shopify site analytics
الوحدة اليمنية وجدت لتبقى - قيادات يمنية تستنكر إغفال القمة العربية للوحدة اليمنية - ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن يهنئ أبناء الشعب بالذكرى الـ34 للوحدة اليمنية - رئيس الوزراء الإسباني يعلن اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين الرئيسية - الحضراني يكتب: الوحدة اليمنية جبل شاهق في وجه الاعصار - أسماء الأسد؟ وما إمكانية التعافي منه؟ - بلينكن: لسنا حزينين لوفاة رئيسي - المدمرة "يو إس إس كارني" الأمريكية تعود إلى امريكا - القدوة يكتب: مجلس الأمن الدولي وحماية الشعب الفلسطيني - إيران.. ضربة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ( الجزء الأول )

الجمعة, 12-ديسمبر-2014
احمد الحبيشي - من على صفحته غلى الفيس بوك -
( الجزء الأول )

قبل يومين كتبت في هذه الصفحة منشورا بعنوان ( الحزب الاشتراكي الى أين ؟ ) ، ونال هذا المنشور اهتماما من قبل القراء الكرام ، تجسّد في العدد الكبير من المعجبين والمعلقين .

لكن ثمة تعليقا واحدا استرعى اهتمامي شخصيا ، تساءل فيه الصديق ( أبو كهلان ) عن وثيقة ( سالزبورغ ) التي ورد ذكرها في منشوري المشار اليه أعلاه ، كما طلب مني توضيحا لوثيقة ( سالزبورغ ) ، ومزيدا من المعلومات عنها ، وهو ما سأتناوله في السطور القادمة .

في مقابلته الشهيرة مع هيئة تحرير صحيفة ( الأهرام ) المصرية بكامل قوامها ، بعد شهرين من مظاهرات وأحداث 25 ينااير 2011 في مصر ، قال الأستاذ محمد حسنين هيكل انه فوجئ بالتصريحات التي أطلقتها السيدة كونداليزا رايس بعد هزيمة الجيش الاسرائيلي في عدوانه على مواقع حزب الله في لبنان عام 2006 ، والتي قالت فيها ان شرقا أوسط جديدا سيولد بعد ان وضعت تلك الحرب أوزارها ، وانه لا بد من فوضى خلاقة ينشأ من رحمها الشرق الأوسط الجديد .

وأضاف هيكل انه استغرب صدور تلك التصريحات بعد هزيمة مدوية للجبش الاسرائيلي تسببت في حدوث انهيارات وانقسامات داخل اسرلئيل ، حيث بدت وكأنها ثمرة انتصار حققه الجيش الاسرائيلي في تلك الحرب ، على الرغم من هزيمته التي لم تكن خافية على أحد داخل اسرائيل أو خارجها !!

وفي تلك المقابلة أكتفى هيكل بقوله الشهير الذي يعكس مخزون ثقافته الواسعة ، وعلاقاته الدولية ، ومعلوماته متعددة المصادر ، وقدراته المتميزة على التحليل والاستشراف : ( ان ما يشهده الشرق الأوسط ليس ربيعا عربيا بل " سايكس بيكو 2 " الغرض منه إعادة خارطة الشرق الأوسط على أسس طائفية وعرقية ) ، بالاضافة الى قوله :

( .... وان ما يحدث في اليمن ليس ثورة بل استكمال لطموحات المشيخة القبلية التقليدية في الاستيلاء على الدولة وتفكيك الجيش ) ، مشيرا الى أن مصر واجهت هذه الاشكالية واكتشفتها أثناء حرب اليمن ، وتعاملها مع الانشقاقات والاستقطابات التي حدثت داخل النظام الجمهوري .

لكن هيكل حرص على القول بأن مصر والسعودية ودول الخليج لن تكون بعيدة عن خطر التقسيم الذي سيطالها في مخطط سايكس بيكو الجديد ، مؤكدا على ان نجاح هذا المخطط غير ممكن اذا نجحت سوريا في مقاومته !!

وأعاد هيكل الى الأذهان دور سوريا عبر التاريخ في فشل أو نجاح الأطماع الأجنبية والغزوات الخارجية التي استهدفت السيطرة على مصر والشام والجزيرة العربية ، ولم يخف قلقه مما كان يجري في ليبيا ، موضحا أن ما يجري هناك ليس ثورة ديمقراطية تستهدف اسقاط نظام القذافي واستبداله بدولة مدنية ونظام سياسبي ديمقراطي تعددي ، بل هو تحرك ميداني مدروس تمهيدا لإشاعة الفوضى ، واستعدادا لتدخل عسكري خارجي في ليبيا ، هدفه النهائي اسقاط نظام معمر القذافي ، والتخلص من الذين خدموا نظامه الذي لا يخلو من الاستبداد الفردي والعائلي ، حتى وإن كانوا قد انشقوا عنه ، وانضموا الى الثورة الحالية ضده ، وصولا الى تدمير الدولة والجيش في ليبيا ، وإغراق الشعب الليبي في بحر من الدماء ، وتفسيمه الى كيانات وجماعات طائفية ومناطقية وعشائرية وعرقية متصارعة ومتحاربة !!

وعندما علق أحد الصحفيين الحاضرين على كلام هيكل ، بأن مسار الأحداث في ليبيا يؤكد قرب انتصار الثورة الشعبية ، خصوصا بعد انشقاق قوات الجيش في بنغازي بقيادة اللواء عبدالفتاح يونس ، وانضمام سلاح البجرية وسلاح الجو الى الثورة الليبية ، كما ان كل المؤشرات تدل على حتمية انتصار الثورة على القذافي ونظامه العائلي دون الحاجة الى الاستعانة بالتدخل العسكري الخارجي .. ابتسم هيكل وقال :

( أتمنى ذلك ..ولكني أتحفظ على التوقعات بان نظام القذافي سيسقط دون حاجة " الثوار " للاستعانة بالتدخل العسكري الخارجي ) ، منوها بأن التجربة التاريخية تقول لنا ان االتدخل العسكري الخارجي لا يصنع الثورات .. بما في ذلك التدخل العسكري السوفييتي في دول شرق أوروبا الاشتراكية ، التي اتضح انها كانت مجرد مستعمرات سوفييتية ، ولم تكن ثورات ونظما اشتراكية .. فسقطت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي !!

وعندما سألته هيئة تحرير ( الأهرام ) عما اذا كان ما يقوله يندرج ضمن تحليلاته المشهود لها باستشراف الآفاق ، أم أنه يستند الى معلومات لا يستطيع الوصول اليها سواه ، حرص هيكل على عدم التوسع في الرد ، والاكتفاء بالقول : ( الاتنان معا ) ، لكنه اعتذر عن تقديم أي تفاصيل نظرا لحساسية هذا الموضوع ، وأوضح للحاضرين أن سايكس بيكو الجديد ، يستهدف إعادة خارطة الشرق الأوسط والعمق الاستراتيجي الأوراسي المغلق والمفتوح لروسيا وايران ، مشيرا الى ان مصر ودول الخليج لن تنجو من هذا المخطط .

وفي مطلع عام 2013م ، أي بعد عامين من ذلك الحوار الذي نشرته صحيفة ( الأهرام ) المصرية مع الأستاذ محمد حسنين هيكل في ربيع عام 2011 ، عاد الرجل الى الحديث عن مستقبل مصر والشرق الأوسط بعد صعود الإخوان المسلمين وحلفائهم السلفيين الى سدة الحكم في مصر وتونس وليبيا واليمن ، حيث أوضح هيكل في سلسلة مقابلات أجرتها معه الإعلامية المصرية لميس الحديدي على شبكة cbc المصرية ، ان الولايات المتحدة تسعى منذ قيام دولة اسرائيل وانتشار الأفكار القومية والحركات الوطنية في المنطقة العربية ، الى تمكين الاخوان المسلمين من الوصول الى السلطة في الدول العربية ، لأن منطلقاتهم وتوجهاتهم الفكرية ، توفر أرضية أيديولوجية فعالة لمقاومة المشروع القومي الذي يعبئ الشعوب العربية بروح مقاومة الاستعمار ومواجهة اسرائيل وتحقيق الاستقلال والوحدة العربية ، لأن الإيديولوجيا الاسلامية لا تؤمن بفكرة الوطن والقومية العربية التي تهدد المصالح الأميركية والغربية واسرائيل معا .

وقال هيكل في تلك المقابلات انه لم يفاجأ بالدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد االأوروبي ، لما يمكن أن يسميه مشروع أخونة العالم العربي وليس فقط أخونة مصر ، لكنه تنبأ بسقوط هذا المشروع وفشله ، لأنه جاء الينا من الموروث الفقهي للعصور البعيدة ، ولا يملك رؤية عصرية لبناء دولة مدنية حديثة لا تستمد هويتها من عصور ونظم حكم وأحكام فقهية قديمة مضت ، بل تنتسب الى العصر الحديث والحضارة الحديثة والمجتمع الدولي الحديث ، والقانون الدولي الانساني والجنائي العام ، والميثاق العالمي لحقوق الانسان ، و والعلاقات الدولية والمواثيق والاتفاقيات الدولية الحديثة في العالم المعاصر .

وفجر هيكل في سلسلة المقابلات التي أجرتها معه السيدة لميس الحديدي على شبكة cbc المصرية قبل قيام ثورة 30 يونيو 2013 في مصر ، قنبلة جديدة عندما قال ان مشروع تمكين الاخوان المسلمين والجماعات السلفية من الوصول الى السلطة تحت مسمى الثورات الملونة ، لم يكن محصلة ما توصف اعلاميا بثورات (الربيع العربي) ، بل هي جزء من مخطط أميركي أوروبي اسرائيلي لتفكيك الدول والجيوش العربية ، وإعادة صياغة خارطة الشرق الأوسط على أسس طائفية وأثنية وجهوية ، مشيرا الى أن هذا المخطط ليس وليد الأحداث والتحولات التي شهدتها بلدان الشرق الأوسط في أواخر ديسمبر 2010 م ، ومطلع عام 2011 م ،ولكنه تطبيق لمخطط أعده ملتقى سري انعقد في العاصمة النمساوية سالزبورج ،، تحت رعاية حلف الناتو عام 2005 ، وشارك فيه عدد كبير من المفكرين الاستراتيحييين والقادة السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية ، وحزبي المحافظين والعمال في بريطانيا ، وأحزاب اليمين والوسط والاشتراكية الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي ، حيث شكل الملتقى لجنة لصياغة توصيات استراتيجية لحكومات دول الناتو تم تسمبتها ( وثيقة سالزبورغ ) على أن تحاط بالسرية ، فيما تم وصف أعضائها بلجنة (الحكماء العشرة ) برئاسة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون .

وكشف هيكل النقاب ان ما قاده الى التعرف على مضمون وثيقة ( سالزبورغ ) هو تصريحات كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش ، بعد فشل العدوان الاسرائيلي على مواقع حزب الله في لبنان عام 2006 م ، موضحا ان الأحزاب التي تتداول السلطة في دول الناتو ، لا تختلف برامجها الانتخابية حول المصالح القومية لبلدانها ، وتعتمد في سياساتها الخارجية على أهداف يتم بلورتها من خلال مؤسسات وجماعات ضغط ومراكز دراسات وبحوث استراتيجية ، وانجازات سابقة للحكومات المتعاقبة لا يجوؤ التفريط بها ، فيما تنحصر إختلافاتها على القضايا الداخلية وسبل تنمية الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب وتحسين الضمان الاجتماعي والصحي ..

تأسيسا على ما تقدم ، قمت بتتبع آثار المفكر الاستراتيجي العربي وهرم مصر الرابع محمد حسنين هيكل بحسب وصف وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر ، بالاضافة الى رصد ما كتبه مشاهير الكتاب والمفكرين العرب والأجانب ، وما نشرته كبرى دور النشر في أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا و وايران ومصر ولبنان والجزائر والمغرب ، حول مفاهيم شاعت بعد ما أسمته وسائل الاعلام الأميركية والأوروبية ( ربيع جورجيا والربيع العربي والربيع الأوكراني والقيصر الروسي ، والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد والحزام الأوراسي ، والتمدد الايراني ، والهلال الشيعي ) .

وخلصت الى التعرف على أهم مضامين وثيقة ( سالزبورغ ) التي طلب مني الأخ ( أبو كهلان ) على صفحتي في ( فيس بوك) توضيحا لها ، وهو ما سأكتبه في الجزء الثاني من هذا المنشور في الأسبوع القادم بإذن الله
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)