صنعاء نيوز بقلم / يحيى العلفي -
رسالة إلى "أنصار الله"




مايزال غالبية المواطنين من أبناء الشعب اليمني يشيدون بجهود وأعمال "أنصار الله" في ترسيخ الأمن والاستقرار وإرساء دعائم النظام وتطبيق القوانين في عموم الوطن لا سيما في العاصمة والمدن الرئيسية وذات الكثافة السكانية، حيث اتسمت أعمال وجهود هؤلاء الأنصار منذ البداية بالجدية والمصداقية والانحياز لجانب المصالح الوطنية العليا للشعب والوطن.. فاستبشر الناس خيراً ومُلئت قلوب الملايين من أبناء اليمن بالتفاؤل والأمل بظهور مرحلة جديدة من عطاء الثورة اليمنية المجيدة تنتهي عندها كل مظاهر المحسوبية والولاءات الضيقة لتبدأ مرحلة البناء لتأسيس الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها التسامح والتصالح والوئام.
وحين راقب الناس جميعاً بلا استثناء جدية ومصداقية هذا التوجه الجديد تحمست القلوب والأفكار والجهود نحو "أنصار الله" على أن هذه الجماعة جاءت هدية من السماء لإنقاذ الشعب من كثير من عوامل الإحباط ومعوقات بناء دولة النظام والقانون وإنهاء كل مظاهر الفساد والشكلية والمناطقية .. بيد أن ذلك لم يتم على الوجه الذي كان المواطن اليمني يرتجيه حين خالط المسيرة الجديدة شيء من الغُثاء ودخلت مجاميع غوغائية فاسدة بين صفوف "أنصار الله" الحقيقيين المجاهدين من أجل اليمن وفي سبيل إعلاء شأن هذا الشعب العربي العظيم وعندئذ بدأ التراجع والانحسار العكسي الأمر الذي مكن العملاء والأعداء من شن الدعايات المغرضة والباطلة ضد هذا التوجه مستغلين انشغال أنصار الله بإعادة ترتيب الأوضاع.
لا سيما بعد أزمة وحرب عام 2011م ليقوموا بافتعال المشاكل وتحريض المواطنين وبث الإشاعات والدعايات المغرضة بهدف زرع الفتن واختلاق الأزمات التي تقوض أي عمل وطني جميل يسير نحو بناء وطن الخير والمحبة والأمن والسلام.
ومع كل هذه الأفعال القبيحة التي تمنطق بها العملاء والأعداء تسارعت وتيرة الانحسار العكسي ليتفجر الوضع حرباً عدوانية فاجرة ظالمة على يمن الإيمان والحكمة تقوم بشنها دول تحالف السوء بقيادة قرن الشيطان مملكة آل سعود العدو التاريخي لليمن واليمنيين منذ القدم وبدعم وتشجيع أمريكي صهيوني لا محدود وعلى مدى أكثر من خمسة أشهر تعرضت بلادنا لغارات همجية مكثفة دمرت كل شيء في البلاد وقتلت وجرحت الآلاف من المدنيين أطفالاً ونساء وشيوخاً وشبابا دون تمييز بين ما هو محرم دولياً وبين ما هو متعارف عليه في الحروب والأزمات حتى أصبحت اليمن أرضاً وإنساناً أشبه بدولة منكوبة شأنها في ذلك شأن فلسطين الجريحة أو أية بلدة أخرى تعرضت لمثل هكذا عدوان بربري في عالم العصر الحديث وبناء عليه فإن أمام الشعب اليمني بكامل قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية الوقوف بحزم في مواجهة العدوان الهمجي البربري هذا أولاً وبعدئذ الاصطفاف على قلب رجل واحد لإعادة ترتيب أوضاع البيت اليمني بما ينسجم مع مرحلة الجدية واختيار ما يتناسب مع روح العصر ومقتضيات بناء اليمن الجديد يمن العزة والكرامة الخالي من بؤر التوتر والاختلال.
ومع كل ذلك فإن أمام أنصار الله وغيرهم من القوى والتنظيمات السياسية خيارات العزم والشجاعة والإقدام لمواجهة التحديات والاحتمالات القادمة على اعتبار أن اليمن أغلى وأعظم من كافة الاختيارات والهوامش الجانبية وعلى الجميع الدفاع عنها والذود عن حياضها.. ولا سلمت أعين الجبناء.