shopify site analytics
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) - ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة الى 34488 شهيد - وفاة الرضيعة الفلسطينية التي خرجت من جثمان أمها - قيادي انتقالي يقتحم مكتب مديرة أكبر مشافي عدن - نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد السفن المعادية - حلاً إبداعياً لمشكلة الغربان: تدريب الصقور في اليابان - انتهاكات السعودية لحقوق العمالة اليمنية: معاناة تتصاعد في ظل الحرب - القدوة يكتب: اجتياح رفح واستمرار المجازر وسفك الدم الفلسطيني - اجتماع استثنائي بمركز الدراسات والاستشارات بجامعة ذمار - الميالي يكتب : سيكولوجية التهميش -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
ذات مرة ، وقبل حوالي شهر من اليوم، أديت صلاة الجمعة في المسجد الجنوبي بالنصيرات، واستمعت إلى خطبة في غاية الروعة،

الخميس, 23-أبريل-2015
صنعاء نيوز/ بقلم/ رامي فرج الله كاتب ومحلل سياسي -



ذات مرة ، وقبل حوالي شهر من اليوم، أديت صلاة الجمعة في المسجد الجنوبي بالنصيرات، واستمعت إلى خطبة في غاية الروعة، ألقاها الشيخ نور عيد، تحدث فيها عن أسباب النصر في الأمة، ذكر أهمها العدل والظلم، مدعمة بأحاديث نبوية ، وأدلة قرآنية: " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم و اهلها مصلحون" هود اية 117، كما أكد أن الله ينصر دولة كافرة وهي عادلة، ويسحق دولة ظالمة وهي مسلمة، وقد ساق بأمثلة توضيحية مثل تقدم الغرب في كثير من المجالات بخلاف الأمة العربية والإسلامية.
وقد سجل هذه الخطبة أحد أعضاء الملتقى الفكري الذي نعقده أسبوعياً لتبادل الآراء والأفكار ومناقشة المستجدات على الساحة.
الكل أدلى بدلوه في هذا الموضوع، بيد أنني رأيت أهميته، فسلطت الضوء أكثر عليه، لتداول المناقشات فيه، والخروج بتوصيات هامة تفيدنا، فحاولت بقدر الإمكان، إسقاط الخطبة على واقعنا المؤلم في غزة، وخصوصاً بعد سيطرة حركة حماس، وقيام عناصرها بأفعال مشينة، لا تمت إلى عادات مجتمعنا الفلسطيني، علماً أنه كان من بيننا من هو متأصل في الحركة.
لكني، وقبل الدخول في الحديث، ينبغي التفريق بين مصطلحين هامين " صالح" و " مصلح"، فالصالح صالح لنفسه لا يعمل في الإصلاح، أما المصلح فهو يحمل هم الصلاح والإصلاح، وأيضاً علينا تذكر قول ربنا عز وجل: " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد"..
حماس سيطرت على قطاع غزة، التي ما تمت لولا إرادة الله من فوق سبع سموات طباقاً، بعد اكتساحها الانتخابات عام 2006، وأيضاً كان ذلك لحكمة، بانت في وقت لاحق، وهي أن الحركات الإسلامية مثلها مثل أي تيار علماني أو شيوعي أو خلافه، مكونة من بشر غير معصومين من الأخطاء، وفيهم الصالح والطالح، بل ربما تفوق أخطاء الإسلاميين بكثير عن باقي التيارات اليسارية والعلمانية والاشتراكية.
حماس دخلت الانتخابات باسم كتلة الإصلاح والتغيير، وفازت، لكنها لم تصلح ولم تغير، بل غيرت للأسوأ، فظلمت ، وطغت على أبناء شعبها، حتى في الوزارات والدوائر الحكومية أخطأت الحركة بشقلبة الأمور، وتغيير نواميس الحياة، بوضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، وابتلعت حقوق الغير، فأذكر على مستوى إحدى البلديات في قطاع غزة أنها قامت بتغيير مسميات لموظفين يفتقرون إلى الحنكة والجرأة والشجاعة وحسن الإدارة، فزادوا الطين بلة بتخريب البلديات، لدرجة أن أحد رؤسائها قام بتقديم ترقيات وتغيير مسميات لموظفين لا يحملون شهادات، وليسوا أكفاء، وأعرف موظفين كثيرين في وزارات ظلموا ظلما شديداً، لدرجة أن الصالح لم يأخذ على يد الطالح والظالم ليمنعه من ظلمه، وأدرك تماماً أن قبل عدة أشهر لو استمر الحال على وضعه، ولم تحدث المتغيرات الإقليمية والدولية، لهبت عاصفة الثورة على الظلم في غزة، والإطاحة بكل الظالمين الذين بعضهم يتقلدون مناصب قيادية في الحركة.
إن حماس ستذهب أدراج الرياح دون عودة ما لم تصحح المسار، وتحاسب كل من تسول له نفسه أن يظلم، فدوام الحال من المحال.
و حماس لن يكون لها أي مستقبل قادم، سوى الاسم، وإذا كانت المراهنة على العلاقات بالخارج، فإني أقول : ( العلاقات تستند إلى الداخل قبل الخارج)، ليس هذا من وحي الخيال، بل إن الحركة شارفت على النهاية، بسبب الظلم والاضطهاد والعدوان، ليس هذا فحسب ، وإنما لأن الله بين إعجازه بأن التيارات الإسلامية والأحزاب هي الأسوأ على مستقبل الإسلام.
دعاني صديق من رفح، الخميس المنصرم، لحضور ندوة في إحدى المساجد هناك، تحدث الشيخ المحاضر الذي ينتمي إلى الحركة ، فيها عن الظلم الذي يشهده أبناء شعبي الفلسطيني في القطاع من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، وخصوصاً جهازي الأمن الداخلي ومكافحة المخدرات والظلم الذي شهدته المؤسسات والوزارات و البلديات ومصادرة البضائع والسلع من البائعين الغلابة في الأسواق، والذين يبحثون عن لقمة عيش كريمة في عهد حكومة حماس السابقة ومازالت اثار هذا الظلم باقية حتى الان، والذي اعترف بذلك إسماعيل هنية، القيادي البارز في الحركة إبان ترأسه الحكومة قبيل تسليم مفاتيح المهام إلى حكومة التوافق برئاسة الدكتور رامي الحمد الله.
و خلاصة القول: " حماس ارتكبت أخطاء ربما لا يغفرها التاريخ، وسيمحوها من ذاكرته، كما محيت أقواما ودولا وامبراطوريات من قبل، حتى أن الأخطاء تعدت إلى التهديد بفصل كل من يحاول الوقوف للظلم، وتوظيف عدد كبير من عناصرها ومن أقربائهم وكأنه حكم وراثي يعيد بالذاكرة إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، وأساب قتله".
و في النهاية ينبغي على حكومة التوافق أن تعيد النظر في كل تلك المسائل والترقيات والتعيينات، وتغيير المسميات في المؤسسات كافة دون استثناء، وإعادة الحق إلى أصحابه، و إقامة العدل قدر الإمكان ، والدفاع عن البسطاء ليكتب لها النجاح والاستمرارية، فالعدل أساس الملك.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)