shopify site analytics
اجتماع استثنائي بمركز الدراسات والاستشارات بجامعة ذمار - الميالي يكتب : سيكولوجية التهميش - السراي يكتب: إنها غزّة التي غزت غُزاتها - افتضاح صورة النظام الإيراني بعد إبادة غزة؟ - عقدة ماكرون في مكانة الامبريالية الفرنسية - قائد حراسة مدير أمن عدن يروع المواطنين ويهدد أفراد الحزام الأمني بالسلاح - اشتباكات مسلحة بين نقطة الحزام الأمني بالحسيني ومواطنين من أبناء الصبيحة - محافظ اب يتفقـد سير اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية بجبلــــة - حفل تكريم لخريجي دورات قوات التعبئة العامة بمحافظة اب - مناقشة سبل تعزيز التعاون بين جامعة إب وكاك بنك -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
من تابع خطاب السيد عبد الملك الحوثي زعيم حركة “أنصار الله” الذي ألقاه مساء الأحد عبر قناة تلفزيون “المسيرة” التابعة للحركة،

الأربعاء, 22-أبريل-2015
صنعاء نيوز/بقلم / عبدالباري عطوان -

من تابع خطاب السيد عبد الملك الحوثي زعيم حركة “أنصار الله” الذي ألقاه مساء الأحد عبر قناة تلفزيون “المسيرة” التابعة للحركة، يدرك جيدا أن الأزمة اليمنية ستطول، وأن الحرب ستزداد شراسة، وأن لا حل سياسيا في الأفق.
السيد الحوثي الذي ظهر لأول مرة بعد غياب استمر حوالي 24 يوما، وسط تقارير عديدة سربها أعداؤه تؤكد وفاته في غارة جوية لطيران التحالف استهدفت مدينة صعدة مقره الرسمي، لم يطرح أي مبادرة سلام، ولم يقدم أي تنازل، ولم يظهر عليه أي خوف من القصف الجوي المكثف لقواته، وأهداف أخرى في اليمن، وكان يستعين طوال الوقت بالآيات القرآنية التي تتحدث عن الظلم والعدوان، وتطالب بالصمود، مؤكدا طوال الوقت مقولة “اعتماده على الله واعتمادهم على أمريكا”.
كان خطاباً تعبوياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، يتحدث طوال الوقت عن حتمية النصر، والصبر وهزيمة المستسلمين دائما، ومليارات الآخر مقابل فقر الشعب اليمني، وجوعه وحرمانه، ومشاركة الأمريكيين في غرف العمليات، وهي كلها محاور اختيرت بعناية لإعطاء مفعولها في أشرس الحروب النفسية التي تسير جنبا إلى جنب مع الحروب في ميادين القتال، وهي حتى الآن، أي الأخيرة، ما زالت في اتجاه واحد أي قصف جوي دون امتلاك الجانب الآخر إمكانية الرد.
***
كان لافتا أن السيد الحوثي لم يتحدث مطلقا عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولا عن نائبه خالد بحاح، واكتفى بإشارة غامضة إلى مسألة “الشرعية”، عندما قال إن من يملك الشرعية هو من يمتلك الحق، شرعية القرآن الكريم، والتصدي للمعتدين، على حد قوله.
من الواضح أن الطرف الآخر الذي يقف في الخندق المواجه لـ”عاصفة الحزم” يشن حاليا هجوما إعلامياً شرسا مضادا بعد فترة طويلة من الصمت، ويوظف أجهزة إعلامه لنقل رسائله إلى أوسع نطاق ممكن، ويمكن اختصار هذا الهجوم على الوجه التالي:
أولاً: لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي خطاب السيد الحوثي بعد يومين فقط من الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في مهرجان شعبي “داعم لليمن”، وشن فيه هجوما شرسا ضد المملكة العربية السعودية، استخدم فيه عبارات قوية، مثل اتهامات بنشر “الفكر التكفيري والإرهاب”، وهو ما رد عليه كل من السيد أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، والفريق ضاحي خلفان نائب قائد شرطة دبي بعبارات أكثر شراسة.
ثانيا: إصدار السيد علي خامنئي تعليمات لوزارة الدفاع الإيرانية برفع درجة التأهب، والقدرات، والكفاءات العسكرية، ومستوى الجاهزية للجيش والحرس الثوري وجميع الأجهزة ذات الصلة قائلا “إن الشعب الإيراني هو أمة أثبتت قدرتها على الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لأي هجوم”.
ثالثاً: خطاب السيد عبد الملك الحوثي، الذي استغرق أكثر من أربعين دقيقة، وتضمن تحريضاً واضحاً على المملكة العربية السعودية وحلفائها، والتهديد باستخدام كل الخيارات المتاحة، ومحاولة استخدام خطر تنظيم “القاعدة” كورقة تحذير للغرب، على اعتبار أن هذا التنظيم في رأيه هو المستفيد الأكبر، والمسيطر على الجنوب اليمني، وكأنه يعيد التذكير بخطر “الدولة الإسلامية” في العراق وسورية.
رابعا: تحدثت تقارير أمريكية عن إرسال طهران أكثر من ثلاثين بارجة حربية إلى مضيق باب المندب، وإبراز وسائل الإعلام التابعة لها لهذه التقارير لإيصال رسالة مفادها أن إيران لن تتخلى عن حلفائها في اليمن.
لا نعرف بالضبط كيف سيكون تأثير خطاب السيد الحوثي على الشعب اليمني بكل أطيافه، سواء المؤيد لـ”عاصفة الحزم” برغم قلتهم أو المعارض لها، مثلما لا نعرف كيف سيكون الرد السعودي الخليجي على الخطاب نفسه، ولكن ما نعرفه جيدا أن الحرب في اليمن تتسع، وفرص الحلول السياسية تتراجع، ولهذا فإن احتمالات استمرار الحرب لأسابيع أو لأشهر أو حتى لسنوات كبيرة.
فالحرب البرية التي توقعها الكثيرون بعد عدم نجاح القصف الجوي في تحقيق أي من أهدافه، وأبرزها عودة الرئيس “الشرعي” عبد ربه منصور هادي، تبدو بعيدة بعد تراجع باكستان، وتلكؤ مصر، والتزام تركيا بالحلول السياسية.
المملكة العربية السعودية تغرق تدريجيا في رمال اليمن الساخنة المتحركة، وتجد نفسها تحارب جنبا إلى جنب مع تنظيم “القاعدة”، بل تخوض معركته دون تنسيق مسبق، والمتحدث العسكري اللواء احمد عسيري مستشار وزير الدفاع بات يتحدث يوميا في مؤتمراته الصحافية عن وقوع خسائر في صفوف الجنود السعوديين في اشتباكات حدودية في جنوب المملكة، وفي مواجهة محافظات يمنية يسيطر عليها الحوثيون.
لا نستغرب إذا ما كان من بين الخيارات التي تحدث عنها السيد الحوثي في خطابه (الأحد) توسيع نطلق هذه الحرب، واللجوء إلى الصواريخ والمدافع بعيدة المدى.
اليمن بات مسؤولية سعودية، وعبئاً ثقيلاً على كاهل المملكة سواء في زمن هذه الحرب، أو بعد انتهائها، فهذه الحرب ستكون مكلفة بشريا وماديا، وتزداد هذه التكلفة كلما طال أمدها، مثلما سيكون السلام مكلفا أكثر لأنه يعني إعادة الإعمار وضخ عشرات، وربما مئات المليارات في مجالات الاستثمار أيضاً لإرضاء الشعب اليمني وكسب وده.
المشكلة تكمن في استمرار الانخفاض في العوائد النفطية من جراء تراجع الأسعار، وهي مشكلة ربما تصبح أكثر تعقيدا في حال عودة النفط الإيراني إلى الأسواق بقوة بعد اتفاق السلام النووي، مما يعني انخفاضا أكبر في الأسعار.

* نقلاً عن موقع رأي اليوم
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)