلحة على الإنسان هي رغبة الوجود ، وكل مغامرات الإنسان الطويلة ليست في أقصى غاياتها إلا طريقاً لتحقيق وجوده وإثبات ذاته ومن ثمَّ لإدراك معنى هذا الوجود وقد أخذت هذه المغامرات أشكالاً مختلفة فهي تتمثل مرّة في البحث عما نسميه الحقيقة وأُخرى في البحث عن الله وثالثة في محاولة تفهم ما النفس ، وإذا نحن ترجمنا هذه المحاولات في إطار أعم أمكننا أن نتمثلها في علاقة الإنسان بالكون ، وعلاقته بالله وعلاقته بالإنسان نفسه ، ويتفرع عن هذه العلاقات كل المواقف الثانوية من النظر في الحياة والموت ، في الحب والكره ، في الخلود والفناء ، في الشجاعة والخوف ، في الخصب واللامحال ، في النجاح والفشل ، في العدل والظلم ، في الفرح والحزن ، وكل هذه المعاني مستقرة في الضمير الإنساني وقد استقرت فيه منذ وقت مبكر ، منذ أن تبلورت التجربة الإنسانية في العقيدة الدينية ، لقد استقرت في ذاكرة الإنسان التي تكونت عبر العصور ، وانطبعت آثارها –من ثمَّ- في عاداته المجتمعية..
النص
"المرآة"
لا شارع يمضي بك
لا قوانين تسري عليك
تعبر إشارات الروح الحمراء
في مثل هذه الساعة
في مثل هذا الزمان
كل الآشياء
واقفة لا تتحرك
وحدها المرآة
توقظ أحلامي فتنتشي
وحدها تنتشلني
من وزر الخوف
ومن أديم الليل
تهمس في صمت
تنبت عشب الآمنيات
تتنفس على صفح ة الماء
ما بين اللحظة واللحظة
تتجلى عيون الشوق
إليها
كلما يممت
بركاني....
وما بين قطار راحل وقطار قادم
تنبأت الساعة بخمس دقائق
قبيل السفر
أيقظت فيها الفراشات النائمة
لمواعيد القهر القادمة
خمس دقائق !!!!
هل سأدون
فيها قصة حياتي !
آه من زمن
تمهقت فيه ساعة الندم
وألجمت حظي
حين تلاشى القلب
يبابا
على شهقة الوداع
حينها
أدركت أن المرآة
أضاعت صهيل اللقاء
وأن عقارب الساعة تلاشت
فصارت خرساء
خرساء
خرساء
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)