shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



الثلاثاء, 24-مارس-2015
صنعاء نيوز - 


لا أسهل من أن أشحذ مخيلتي وأبري عباراتي وأنتجب كلماتي بأبرع ما يكون لأسطر مرثياتي وأباري سواي في صوغ وإتقان مقالاتي وقصائدي المكتظة صنعاء نيوز/جميل مفرح -




لا أسهل من أن أشحذ مخيلتي وأبري عباراتي وأنتجب كلماتي بأبرع ما يكون لأسطر مرثياتي وأباري سواي في صوغ وإتقان مقالاتي وقصائدي المكتظة بالمشاعر والعواطف الفياضة والرفض المتعصي والغضب المتأجج تجاه ما يحدث ويحدث في وطن هو الأحق والأولى من استهداف متعمد, نرقبه عن قرب وعن بعد وهو يحاول ليل نهار النيل من سيادته وأمنه واستقراره.
لا أبسط عندي وعند كل كاتب وشاعر وأديب من أن يكون الوطن وما يجري إزاءه وتجاهه من تقلبات ومؤامرات وخيانات هدفا لما يجري من الأقلام من حبر وما يسطر من الأذهان والمخيلات من تصورات وأفكار ولا أقرب من أن تمتلئ المساحات التي نستطيع أن نحتلها في هذه الصحيفة أو تلك الزاوية بالكتابات المتغنية أحيانا بمجد وسؤدد وعز هذا الوطن، وأحيانا بالتباكي عليه ورثائه أو برص عبوات اللعن والمقت والانتقاد لكل من يلامس حياض هذا الوطن ويمتطي المؤامرات والخيانات جوادا يرتزق من جولاته وصولاته.
كل ذلك هين وأبسط مما يتصوره سوى الكاتب ولكن هل من الممكن أن تضيف تلك المراثي والملاعن والبكائيات والاعتزازيات شيئا يذكر في وضع كالوضع الذي وصلت إليه أحوال وأوضاع البلاد في الوقت الراهن؟!
هل ما يزال في الوقت فسحة مناسبة ليذهب الكتاب والنقاد هذه المذاهب ويؤكدوا تكريسها كرد فعل حصري انهزامي باتت حتى الجهات المعنية تكتفي به أو تحترفه تجاه الأحداث الفظيعة وغير الاعتيادية التي تعلن بين الفينة والأخرى عن تجدد الخسارات والهزائم في أحداث لم تكن يوما في برامجنا ولم تحتل في سابق عهد جزءا من ثقافتنا وسلوكنا إطلاقا؟!
كنت أعد وقد كتبت في وقت سابق في رثاء الزميل العزيز الصحفي والكاتب والأديب المغدور به عبدالكريم الخيواني وكنت أعد لأن أملأ مساحاتي الأسبوعية هذه دموع حزن غامرة وآهات حزن وأسف جارفة وبأحداث الجمعة التي تلت حدث اغتيال الفقيد المرحوم وجدت نفسي أرغب أن أقدم عزاء بحجم أكثر من مائة وأربعين فقيدا آخرين ينضافون إلى الزميل الراحل رحمة الله تغشاهم جميعا وبطريقة غادرة مماثلة يقف المتابع إزاءها متصدع القلب مسلوب الإدراك ملتعج الحواس والأحاسيس يكاد كل شيء فيه يوشك على الانفجار والتلاشي حزنا وغضبا وحنقا ضد كل شيء في الوجود!!
إن تعبيرات الحزن والأسف والغضب تذوي وتنزوي عاجزة إزاء تلك التصرفات الخبيثة عن الإعلان عن وجودها وقدرتها على التصدي لمثل تلك الأفعال الشنيعة التي تندى لها جباه الأقلام ووجوه الكلمات والعبارات والنصوص التي من الممكن أن يجيدها ويتقنها الكتاب والنقاد وأبعد من أن يغيبها الندب والشجب والاستنكار حقها فلم تعد تلك ردود الفعل غاية أو هدفا صريحا أو حتى ردود فعل طبيعية في ذاتها كافية للتفاعل والتعامل مع مثل هذه الأحداث التي ارتدت وترتدي الأحمر القاني لباسا والدمع الأسود وشاحا.
إن عبارات ومقالات وقصائد وعموم كتابات الندب والرثاء التي نجيدها ككتاب ونبرع في صياغتها للتأثير في عواطف المتلقين لم تعد كافية اليوم، وفي سياق ما وصلت إليه الأحداث والأوضاع في البلاد بل أرى وبشكل شخصي أن هذه البكائيات والغنائيات والرثائيات أصبحت ذات دور سلبي باعتبار أنها لم تعد بضاعة حملة الأقلام والفكر وحسب، وإنما تجاوزت ذلك لتغدو حيلة فريدة منفردة حتى لمن في أيديهم أكثر من أن يحصروا أنفسهم في الرثاء والندب والشجب من جهات الاختصاص المعنية بالوقوف الفعلي الفاعل في مواجهة مثل تلك الأفعال القذرة والتصدي لها ومحاولة الاجتهاد لتجنب وقوعها وحدوثها!!
لا ننتظر من جهات الاختصاص والأجهزة المعنية أن تبرع في مباراتنا ككتاب في صياغة بيانات ومقالات وكتابات النعي والرثاء والاكتفاء بالتعبير عن الغضب والحزن والانفعال عبر اللغة وصياغاتها والتفنن في كتابة البيانات والمراثي.. وإنما ننتظر ما هو أكثر وأبلغ وأنجع من ذلك بكثير.. وندعو أنفسنا قبل غيرنا إلى التخلي عن هذه المهنية ولو مؤقتا حتى لا تكرس كثقافة عامة يمتطيها أهلها وغير أهلها، خصوصا ممن ينتظر منهم أكثر من الكتابة والتفنن في البلاغة في وصف الاعتداءات وبشاعتها والتغني بخصال وفضائل من نفتقدهم ونعلن خسارتنا باغتيالهم بين فترة وأخرى.
نعم.. لم نعد في مكان أو مستوى من وضعنا ووضع وطننا يسمح لنا بالاكتفاء بكل هذا العجز الذي نعلنه ونحن نفتقد كل يوم أو فترة أو حين جزءا من أوصالنا ومن تكويننا الوطني والثقافي وهويتنا الانتمائية ورجالات وأعلام فكرنا ووعينا الجمعي الذي ينهار من بين أيدينا وأمام أعيننا ونحن نتعامل معه بكل هذه السلبية المريرة التي تعلن عن انهزام مريع أمام ثقافات العنف والقتل، إراقة الدماء. هذه الثقافات الدخيلة التي تغزونا فيما يشبه حالة الرضا منا بما نبديه من سلبية وسكوت وانحسار تجاه تلك الغزوات الأخلاقية التي تغير علينا من كل اتجاه لتغير ما وجدنا عليه من ثقافة تسامح وحب واعتزاز بالانتماء.
مع غاية علمنا أن سكوتنا وسلبيتنا وعدم وعد مجابهتنا ستكون نتائجها مريرة وستتحول بهويتنا باتجاه سحيق سيغدو مذمة لن ننجو منها ولن يسامحنا التاريخ عليها أو يتكرم بإغفالها أو إسقاطها من خطوطنا ومساراتنا الوجودية إلى الأبد.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)