صنعاء نيوز/الدكتور/ حسين العواضي -


- تكذب الصحف على استحياء .. وتدس في أخبارها ما يلفت وينفر، غير أنها لا تتمادى، فالصحيفة وثيقة مكتوبة ومحفوظة، وحجة على اسمها .. وأصحابها فلا يمكنها أن تهرب أو تنكر أو تختفي وتذوب.
- الباحثون يعدون الصحف مرجعا، وسندا، والصحيفة اليومية تمثل تاريخ أمة .. فإن أردت معرفة شعب تجهله فابحث عن صحيفته اليومية.
- وانظروا إلى الصحف كيف طبعت؟ تقلبت .. وتلونت وتغيرت، كمرآة عاكسة للأحداث التي عاشتها اليمن خلال السنوات الأربع الماضية، ولا لوم عليها فهذا حال – الإعلام – في كل زمان ومكان.
- القضية أن الصحف عندها وقار، وحشمة، وبعضها تحرص على التقاليد المهنية، فلا تكذب إلا بمقدار زهيد، لا يدركه غير الممحص الحصيف.
- أما الكذب الذي لا حشمة فيه، ولا ضمير ولا ذمة, فنراه هذه الأيام ظاهر مقززا، منفرا مستفزا في المواقع الأخبارية الالكترونية التي زاد عددها ونزعت بركتها .
- أخبار هذه المواقع غارقة في بحور الزيف والتدليس، طابعها التسرع، وسمتها الإثارة وهدفها زرع الفتنة، ونشر الكراهية.
- المفلسون، والعجزة، والعملاء والمرتزقة هذه بضاعتهم، بئس التاجر والتجارة.
- وحين تغيب شجاعة المواجهة، وأمانة المسؤولية وكفاءة الإدارة، وصدق المنطق، وشرف الخصومة فليس أمام المذكورين أعلاه غير هذا الخيار العقيم.
- عناوين مثيرة، وأخبار سخيفة، وقصص سامجة، سباق محموم نحو الخبر الكارثة والمستعجل الساذج يقع في المصيدة، ضحية الخبث والتضليل.
- وهل بعد هذا قلقل .. وإرهاب؟ حتى الضحايا الذين يتساقطون كل يوم من خيرة أبناء الوطن، لا حرمة لهم، ولا رأفة بأهلهم وأحبتهم.
- خبث، وشماتة، لا قيم ولا أخلاق لا تأني .. ولا تحري .. فوضى ليس لها خطام.
- وعاد الحالمون الطيبون يطالبون بحرية إعلامية سقفها السماء، لا حدود لها، ولا قيود.
وفي أعرق الديمقراطيات فإن لكل مهنة ضوابط وقوانين، تحصن المجتمع من حماقة الأغبياء والمتهورين.
- هذا الانفلات الإعلامي يجر البلد إلى الهاوية, وأنظروا إلى خارطة الصحف .. والقنوات، والمواقع والمحطات، من يملكها، ويمولها، أو يرعاها ويعلن فيها .. جُلهم من تجار الفتن والحروب والأزمات؟
- وبالعودة إلى الخبر فإن له أعرافا وتقاليد, فالصحفي يصف الحدث، لا يفسره، ولا يشارك فيه.
والخلط بين الرأي والخبر محظور، فالأول حر والثاني محصن لا يجوز التلاعب به أو تحريفه.
- الصحافة الإلكترونية منحتها ثورة الاتصالات العصرية مميزات هائلة فتفوقت في الانتشار والتقنية .. والسرعة وزهد التكلفة.
- غير أن بعض المهووسين والجشعين والمراهقين يلوثون الفضاء الالكتروني بدخان الدعايات الزائفة، وغبار الأخبار الكاذبة.
* قد يحققون بعض مآربهم الصغيرة، ويجنون الأرباح والمكاسب، ويظفرون بالغنائم والمناصب لكنهم لا يجنون شرفا ولا كرامة.
- آخر السطور.
للشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي
في بلاد القات والنعناع
والشمس العتيقة
قال لي شيخ الطريقة
أنت ممنوع من الصمت
ومن قول الحقيقة