shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في مركزٍ لإيواء النازحين بالعاصمة صنعاء، تعيش أكثر من عائلة في الغرفة نفسها بسبب الصراع. تؤوي غرفة صغيرة أسرة النازح محمد العقبي،

الأربعاء, 11-نوفمبر-2015
صنعاء نيوز -



*مقال- بقلم: عادل على ثامر

في مركزٍ لإيواء النازحين بالعاصمة صنعاء، تعيش أكثر من عائلة في الغرفة نفسها بسبب الصراع. تؤوي غرفة صغيرة أسرة النازح محمد العقبي، التي تتكون من 11 شخصًا. نزحت أسرة العقبي من منطقة فج عطّان بالعاصمة اليمنية صنعاء. وبالرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها هذه الأسرة الكبيرة في مركز الإيواء، إلا أنها على الأقل تحصل على الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء. لا تريد الأسرة أن تُعيد التجربة القاسية التي مرت بهم بعد تهدم منزلهم جراء النزاع. لم يجد العقبي بعد أن تهدم منزله إلا عبارات السيول أو قنوات تصريف المياه كي يلجأ إليها مع أسرته، قبل أن يجد موطئ قدم في مركز الإيواء.

وأثناء زيارتي لمركز إيواءٍ آخر، وفيما أنا أحمل الكاميرا، وجدت غدير نجم الدين –وهي طفلة نازحة من محافظة صعدة، تحدق فيَّ. كانت الطفلة ترسل نظرات حزينة وبائسة، فيما هي ترسم قارباً على صفحات دفتر رسم. سألتها إلى أين تريدين أن يبحر بك هذا القارب؟ فأجابت بكل ثقة: "إلى بيتنا الذي دمرته الحرب". ثم أضافت: "حولتنا الحرب من أسرة تملك منزلاً إلى أسرة بدون مسكنٍ...رغم اشتياقي لبيتنا، فأنا أحاول مع أصدقائي هنا أن نكون سعداء. لدينا أشياء جديدة لنفعلها سوياً كل يوم".

تشهد اليمن كارثةً إنسانيةً كبرى تتفاقم يومًا بعد يوم، ومعها تتصاعد مخاوف المجتمع المحلي جراء تدهور الوضع الإنساني مع تواصل القصف والاشتباكات بصورةٍ يومية، مما أدى إلى نقص كبير في أساسيات الحياة اليومية من المأكل والمشرب فضلا عن غياب الأمن. صاحب النقص الحاد في الغذاء والدواء، انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ كلي، وشح في مياه الشرب، علاوة على توقف العمليات الإنسانية والإغاثية، ناهيك عن المعوقات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في الوقت المناسب. يضاف إلى هذا الزيادة المهولة في أعداد الأسر النازحة إلى أماكن متعددة ومتفرقة. أدى كل هذا إلى اضطراب الأوضاع بشكل غير مسبوق.

القطاع الصحي

حصد القطاع الصحي نصيبا وافرا من الهجمات التي استهدفت البنية التحتية في البلاد. فقد تعرض الكثير من المرافق الطبية من مستشفيات ومراكز صحية لاستهدافٍ مباشر وغير مباشر. كما عمدت بعض أطراف الصراع إلى استخدام بعض هذه المرافق لتخزين الأسلحة والمعدات القتالية. ووصل الأمر إلى تحويل بعض المنشآت الصحية إلى ثكنات عسكرية مما أدى إلى استهدافها وتدميرها.

علاوة على هذا، يواجه النظام الصحي تحديات في التكيف مع الظروف الراهنة. فالمستشفيات تعاني من صعوبات لوجستية هائلة في سعيها إلى الحفاظ على تقديم خدماتها بسبب شح الوقود وانعدام الكهرباء. كما أجبر القتال داخل المرافق الصحية الطواقم الطبية على المغادرة، مثلما حدث مع الفريق الجراحي التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع الموظفين المحليين والمرضى الذين اضطروا إلى مغادرة مستشفى الجمهورية في عدن حينما أصبح مبنى هذا المستشفى نفسه جبهة للقتال. وتضاعف حجم المعاناة الإنسانية بفعل تناقص حجم الواردات التجارية الذي شلَّ حركة البلاد، وتعرضت حياة الملايين إلى الخطر نتيجة الحصار المفروض على عملية استيراد الأدوية والمحاليل الطبية. ويستورد اليمن نحو 90 في المائة من مخزونه الغذائي والدوائي من الخارج. وفي الفترة الأخيرة، أدت القيود المفروضة على استيراد الأدوية إلى نقص حاد في المستلزمات الصحية الأساسية والدوائية، منها أدوية الأمراض المزمنة، مثل: السكر والسرطان وارتفاع ضغط الدم والغسيل الكلوي، وغيرها.

ويعزو أحد المسؤولين في "مستشفى الكويت" بصنعاء النقص الحاد في الإمدادات اللازمة لإنقاذ الأرواح في المستشفيات إلى انعدام الواردات الأساسية. وأضاف: "كان للمستشفى مصنع أوكسجين خاص به، ولكن توقف الإنتاج الآن، فلم يعد ممكنا إجراء أعمال الصيانة واستيراد قطع الغيار. نعتمد في الوقت الحاضر على أسطوانات الأوكسجين التي نحصل عليها من خارج المستشفى. ولا ندري ماذا نفعل بعد نفاد مخزوننا منها".

نقص الماء والغذاء

يواجه المدنيون في اليمن مشكلات أخرى، أبرزها عجزهم عن الخروج من منازلهم لشراء حاجياتهم بسبب استمرار الاشتباكات والقصف المتواصل. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في نقص الماء والغذاء. فهناك ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية، إن توفرت أصلا. ويبدو رغيف الخبز حلما بعيد المنال نظرا لإغلاق المخابز أو احتشاد الطوابير أمام هذه المخابز للحصول على الخبز. تروي أم مبارك، وهي سيدة نازحة من محافظة عدن وتبلغ من العمر 48 عاماً، تفاصيل الحياة اليومية في اليمن اليوم: "لا نستطيع أن نخرج من البيوت لشراء حاجاتنا بسبب القتال. نعاني من المعيشة بسبب غلق المخابز، لا يوجد في منطقتي دار سعد والشيخ عثمان إلا فرن واحد يعمل، وأمامه تصطف طوابير طويلة. هنالك أشخاص قتلوا بالرصاص وهم في الطوابير أمام هذا المخبز".

وتشمل القائمة الطويلة لأوجه المعاناة في اليمن، أزمة إغلاق المدارس والجامعات، وكذلك المرافق الحكومية والخاصة. كما تشمل النقص الحاد في المشتقات النفطية وانهيار الخدمات الأساسية بشكلٍ عام.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)