shopify site analytics
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة الى اكثر من ٤٣ الف شهيدا - زلازل تضرب تايوان واليابان وإندونيسيا في يوم واحد - إسرائيل تنسق جيداً مع مصر والآن علينا انتظار رد حماس - القدوة يكتب: الحراك الدولي الرافض لجرائم الإبادة الجماعية - سنا كجك تكتب: إنه الشرف... لكل دولة عربية تستضيف قيادة حماس! - اجهزة الامن في تعز تبحث عن مسلحين هددوا زيد النهاري بالقتل - حادث جديد يضرب طائرة من طراز "بوينغ" أثناء تحليقها في السماء (فيديوهات) - شاهد.. لحظة اصطدام سيارة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير وانقلابها - هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة - هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحال -
ابحث عن:



الجمعة, 25-يونيو-2010
صنعاء نيوز -


الكاتب علاء الريماوي
ظلت الحركة الصهيونية منذ نشأتها على الأرض الفلسطينية تعتمد في بنيتها على أركان ثلاث تمثلت بمؤسسات توزعت في المسؤولية والجغرافيا بحسب مخطط مدروس ، بحيث أخذ الركن الأول الطابع المدني لتسهيل مهمات الاتصال والدعم والعلاقات الدولية وتأمين السلاح وغيرها من الأعمال اللوجستية الأخرى وكان مقر هذا الركن يبنى في الخارج البعيد كأوروبا والإتحاد السوفياتي وتركيا وغيرها من الدول التي ينشط فيها اليهود عبر منظمات سرية وأخرى علنية .
أما الصنف الثاني وهو الذراع العسكري والذي اخذ شكل تشكيلات عدة لكنه حافظ على مرجعية سياسية مضبوطه أخذت بالتحول وحسب الإنجاز على الأرض حتى اندمجت في تشكيل عسكري موحد أخذ على عاتقه بناء مؤسسة عسكرية متكاملة خاضت حروباً مهمة وانتصرت فيها على العرب .
أما الركن الثالث والذي ارتبط بالبناء الخدماتي القائم على استيعاب كم المهاجرين إلى فلسطين والذي اخذ شكل كيبوتسات متكاملة الخدمات على شكل تشكيلات عسكرية كانت بمثابة السرايا الحاضنة للملشيا المحاربة على الأرض .
هذه الإطلالة السريعة والمقتضبة على الكيفية التي تشكل بها الكيان الغاصب على أرضنا الفلسطينية لنفتح معه النقاش المطول على ما أبدعه صناع أوسلو في القبول بما سمي بالسلطة الفلسطينية والتي أرتبط تكيفها القانوني بشروط مهمة.
حفظ الاحتلال لنفسه فيها مهمة السماح بوجودها وحجهما ومقاسها وصلاحياتها وأدوات عملها حتى الطريقة والكيفية اللازمة لإدارتها ثم المظلة السياسية التي تحكمها .
هذا الحديث ليس تنظيرا نضيفه وإنما يمكن الرجوع إليه موثقا في اتفاقية أوسلو وملحقاتها الأمنية وما ترتب عليها من ملاحق اقتصادية أخذت شكل الاتفاقيات والتي انعكست بعمق على الوضع في الساحة الفلسطينية بحيث أضحى المتابع لما جرى في الساحة الفلسطينية الداخلية والخارجية يشاهد مقدمة لانهيار إدراماتيكي عنيف تمثلت صوره من خلال التالي
1. انحسار المقاومة الشعبية والمتمثلة بالانتفاضة الأولى بعد خروج أحد مكوناتها الرئيسية منها (فتح ) وتحول أجندتها نحو بناء مؤسسات السلطة في غزة وأريحا .
2. إنهاء ملف الكفاح المسلح في الخارج بعد دخول أهم قياداته في الدول العربية ضمن وفود العائدين والتي شكلت البنات الأساسية في بناء السلطة وقيادتها .
3. التحول الحاد في الثقافة الفلسطينية القائمة على منهجية المقاومة إلى السلام مع تغير وظيفي في الشخصية الوطنية والتي أخذت جزء من قيادتها وظيفة التطبيع والترويج لإمكانية التعايش مع المحتل الغاصب .
4. هرولة الصف الأول في المنظومة القيادية نحو امتيازات السلطة ( الوهمية ) والعمل ضمن سياقات متعارضة تماما مع المشروع التحرري وخاصة في الشق الأمني في حينه .
هذا الواقع جعل القيادة الفتحاوية تعيش في حالة سباق عنيف في احتواء منجز مشوه لكنه ضخم يحتاج إلى إمكانيات كبيرة وعقول إدارية بحته لم تكن حاضره في الكادر المسلح القادم للقيادة .
فبدأ البناء يأخذ أشكالاً كان أهمها استلام تركة الإدارة المدنية الإسرائيلية الخدماتية المنهارة والسيئة و كادرها الضعيف وغير المحترف ، ثم حتم الواقع الجديد إضافة تشكيل عسكري وامني بمهمات محددة لإشغال فراغ خلفه الاحتلال ثم الذهاب إلى تشكيل كيان سياسي افتقد إلى مرجعيات واضحة لتظل رمزية الأشخاص تحكمها في حينه .
السلطة المتضخمة والسريعة في البناء أخذت تشعر بالإنجازات على الأرض وانهمك رجالاتها في التنافس ومن ثم التناحر ومن ثم تشكل محاور متذابحة جعلت الاهتمام الوطني ينحرف في مساراته الوطنية إلى رعاية المشروع الخاص .
هذه الخصخصة (الوطنية ) جعلت التحرك الوظيفي وبالتنسيق مع الاحتلال ينقض على كل المفاهيم الوطنية المعارضة ليحاربها وليعتبرها مشبوهة حتى غدت القسمة القائمة بين المناهج واضحة وسميت بفريق التسوية وفريق المقاومة .
في هذه المرحلة تعزز دور السلطة وخاصة في العام 98 و صل الانفتاح الدولي ذروته حتى ال 2000 والذي يعتبر العام الكارثي على المشروع السلطوي الذي بدأ مشهده يترنح حين أغلق الأفق السياسي مع دخول انتفاضة الأقصى والتي ذهبت معها كل منجزات السلطة واتفاقياتها إلى مهب الريح حتى أننا بتنا نعد ما تبقى من مظاهر السلطة التي لم يدمر من قبل الاحتلال على أصابع اليد الواحدة عدا عن اغتيال الرئيس عرفات وحصاره في مقر المقاطعة .
ظل الواقع المؤسسي المدمر يعيش في حالة الرعاية الدولية التي حرصت على عدم نعيه بعد استشهاد يا سر عرفات حتى جاءت حماس في الانتخابات التشريعية ليمارس عليها الضغط الاممي والإسرائيلي لشعور من أن السلطة القائمة خرجت عن المسار المخطط له ليبدأ مفعول التركة المسمى (سلطة) يدخل الشارع الفلسطيني في معضلة الصراع على التمثيل والقيادة وغيرها من المسميات التي لم تعرفها الساحة الفلسطينية الداخلية بصورتها الجلية الواضحة .
المشكل الرئيس الآن في ما يجري على الأرض وخاصة بعد تمكين فريق دايتون من العمل بحرية في ملفي الأمن والاقتصاد هو في تناغم بين الدعوة لبناء الدولة عبر المؤسسة والاعتراف الدولي والذي يتماها في النتيجة مع مقترح نتنياهو للسلام الاقتصادي الذي يرعاه بلير والولايات المتحدة التي تسعى لتحقيق إتفاق سياسي منضبط لا يخرج عن ما تم إقتراحة على الرئيس الراحل ياسر عرفات في واشنطن .
الإستراتجية الفلسطينية الجديدة والتي تؤمن بالمفاوضات كمنهج في الحل وحيد ، تعيش على إحسان القوى العظمى الداعمة لإسرائيل ثم حين الإفلاس السياسي تلعب معنا لعبة السلطة والتسهيلات الخدمية وكم الموظفين والنماء الوهمي الناتج عن مشاريع إنعاشية غير مستديمة ليظل القرار الفلسطيني رهينة هذا التضخم الكاذب .
في الحديث عن ما وصلنا إليه ودمجه بالفرق في التجربة الصهيونية في احتلال فلسطين والتجربة الفلسطينية في محاولة التحرير يظهر لدينا قاسم مشترك و هو بناء وطن في البقعة ذاتها ، لكن ما أختلف هو في الوسيلة التي يحاول البعض إدعاء تقليدها مع إدراكه على أن الحركة الصهيونية دخلت فلسطين من خلال غرب يدعم حربها وسيطرتها بعد أن فرضت نفسها عليه ، ومن خلال جهد كبير كان ثمرته مساومة دول على مواقفها عبر المال والإعلام وغيرها من أدوات القوة كما ظهر ذلك في الاعتراف الأممي بإسرائيل في الأمم المتحدة مع الارتكاز على القوة كفيصل على الأرض .
أما قيادة السلطة فقد ارتكزت في رؤيتها السياسية والوطنية على الذات الفردية التي تشوهت من خلال الممارسة وفقدت بوصلتها حين انغمست في مشروع سلطة صدقت فيها ألقاب السيادة في فضاء محتل محاصر لا يحتمل الحديث عن دول .
حينها وقعت قيادة السلطة في خطيئة التصديق أننا نحكم سلطة وهي في الحقيقة مملكة ورقية يحفظ بقائها الاحتلال لمصلحة إستراتيجية لوجوده .
النتيجة هذه لا بد لها من تصويب مسار ما هو قائم لترميم حالتنا النضالية وفهم مساراتنا وأن لا نظل في وهم يدعيه إبلير من أنه أنجز حالة من الدولة في الضفة الغربية والتي تسوق في العالم على أنها منحة إسرائيلية عظيمة ليظل بعد ذلك السؤال مفتوحا للتقييم والرد هل خلاصة قولنا أن السلطة خطيئة المشروع التحرري صحيح صائب أم مردود خائب ؟ لأجزم ومن غير تردد على أن السلطة القائمة ومؤسساتها هي كابح العمل المقاوم الرئيس ومفسدة السياسة وأصحابها
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)