shopify site analytics
القدوة يكتب: الإبادة والانتهاكات الخطيرة بحق الإعلام الفلسطيني - فضيحة: الانتقالي الجنوبي يصرف 1000 ريال سعودي لكل مشارك - الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته "قلبي ماني ناسي - قضم الأظافر عند الأطفال - نجدد عهدنا في يوم شهادة زعيمنا..! - رزمة واحدة من القرارات والقوانين - فلسطين، خنجرٌ في الظهرِ ولكن بدموع التماسيحِ لأجلهِ! - اعادة فتح التحقيق في مقتل شكري غانم رئيس وزراء ليبيا السابق - التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي -
ابحث عن:



الخميس, 01-يوليو-2010
صنعاء نيوز/بقلم: زينب .ع.م. البحراني -


لا أتصوّر سلوكًا غبيّا بوسعه أن يصل إلى مُستوى سلوك أولئك الذين يجرؤون على الإساءة لكاتبٍ مُفكّرٍ بكلمة، أو استغفاله، أو هضم حقوقه، أو التّعدّي على خطّ أحمرٍ في حياته، ناسين أو مُتناسين أنّ كلمةٍ باترةً من قلمه بوسعها إصابة سُمعتهم في مقتل، وقطع دابر مُستقبلهم إلى الأبد، لا سيّما إن كان قلم هذا الكاتب يحظى بسُمعةٍ موثوقة، وانتشارٍ يستحقّ أن يُنظرَ إليه بعين الخشية من اندلاع الفضيحة، وامتداد صوتها من أقصى الخليج إلى أدنى المُحيط.

قد يكون الجهل هو القائد المُدبّر لأقوال وأفعال أولئك الذين لا يُدركون مدى ضرورة اتّقاء شرّ قلم أشدّ الكُتّاب حلمًا إذا غضب، لكنّ ذاك الجهل على سذاجة تحرّكاته الطّائشة لا يجوز أن يُنظر إليه بعين الشّفقة، وإنّما يجب أن توقظ غفلة المُبتلين به بكلمةٍ قادرةٍ على تهذيب اعوجاج فكرهم ، وردع إيذائهم لنُخبة أرباب الفكر النّاصع في المُجتمع. وقد يصوّر ذاك الجهل للمُبتلين به أنّ الكاتب أو المُثقّف الذي تحرص سلوكيّاته الأدبيّة على العناية باسمه ومُستقبله في كلّ خطوة يخطوها أو حرفٍ ينطق به هو فريسةٌ سهلةٌ للاستغلال الصّارخ أو الاستهانة المهينة. واحترامه لأكبر كبيرٍ وأصغر صغيرٍ من حوله، وقبله احترامه لنفسه، يجعل منه هدفًا لمطامع الطّامعين، وانتهاز الانتهازيين، واستهتار المُستهترين، وسوء تهذيب الوقحين من المُتفشّين في المُجتمع عمومًا، سواءً كانوا من عامّة الدّابّين على وجه الأرض، أو من المتسللين إلى الوسط الثّقافيّ والدّابقين فيه بأيّ حُجّةٍ كانت.

في عهدٍ قريبٍ مضى من تاريخ الإنسان العربيّ، كُنّا نسمع عن الصّحفي الجسور، الذي لا يجرؤ لسان على التفوّه بقبيحٍ أما سلطة قلمه، والكاتب الواثق الذي يحسب النّاس لمحبرته ألف حسابٍ وحساب، فكان عهدًا سخيّا بالكرامة المعنويّة عليهما حتّى وإن أعرض عنهما الرّخاء المادّي بين حينٍ و حين. واليوم؛ في هذا العصر السّاحق لكرامة الكاتب والمُثقّف، غدونا بحاجةٍ إلى مثل تلك الشّجاعة التي لا تخشى التمرّد على تفاهة التّافهين، ورفع مرآة الكلمات القادرة على فضح بشاعة الكائن البشريّ بداخلهم بين مشارق الأرض ومغاربها بصراحةٍ ناصعة، كي يراهم النّاس على حقيقتهم التي قد يُتقنون تغطيتها بالغرابيل، حتّى وإن ظلّ عماهُم هُم عاجزًا عن إبصار تلك الحقيقة.

مازال القلمُ مُتربّعًا على عرش مكانته الكُبرى في الدّفاع عن حامله ضدّ الإجحاف أو الإهانة، لكنّ تلك الطّفرة المُتفاقمة في أعداد أولئك الذين يعتدون على حُرمة الكتابة بتسللهم إلى بلاطها المُقّدس بأقلام غير مؤهّلة لفتح فمها بحرفٍ على وجه صفحة، وأرواحٍ يتقاسمها الجُبن وانعدام النّضج الفكريّ والأدبيّ، هي التي غذّت جُرأة الجهلاء على الاستهتار بالكاتب الأصيل وإهمال احترامه، والتّقليل من شأن ضرورة تقديره، لذا يجدُر بكلّ قلمٍ يُتقن فنون القتال بالتّلميح، والمُبارزة بالتّصريح أن يؤدّي واجبه لمُكافحة من يظنّون أنّ عهد جبروته قد أدركته الشّيخوخة، وأنّ السّاحة خالية أمام سرحهم ومرحهم العابث لينال من حقّ الكاتب أو يخدش حُرمة مكانته.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)