سعاد شعت/غزة -

كنا نحاول أن نعيش .. أن نتذكر كيف الحياة تكون؟ أن نكتب عن الحياة والزواج والطبقات المسحوقة .. عن الثورة وروعتها .. والظلم الاجتماعي .. ولد وبنت .. رجل وامرأة .. عن مشاكل نعايشها كبقية البشر فلسنا ملائكة , ونبحث عن حلول لها بكل تحد للحياة ..

بشرا كُنا يومها .. نخطأ كما البقية .. واليوم غدونا أقل من ذلك .. نخطأ ونتهرب من أجل حماقات مدروسة من أجل تسول أكثر ..وللأسف
كنا نؤمن بكم , وبإصلاحكم وبتغييركم المزعوم .. وبمواجهتكم للصعاب بكل مسئولية وخوف من الله .. هكذا كنا نظن لأننا كنا ساذجين , واليوم...
كنتم تعيبون على من سبقوكم في الحكم انغماسهم بالدنايا والأخطاء وببيوت الدعارة المنتشرة , وبقناني الويسكى العارية على بحر غزة .. وببيوت الدعارة المترامية على مدى البلد .. كل هذا كان حقيقة , لكنه كان معروفا للكل .. ولهذا لم ينخدع الشعب أكثر بهم ,وجاء بكم أنتم من أجل التغيير , وكانت الانتفاضة تطهر كل شيء .. تُنظفنا بقساوة ولكن بشرف , أذكر من كلام أمي عن أيام الانتفاضة الأولى العجب , رجال يعلقون من رقابهم في أعمدة الكهرباء من أجل ارتكابهم للدعارة و... , كان كل شيء معروفا ولهذا كانت تتم المعالجة الفورية على أيدي الثوار بلا خجل أو تهرب , فنحن بشر , وحتى إن أخطأ أحد الثوار تتم معاقبته وبقسوة أشد , لكن اليوم وباسم الحكومة الربانية "بالطبع" .. والتي تنشغل بتوزيع القبلات للقادمين الجدد .. وتوزيع أوسمة الشرف وما من شرف يا غزة .. وبالطبع فهذه القبل ليست بالمجان فقد امتلأت الجيوب وطفحت عاراً باسم غزة المحاصرة ..

وغزة تتلوى ولا أحد يشعر بها .. نسيجها يتمزق ولا من معالج أو مداوٍ .. فالكل مشغول أو خائف أو يمشي بجنب الحيط ..
يتم التكتم على مصائب غزة وفضائح غزة ,على الآلام الحقيقة التي تستشري في البلد .. ومن أجل ماذا ؟؟ ما الثمن يا أبا العبد ؟ ولمَ الخوف ؟ وممن تخف ؟ وأين أنت من الله ؟
من أجل سمعة الحكومة الرشيدة ودينها الجديد . ونبيها الوسيم حفظه الله " هنية " , من أجل المتربصين بالحكومة الربانيّة , فكأن هذه الحكومة وعلى يديها ستحرر البلاد .." الله الله الله "

غزة تتمزق .. ونتمزق أكثر , والقادة في غزة يلهون بقبلات القادمين وباستقبال الوفود التي جاءت تعلن اعتناقها لهذا الدين الجديد ..
" يتغنون بغزة وإلحق كوش و بالجيب حوش "

**الإحصائيات تؤكد أن هناك على الأقل امرأة في غزة تنتحر شهريا , والإعلام يتكتم من أجل قطع الطريق على المتربصين بالحكومة الرشيدة .. " الله الله"
الرجال يحششون ويسرقون مصاغ النساء , من أجل الحشيش الذي يغزو غزة , ولا من أمنٍ يا غزة فيك ولا ما يحزنون . . فسمعة الدين الجديد في فهمهم أكبر من دين الله ومن مصلحة البلاد .
الرجال يخرجون وما من كسرة خبز في البيت , يسرقون المصاغ من أجل الدعارة والحشيش , والنساء ... والبعض يجبرون نسائهم على الدعارة من أجل الإتيان بالنقود , وحينها لا تطيق الضعيفة كل هذا القرف يا غزة فتظن في الانتحار ملجأها الوحيد .. أأكذب بهذا ؟؟

هذا في غزة ياسيد هنية فأين أنت من الله يازعيم الدين الجديد , وأين أنت من خليفة الله عمر بن الخطاب ؟ أتعجز أن ترعى رعيتك كما كان ؟ أم أن عجرفتكم أكبر من همومنا ؟؟؟؟؟

امرأة على سبيل المثال الواقع في غزة , أمسكت بها شرطة الحكومة في غزة في أحد المتاجر في حالة زنا والعياذ بالله , وحين تم التحقيق معها اعترفت بأنها تقوم بذلك مع عشرين شخصاً .. هذا في غزة .. في غزة يا مسلمون .

أحدهم يتصل بمعشوقته :
_ الزوجة والأولاد اليوم في زيارة لبيت الجدة , أنتظرك الساعة الثانية عشرة بتوقيت غزة يا غزة ...

كأننا يا أبا العبد حين نتكتم عن أمور كهذه نرضي الربَّ فعلاً وندخل في رضاه ..
أنا لا أشهِّر بالبلد .. وقولوا ما تشاءون عني , غزة مني , لكنها المصيبة الفعلية التي تتمزق بسببها غزة ولا أحد يشعر بها بل ويتم التكتم عليها من أجل ماذا ياهنية ؟؟.. فكأن غزة سلعتكم يا أبا العبد .. ويا رجال الإعلام والأدب .. جيد , عظيم أكتبوا أكثر يا أدباء , يا أصحاب النخوة والشرف أكتبوا أكثر , فأنتم تظنون بأنفسكم أنكم ملائكة أيضا , واجعلوا من غزة قديسة كمريم العذراء.. لكن خافوا التاريخ الذي سيسجل ذات يوم الحقائق وسيلعن أقلامكم البائسة .. وأفتحوا رابطة لكم من أجل التكسب والشهرة أكثر باسم حصار غزة وأقتلوها أكثر فأكثر ..

المصيبة في المتزوجات , فأين رجال الاجتماع والإصلاح ؟؟ وما السبب ؟ ومن هو السبب ؟؟ هل زهق الرجال في غزة لهذه الدرجة ...؟ ماذا جرى لنا ؟ وكيف حال غزة إذا ؟ ومن السبب ؟ وما هذا الدمار الذي يصيبنا ونتعامى عنه ؟؟؟
بربك كيف حالها يا سيد هنية ؟ ألا تخاف الله فينا ؟؟ وللمرة الألف هل أصابك عمى التحزب لدرجة أن...؟؟
هل لهذا الدرجة من اليأس وصلنا ؟ ولكن كيف والإعلام يتغنى بصبر غزة .. وشرف غزة , وطهارة غزة... و...
أين الخوف من الله ؟؟ أم أن الحركة بلعبتها ولباسها المقنع شوهت حقيقة الدين فعلياً ؟ فغدا المهرب إما دعارة وإما حشيش وإما انتحار ...
الله أكبر منك يا حكومة غزة , والرجال فيك يجبرون نسائهم على الدعارة من أجل الأموال ؟؟ فأين أنت من الله ؟؟ وأين أنت يا سيد هنية من الله يوم الموقف العظيم حين يسألك عن المستضعفين في الله ؟ ولماذا لا تتم معالجة هذه الأمور بدلاً من التكتم عليها من أجل مصالح شوهاء ؟؟
لماذا يحدث كل هذا لغزة منذ حللتم فيها وأبقيتم على القوانين البائسة التي نسجها من كانوا قبل, تتحكم في الناس وتضيق عليهم وتبيح لهم الدعارة والزنا ..؟؟ وأين إنجازاتكم العظيمة التي تتغنون بها .؟؟

تنشغلون باستقبال القادمين من الخارج وترشونهم بالورود , ومن الداخل غزة تتمزق وتقذفونها بالتسول والشفقة وال... ولا تنظرون لحجم الجرائم بداخلها , وغزة تتعرى بداخلها , تصرخ فيكم وفيهم ولكن لا من مجيب فقد امتلأت البطون ..
ألا تخافون مما سيأتي ؟؟ ألا تخافون من الانفجار القادم ؟؟
ليس العيب في أن نخطأ , ليس كفراً أن نزني, وأن نسرق وأن نتسول , وأن ننصب وندعي الإسلام .. كل هذا وأشد ليس عيباً , العيب كله أن نبقى هكذا إلى أن يفتح التاريخ سجلاته ويسجل عنا أننا ... و... و... ويحين الحساب بلا توبة صادقة ..
فاتقوا الله فينا .. اتقوا الله في غزة فكفاها .. كفاها .. كفاها كل هذا ..