صنعاء نيوز/سعاد شعت -
خانوا ذاكرتنا .. خانوا أحلامنا في ثورة أخرى , في حجر أخير ..في مواصلة درب العياش ودلال , خانوا أقلامنا في أغنية جديدة , في كوفيةً يتوشحها الشعب كله, في قصيدة نخطها بدمنا الفلسطيني الأصيل لا الحزبي القذر..
تهل علينا الأخبار كالمطر باستحياء من مصر بشأن موافقة حماس على ورقة المصالحة , وهذا يعني أن فتح هي الأخرى موافقة ( وكأن العروسين اتفقا أخيرا على شكل الفرح والتصوير)
وتزداد حدة الدعوات الداعية لإتمام المصالحة بين الحين والأخر... وأيضا الاتهامات بتعطيل هذا العرس .
الرئيس قادم أخيرا لحضن البلد .. و...
ومن قال بأن الشعب يريد مصالحة ..؟؟

اليوم وإن كان جُل الشعب في غيبوبة مميتة , فإن القضية يجب أن تنتفض , ويجب أن يحطم الشعب هذه اللعبة الرخيصة ,وهذه الأقنعة القديمة الوسخة والتى يلبسها سادتنا الأغبياء في غزة والضفة يجب أن تسقط وتسقط وتسقط بيد الأدباء , القضية التي يكتوى بها الشعب وحده سيحلها وحده , لانريد أغبياء ليدعوا لنا الحب .. مشاكلنا وسنحلها لوحدنا .. وبالتأكيد سيقفز الملايين لي ويصرخون في وجهي بحزن وغضب , وقد يتهمونني بالعمالة كما سبق لهم :_
_ ولكنا من الشعب , نعيش كما يعيش ونبكى على حاله .. لكن أولئك الذين سيصرخون في وجهي ,سيصرخون في داخلهم حين يكتشفون صدق كلامي , حين يكتشفون أن خيانتي للوطن كانت من أجله ...

اليوم حان دور الأدباء ليقودوا المسيرة وإلا ضعنا وضاعت البلاد, آن لهم أن يزيلوا الستار عن خوفهم وانعزالهم , وانكفاءهم الغير مبرر داخل الكلمات المحددة خوفا من البطش والاعتقال والتجريح , ويكتبوا الحقيقة بكل طعناتها وآلامها الصادقة , ويوقظوا الشعب من غفلته الغريبة التي لن تغفرها الأرض التي يتغنون بحبها .. فللحب أصول وقواعد علينا أن نطبقها كي نثبت هذا الحب ..
لا بأس علي .. لا بأس عليك .. فقد حان الوقت لأن تتفجر أقلامنا لأجل العودة إلى مسار الثورة , إلى طريق الحب الصحيح .. حان الوقت لأقول بكل ثقة :_
_ سيد عباس , سيد هنية .. سيد زهار ودحلان والبقية الغبية , انتبهوا فأنا موجودة ونيران قلمي تقترب ..تقترب.. فأنا مانسيت أصول الحب ..

ونقول لهم : لم نمت .. لازلنا من أمامكم ومن خلفكم نلعن ظلامكم .. نلعن خبزكم وشرابكم .. وسننشر الحقيقة على جلودنا المسلوخة من بطشكم ..
سيقول قائل : كفاك إنشاء .. أتيت من المريخ لتقلبي الأمور ..؟؟ بدلاً من أن تقولي " الله يعين عمي عباس على همه , وعمي هنية على حصاره ""

في الضفة يسجن أصحاب الرأي الحر والجريء , وفي غزة كذلك ولو من خلف الستار ,والمقزز حقا أن الذين يرقصون إن كتب أحدهم مقالا صادقاً في الضفة يهاجم فيه فتح هم أنفسهم الذين يعيدون نفس الخطأ ويضربون بيد من حديد من يهاجمهم في غزة , إذا هي أخطاء متبادلة ومكررة.
والأمر بسيطاً للغاية , أي ليس بالحد الذي يلفت انتباه الشعب .. لماذا ؟؟؟ لأن قليل جدا من الكتاب الذين فجروا أقلامهم ولم يهابوا البطش , قليلون لدرجة لم تستدعى القلق والخوف من هبة شعبية كرمال عيونهم.. وبذلك كانت القيادات حكيمة في وقت وكيفية الضربة للكتاب , كي لا ينتبه الشعب لمصداقية الأديب في ما قال.. ولأن في ذلك صحوة ولو لقليل من الأدباء وجرأة لهم ..

إذا اليوم على الأدباء أن يكتبوها بالجنون الذي تستحقه القضية وبسخريةناجي العلي وصدقه الجنوني :
_ ياجربوع الضفة .. انظر في مرآتك . ترى الشعب خلفك يصحو .. والله يصحو
_ ياجربوع غزة .. انظر من حولك ترى الشعب ينتظر غفوة ينقض بها عليك ..
يامعشر الكتاب والأدباء.. يامعشر الحيارى .. هذا هو الطريق , أقول لكم , أنتم عليكم اليوم أن تحطموا قيد أقلامكم .. وتتقوا الله في طيبة هذا الشعب المخدوع .. الحياة واحدة . والرب واحد .. وهذا الوطن لا ثاني له ولن يكون .

وظيفتنا أن نموت غماً وقهراً على البلاد .. نتساقط بالتدريج لأجل قبلة شرف أصيلة ..
لا أن نموت سُكرا وعربدة وخيانة للبلاد باسم السلام أو دين الله ياسادتنا الأنبياء الجدد..
الله أكبر .. ارحلوا عنا .. ارحلوا عنا ..ارحلوا عنا .. كفرنا بكم .. دعونا بثورة وعز .. دعونا نعيد لهويتنا لهيب الانتفاضة.. ونعيد للقدس زمن الاشتباك .. لا نريد وحدتكم بل تفرقوا عنا لنتوحد وأريحونا من كفركم المكشوف ..

كذبوهم ولو صدقوا .. يامعشر الأدباء , ياأصحاب النقد .. يادام عزك .. أعد لنا عزنا وأيقظنا من غفلتنا الغريبة .. هؤلاء الأغبياء اليوم سيلعبون نفس اللعبة علينا , سيعصرون غباوتكم خمرا , يشربونها مع غانية بعد الاتفاق , يضحكون لحد الفجر على الشعب المسكين الذي يحلم بالتوحد ويُصدق الحلم قليلاً ..قليلاً , وبعدها يُصدم بواقع أشد سوداوية..
محالٌ أن يتفقوا , محالٌ ..محالٌ.. وإن أشرقت الشمس غرباً فأمثال هؤلاء لا يتحدون إلا على كيفية ذبحنا وتمزيقنا , وتوزيع الحصص, وحتى إن اتفقوا بكلمات غزل محتشم , فماذا سيحصل بعدها ؟؟ هل فكرتم بالسواد الذي سيكتسح حياتنا من بعد الأمل المزعزم ..؟؟
هل فكرتم بلعبتهم الوسخة يامساكين ..؟
لكن اليوم قد حان الدور يا سادة الثورة .. يا أناشيد الطلقة الشريفة .. قد حان دوركم لكي تنتفضوا وتزيلوا الأقنعة عن زيناتي الضفة , وزيناتي غزة .. كي تعود القبلة لاتجاهها الصحيح , وكي يصلي الشعب صلاة للرب لا للنبي هنية أو عباس..
هي ثورة خامدة يا سادة العربدة .. لكنها ستنتفض قريبا .. فارحلوا عنا .. أقرفتنا خيانتكم ِ..