shopify site analytics
محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين - جامعة الدول العربية تتدخل في تشكيل الحكومة في ليبيا - شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا، والتي تعاني من حربين ظالمتين إحداهما خارجية والأخرى داخلية، يعوَّل كثيرا على دور المثقفين والأدباء والمفكرين،

الجمعة, 18-سبتمبر-2015
صنعاء نيوز -
المثقف اليمني.. بين اتساع الوطن وضيق الولاءات





في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا، والتي تعاني من حربين ظالمتين إحداهما خارجية والأخرى داخلية، يعوَّل كثيرا على دور المثقفين والأدباء والمفكرين، في التنوير ووضع الرؤى التي يمكن الاستفادة منها في إخراج البلاد من محنتها، بما يقلل من حدة الصراع، ويدعو إلى تحكيم العقل والحوار، غير أن الأمر في حالتنا يبدو خلاف ذلك، إذ أن المثقف بدا دوره غائبا أو مغيباً حينا، من خلال موقف اعتزالي اختاره لنفسه أو فرضته عليه احتدامات الواقع، وفي أحيان وحالات كثيرة تباينت المواقف والاصطفافات، وأصبح المثقفون عاجزين عن الاضطلاع بالدور الذي تلميه عليهم المرحلة..لم يكن المثقف غائبا في أي من الأحداث الوطنية التي مرت بها اليمن في تاريخها المعاصر كما هو اليوم، وبنظرة خاطفة إلى مجريات تلك الأحداث على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، نلاحظ أنه كان للمثقف دور طليعي، من خلال موقف وطني جامع لطالما مثل الحامل الفكري لجميع الأحداث والحركات الوطنية التي حفلت بها تلك المرحلة، غير أن سؤالا يبدو ملحاً هان، وهو: لماذا هذا التحول في موقف المثقف اليمني اليوم، والعجز عن اتخاذ موقف وطني موحد والاصطفاف في صف الوطن! لعل في آراء عدد من المثقفين التي شملها هذا الاستطلاع الإجابة على ذلك :

لا مبرر للصمت
ليس للمثقف إلا الوقوف في صف الوطن، كما أن الوقوف في وجه العدوان هو أولى أولوياته، ذلك هو ما يراه القاص والناقد زيد الفقيه والذي كانت البداية معه، حيث يقول: ليس هناك مبرر لصمت بعض المثقفين عن كل جرائم القتل والتنكيل باليمن واليمنيين، نحن في الجبهة الثقافية، ومن أول يوم أدنَّا في بياننا العدوان الغاشم على اليمن، وكذلك أدنَّا الاقتتال الداخلي، وما نزال نقف ضد القتل بكل صوره وأشكاله، إلا أن العدوان بكل وسائله الرخيصة يحاول التنكيل باليمن واليمنيين.. وهذا مرفوض.
أما بالنسبة لوقوف بعض المثقفين ذلك الموقف المخجل في صف العدوان على اليمن، فلعل ذلك مرتبط بمصالح ضيقة خاصة ببعض أذيال العدوان أو مؤيديه.
أعتقد أن ثمة مثقفاً صنعه النظام أو أعوانه، ممن كان يناسبهم لتأييده ومساندته، ونفخهم بوقه الإعلامي وجعل منهم طواويس في وسط لا يرى ذلك ذا شأن، وحين يزول أو يشيخ ذلك النظام تشيخ معه كل صنائعه، لكن المثقف الوطني الحقيقي، هو الذي لا ينتمي، ولا يغير مواقفه بحسب درجة الدفع: رباعي ، خماسي ،و... إلخ
سقوط أخلاقي
بصورة أكثر حدة يبدو الشاعر والأديب محمد المنصور في تقييمه لدور المثقف اليمني خلال الظروف العصيبة التي تمر بها اليمن، حيث يذهب المنصور إلى أن صمت الكثير ممن اصطلحنا مجازا على تسميتهم بالمثقفين عن إدانة العدوان وذهاب البعض إلى الاصطفاف بجانب العدوان السعودي الأمريكي الهمجي على اليمن، يجعلنا نضع الكثير من علامات الاستفهام على مصطلح المثقف ودلالاته ومعناه، كما أن ذلك يدعونا لمراجعة الكثير من الأمور التي كانت بمثابة مسلمات وثوابت تتصل بمعنى الانتماء الوطني والقومي والإنساني لتنسحب تلك المراجعة بالضرورة على الموقف، ? من المثقفين بل من بعض الأحزاب خاصة المنضوية في إطار ما عرف باليسار والتقدميين والقوميين، وكثير منظمات المجتمع المدني التي تواطأت مع العدوان على اليمن إن بالصمت أو التبرير وكلاهما جريمة بحق الشعب اليمني وقتل لمفهوم العمل السياسي وثوابت العمل الوطني والإنساني والحقوقي وسقوط أخلاقي مريع . - تاريخيا اضطلع المثقفون في اليمن وغير اليمن - القوميون واليسار وغيرهم - بدور تنويري وفكري نهضوي وقادوا حركة التحرر ضد الاستعمار وأسهموا في الثورات التحررية ، وفي حركة الفكر والنهوض ومقارعة ما كان يعرف بالرجعية والاستعمار، ونشطوا لمكافحة المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين فكريا وسياسيا وعسكريا في شتى الساحات العربية، وتعرضوا لصنوف القهر والمضايقة ودفع الكثير من المثقفين والطليعة الثورية حياتهم ثمنا لما يؤمنون به، واليوم وبعد انكسار المشروع القومي التحرري في المنطقة العربية وتراجعه لصالح قوى الهيمنة الاستعمارية والأنظمة الفاسدة والعميلة وقوى التطرف التكفيري، رأينا ملامح الانكسار والهزيمة تتمثل بتلك القوى ومثقفيها الذين أصبح الكثير منهم جزء من المشروع الاستعماري الامريكي والغربي والتكفيري. وفي اليمن كما في العراق كما في سورية وغيرها من البلدان العربية التي تتعرض لهمجية الغزو والتدمير تلاشى صوت المثقف تماما ليحل مكانه فئة المرتزقة التبريرين لمشاريع الطائفية والعرقية عدا القلة النادرة. في كل الأحوال يبدو اليوم أن اليمن في غنى عن تلك الأصوات الممالئة للعدوان، فالشعب اليمني بدون الحسابات الجهوية والطائفية يبدع، ويقاتل، ويتصدى للعدوان، ويكتب القصيدة الثورية المقاومة، ويغني للوطن والحرية والغد الأجمل.
تخلوا عن رسالتهم
تجاه ما يمر به الوطن من ظرف عصيب جراء العدوان الخارجي وحالة الاحتراب الداخلي، لم يضطلع المثقف بدوره الحقيقي، كما أنه لم يصمت إذ رأى أن رأيه وكلمته لم يعد لهما أي صدى أو أثر في إخراج البلاد من أزمتها، ذلك ما ذهب إليه الأديب والناقد الدكتور صادق القاضي حيث يقول: للأسف ما يحدث هو العكس، لم يتخذ المثقفون، في الأغلب، موقفا اعتزاليا، سلبيا أو إيجابيا من الصراع الدائر بين الأطراف اليمنية المتناحرة، وبدلا من التدخل الإيجابي بما يحدّ من حدة الصراع، ويدعو إلى تحكيم العقل والحوار، وصولا إلى بدائل سياسية ممكنة.. انخرطوا في خنادق متقابلة موازية للخنادق الملتهبة لأطراف الصراع.. وبما يوفر لكل طرف محاميا للدفاع عن موقفه، ومدعيا لمجابهة خصومه، ويبرر له منطقه وممارساته.. ويطيل أمد الصراع!.
المثقفون اليمنيون- سواء في الحرب الراهنة، أو الحروب والأزمات المتشابكة منذ أحداث2011م، تخلوا عن رسالتهم المفترضة في ترشيد الوعي والارتقاء بالخطاب والأداء السياسي، بقدر تحولهم إلى رجال إعلام لأطراف الصراع.
ويختتم القاضي بالقول: لو أن أولئك المثقفين ورجال الإعلام.. الذين ينظِّرون باستمرار، ويتكلمون طوال الوقت عن الجهات التي يعادونها.. لو أنهم أداروا أعينهم وألسنتهم لنقد وتقييم الجماعات التي يتبعونها بشكل أعمى.. لو أنهم فعلوا هذا لنصف الوقت، لوجدوا نصف الحقيقة الضائعة.. التي تمكنهم أن يقدموا شيئا مفيدا للحياة.
استلاب ذاتي
أما الشاعر زاهر حبيب فيقول: الحرية لدى المثقف والكاتب والأديب اليمني لم تقطع مسافة مأمولة، ولم تحقق أي خطوة باتجاه المصلحة العامة للوطن والشعب في أي مرحلة من المراحل للأسف، ليس لأن صوته غير مسموع، بل لأنه بذاته مستلِبا لحرية ذاته، فإذا كان دوره هامشيًّا في أزمنة السلم، فكيف سيكون تأثيره في زمن الحرب ولو كان له دور خارج تفريخ الإيديولوجيات لن تكون هناك حروب وفوضى.. سؤال محرج حقيقة قد يداهمنا لحيث أنه جاء في اللحظة المناسبة لوضع المثقف والكاتب أمام المحك وسنرى مَن يهرف بما لا يعرف، ومَن سيغالط ويبرر ويتذرع ويدلس مِن المثقفين والكتَّاب، وهو بصدد الرد على سؤال كهذا، لأن غالب المثقفين يقعون في فخ الانحياز، وغالبيتهم موجهون من قِبَل السياسي الذي يجلدهم.. وذلك أيضًا ما حدا بالسياسيين وأتباعهم وحواشيهم الاتجاه لتقليعة جديدة، وهي الاتجار بأصوات المثقفين الكبار كالدكتور المقالح والأستاذ الرويشان... وغيرهم من القامات الفكرية فحين يدلي أمثال هؤلاء بآرائهم وقناعاتهم تتعرض للتحريف والتأويل لكسب هدف سياسي، خاصةً إذا ما تطابقت أفكارهم مع توجهات تيار أو حزب أو مكون معين.
مجرد أبواق
إن المثقف والأديب اليوم يساهم بصوته في ضياع الحقيقة التي تصب في صالح الشعب، ما يؤدي إلى تغييب فكرة الوطن المفتوحة. ومن هنا رأت الأحزاب فرصتها بابتزازه مقابل إعطائه فُتاتًا وتلبية اليسير من احتياجاته والتزاماته الحياتية، فاستطاعت تجنيد صوته وقلمه، وجذبته إلى الصراع، وبالتراكم انحاز صوته بشكل خاطئ عمل على تسييد أفواه البنادق والمواجهات المسلحة، ومَنْ حاول مِن النخبة المثقفة طرح رؤى صادقة ونزيهة وناصحة يتم إقصاؤه ومحاربته بلا هوادة، وحصره في خانة العصبوية، وهنا تكمن المشكلة، لأن لدى هذه القوى المال والإعلام والسلاح.. إذًا نحن أمام طغيان واستئثار جبار ومتسلط؛ طغيان حوَّل المثقف إلى مجرد بوق تتقاذفهُ أصداء الساسة, وفي حالة كهذه أظن أن على المثقفين كسر طوق الاحتواء الذي جرفهم بعيدًا عن الدور التنويري.
ويختتم حبيب بالقول: مأزق الأديب أنه بدون قضية، ومجرد من حريته سواء بإرادته أو رغمًا عنه، لذا عليه أن يعيد النظر في احتساب نفسه كمواطن وإنسان، لا كمثقف وكاتب وأديب ضاعت كينونته وذابت إنسانيته في وحل التبعية وعبادة أصنام العمالة وتجار الحروب وأزلام الدينيين الثيوقراطيين مِن دعاة المذهبية والطائفية، وقد أدخلونا سراديبهم المظلمة، وأيقظوا العبثَ من حولنا، فضاقت بنا الأخلاق بما رَحُبَتْ.
غير مسموع
حين يعلو صوت الرصاص، لا يكون للكلمة وقع ولا صدى، يقول الشاعر صدام الزيدي: لم يعد ثمة من يسمع للمثقف في واقعٍ الكلمة الفصل فيه للسياسي وللبندقية، المثقف الحقيقي الذي نبحث عنه هو ذاك الذي يخبئ الوطن بين حدقتيه، على أن هموم الحياة وتجاعيد مشاويرها اليومية أنهكت المثقف الذي بات في عزلةٍ عن المشهدية، بينما المثقف الهش المسنود ببركة تعاميم الحزب هذا أو ذاك، الجماعة هذه أو تلك، من يلعب دوراً تلقينياً على حساب مفردات الوطنية الخالصة.. أي دورٍ ننتظر أن يقوم به مثقف يربط على بطنه خشية الجوع، اتخذ من العزلة وطناً، إذ نأى بنفسه عن أن يكون تابعاً، فأمسى في البعيد عن تفاعليةٍ لقرارٍ ينجز شيئاً، بعكس المثقف الذي باع مبادئه ليكون متحدثاً بلسان مصادر التناور السياسي.
ويضيف الزيدي: إنها لحظة عصيبة في التاريخ اليمني، لحظة أن يتقي الله فينا وفي البلد كل الساسة ودخلاء السياسة، أيضاً. الحرب هي النقيض المشاكس، وهي النكال المباغت الذي يصحو في وهلةٍ ولا يغفو هكذا بسهولةٍ ما.. فما الذي يتوجب على المثقف فعله، في مثل هذا الآن، وللتصدي لمثل هذا الوحل؟ الحربُ وحلٌ قذرٌ جداً.. الحربُ لا ترحم.. الحربُ دمارٌ وغبارٌ وموازين تفقد عقلها لصالح شبقيتها للدم! لكي ألتمس إجابةً شافيةً، على استفهامٍ يقول: "ما القراءة للوضع الراهن، يمنياً، وما الذي يفعله المثقف لإيقاف الحرب"؟ إذاً: "المثقف" ذاته، ما موقعه الآن في إذكاءِ الحربِ؟ "المثقف" وقد طوعته السياسة القذرة والولاءات النتنة والتمظهرات الموحلة، لتغذية معارك الأوباش والأدعياء وتجار الحروب.. أما ما الذي يفعله هذا الـ "مثقف" فلا بد من التأكيد على أن ثمة طابور من المثقفين لا يُسمع لهم في مثل هذه التناورات التي تجذر للقبح أللإنساني في أبشع أدواته، هؤلاء بُحّت أصواتهم، -أعني المثقفين- وبئست حناجرهم، وليس ثمة من يصغيِ إلا لنداءات الشيطان ولعلعات الرصاص في هذا الليل المريب!! المثقف بمقدوره أن يشعل ثورةً لكن ليس بمقدوره، وحده، أن يوقف حرباً.
انقسام وتشرذم
رغم الجدل الدائر حول دور المثقف في الحرب، إلا أن الوقوف في صف الوطن هو المبدأ الثابت الذي لا يليق بالمثقف تجاوزه، ذلك هو ما يراه الشاعر زين العابدين الضبيبي حيث يقول: ما يمر به المثقف هو انعكاس لما يمر به الوطن الآن وهو نتيجة حتمية لخذلانات متراكمة من الجميع وعلى وجه الخصوص النخبة بكل تفريعاتها المختلفة سياسياً وثقافياً إلخ.... ويمكن الاستدلال على ذلك بحالة الانقسام والتشرذم التي يعيشها كل مثقف على حده، فبدلا من توجيه سهام الكتابة بالنقد لكل من يقتل ويحمل السلاح في وجه أبناء الشعب، نجد البعض يحرض هنا أو هناك، والبعض الآخر يبارك ما يتعرض له الوطن من قبل الجوار، والذين يمثلون خذلانا آخر لهذا الشعب .فبدلا من دعمه والمساهمة في نهضته حصل ما حصل. وكل ما حدث وسيحدث هو نتيجة تمترس المثقفين كل مع طرف، دون أن يكون همهم الوطن الذي لو هم تبنوا قضاياه، لكان في حال غير الحال، ولما تمكن طرف بعينه من جر البلاد إلى حرب لا نهاية لها، يفترض بالمثقف أن يكون طرفاً محايدا يقف في صف الوطن لا أن يكون مبرراً للقتل والدمار ولو أتت به الملائكة..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)