shopify site analytics
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) - ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة الى 34488 شهيد - وفاة الرضيعة الفلسطينية التي خرجت من جثمان أمها - قيادي انتقالي يقتحم مكتب مديرة أكبر مشافي عدن - نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد السفن المعادية - حلاً إبداعياً لمشكلة الغربان: تدريب الصقور في اليابان - انتهاكات السعودية لحقوق العمالة اليمنية: معاناة تتصاعد في ظل الحرب - القدوة يكتب: اجتياح رفح واستمرار المجازر وسفك الدم الفلسطيني - اجتماع استثنائي بمركز الدراسات والاستشارات بجامعة ذمار - الميالي يكتب : سيكولوجية التهميش -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 

تعددت التفسيرات وتناقضت في معظم الأحيان، للقرار الذي اتخذته القيادة السعودية، بشقيها السياسي والعسكري، بوقف عمليات “عاصفة الحزم”

الجمعة, 24-أبريل-2015
صنعاء نيوز/بقلم / عبدالباري عطوان -


تعددت التفسيرات وتناقضت في معظم الأحيان، للقرار الذي اتخذته القيادة السعودية، بشقيها السياسي والعسكري، بوقف عمليات “عاصفة الحزم” والانتقال إلى “إعادة الأمل”، الأمر الذي أثار حالة من البلبلة والارتباك في صفوف المحتفلين بالنصر، أو المؤكدين على الهزيمة، كل حسب موقفه من الصراع الدائر في اليمن.
وما زاد من البلبلة وحالة الارتباك أن غارات “عاصفة الحزم” تواصلت في اليوم التالي، وكذلك العمليات العسكرية على الأرض، فالتحالف الحوثي الصالحي واصل تقدمه في عدن ومحافظات يمنية أخرى، والقصف الجوي استمر وبصورة اعنف مما يعني أن المحتفلين بالانتصار تسرعوا في احتفالاتهم، أو أنهم قرأوا البيان السعودي قراءة خاطئة.
الغموض هو سيد الموقف، والوضع في اليمن بشقيه السياسي والعسكري ما زال على حاله، بل يزداد تعقيدا، ومن السابق لأوانه إصدار أحكام قاطعة تحدد المنتصر أو المهزوم في هذه الحرب.
***
هناك عدة نقاط يمكن استقراؤها من خلال ردود الفعل والقراءات غير الدقيقة للبيان السعودي يمكن إيجازها كما يلي:
أولا: إذا كانت “عاصفة الحزم” حققت كل أهدافها بنجاح مثلما قال العميد ركن احمد عسيري المتحدث باسم هذه العاصفة، فلماذا لم يعد الرئيس اليمني “الشرعي” عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة اليمنية “الدائمة صنعاء أو المؤقتة عدن”، وينسحب الحوثيون إلى صعدة، ويسلموا كامل أسلحتهم التي استولوا عليها من الجيش اليمني؟
ثانيا: العميد عسيري قال انه بعد 2432 غارة جوية لطائرات التحالف، وعلى مدى أربعة أسابيع تقريبا من القصف تم تدمير قدرة الحوثيين على تهديد دول الجوار اليمني، وكل ما في حوزتهم من صواريخ باليستية، وربما يكون ما قاله عن أعمال التدمير صحيحا، ولكن على حد علمنا لم يشكل الحوثيون وأنصارهم أي تهديد على دول “عاصفة الحزم” مثل الإمارات والبحرين وقطر والكويت والسودان، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، ولم نقرأ أو نسمع عن امتلاك التحالف الحوثي صواريخ باليستية قصيرة المدى أو عابرة للقارات، ونأمل أن يوضح لنا العميد عسيري هذه النقطة في مؤتمره الصحافي المقبل.
ثالثا: ترددت أنباء عديدة عن وجود مبادرة عُمانية لإنهاء الصراع سلميا، وتعددت الروايات حول بنود هذه المبادرة، فالبعض قال أنها تتضمن ثماني نقاط، والبعض الآخر عشراً والثالث 12 نقطة، ولم يصدر أي تصريح عن السلطات العُمانية، صاحبة الشأن، أو بيان يؤكد أو ينفي وجود هذه المبادرة.
رابعا: إذا كانت “عاصفة الحزم” انتهت، أو أدت أغراضها، في أضعاف، وربما إنهاء قدرات الحوثيين العسكرية، فلماذا يصدر العاهل السعودي أمرا باستدعاء قوات الحرس الوطني (مئة ألف جندي وطائرات اباتشي عمودية ودبابات ومدرعات) وإرسالها للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة قبالة الأراضي اليمنية؟ فهل الحرب انتقلت إلى حدود البلدين، وما هي حقيقة ما يجري هناك؟
خامسا: إذا كانت دول التحالف المشاركة في “عاصفة الحزم” موحدة فما هو موقفها من انتهاء هذه العاصفة، وهل تم التشاور معها للانتقال الى المرحلة الجديدة، أي عمليات “إعادة الأمل”؟ وإذا كان الحال كذلك، كيف يتم تفسير “الغزل” الذي غرد به الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي على حسابه الخاص على “تويتر” بالرئيس علي عبد الله صالح ونجله احمد؟
سادسا: لماذا جاءت أنباء وقف عمليات “عاصفة الحزم” من إيران أولا، وعلى لسان حسين عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني، فهل هناك اختراق استخباري، أم صفقة جرى التوصل إليها خلف الأبواب المغلقة، وما هي تفاصيلها، وحتى متى سننتظر للتعرف على بنودها؟
سابعا: القصف الجوي يتوقف عادة في الحروب في حال توفر عدة أمور: نفاد بنك الأهداف، وهذا لم يتحقق بدليل استئناف الغارات، أو الاستعداد لتوغل بري، وهذا لم يتأكد، أو لبدء مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي، وهذا ما زال مستبعدا، بدليل بقاء الوضع على الأرض على حاله واستمرار التحالف الحوثي في تغيير الوقائع على الأرض.
ثامنا: العميد عسيري قال أن بدء “عاصفة الحزم” جاء بطلب من الرئيس اليمني “الشرعي”، ووقفها جاء بطلب منه أيضا، فهل يملك الرئيس هادي الاستقلالية في عملية اتخاذ القرار، ويستطيع بالتالي أن يرفض أو يخالف وجهة نظر مضيفيه وحكومته في الرياض؟
***
انتظرنا ما يقرب اليوم قبل أن نعلق على القرار السعودي المفاجئ الثاني، بعد الأولى الذي أطلق “عاصفة الحزم” لعلنا نفهم حقيقة دوافعه، والأسباب التي أدت إليه، والتغييرات التي يمكن ان يحدثها على الأرض عسكريا وسياسيا، ولكن يبدو إننا، مثل الكثيرين غيرنا، سنظل نواجه صعوبات، لندرة المعلومات وغموض البيان الرسمي السعودي وأخذنا على حين غرة.
لا نعرف متى سيهدأ الغبار، وتتضح الحقائق، ولكن ما نعرفه ان القيادة السعودية، وكل الأطراف المتورطة في حرب اليمن تعيش مأزقا يصعب الخروج منه، وان هذا الصراع مرشح للتفاقم والاستدامة.
نشعر بحراجة موقف المحتفلين بالانتصار الذين تبادلوا التهاني، مثلما نتفهم ايضا موقف المشككين، لأننا نعرف دوافعهم وطبيعة الخندق الذي يقفون فيه، ونعيد التأكيد بأنه من الصعب أن نرى منتصرا أو مهزوما في هذه الحرب، ولا نبالغ إذا قلنا أن الهزيمة بأشكالها كافة هي المصير النهائي، والشعب اليمني الفقير المعدم هو الضحية الكبرى في هذه الحرب التي فرضت عليه، ولم يخترها، ولهذا لا وقت للاحتفال أو الشماتة، وإنما يجب إعطاء الأولوية لتخفيف معاناة هذا الشعب الذي يواجه جوعا فوق جوع، وفقرا فوق فقر، وظروفا معيشية صعبة، وبنى تحتية مدمرة، ومستقبل دموي مجهول النهاية.
نتمنى أن تكون الأنباء عن مبادرة عُمانية للحل صحيحة، وان تتجاوب معها كل الأطراف المعنية حقنا للدماء، وتقليصا للخسائر، على ان يتحمل المسؤول الأكبر عن هذه الحرب مسؤوليته كاملة، ويتولى عملية إعادة الإعمار، وإعادة الأمل بحياة أفضل للإنسان اليمني، وإلا فان انتقام هذا الشعب الكريم الشهم، عزيز النفس، سيكون اكبر مما يتصوره الكثيرون، فاليمن كان وسيظل مقبرة الغزاة، والذكي من اتعظ من غيره.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)