shopify site analytics
محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين - جامعة الدول العربية تتدخل في تشكيل الحكومة في ليبيا - شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! -
ابحث عن:



الأحد, 29-نوفمبر-2015
صنعاء نيوز - 
يبدو أن إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية “سوخوي - 24” على الحدود السورية صنعاء نيوز/محمد السباخى -

يبدو أن إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية “سوخوي - 24” على الحدود السورية منذ أيام، قد فتح مجالا كبيرا للتخمينات المستقبلية بشأن الخريطة العالمية والسياسة القادمة على مستوى العلاقات بين الدول، حيث توقع البعض أن هناك تحالفات ستحدث بين عدة دول في مواجهة دولا أخرى، الأمر الذي وصل إلى الاعتقاد بأن هذه الحادثة بداية للحرب العالمية الثالثة، بل وأكثر من ذلك.. فالبعض توقع بأنها بداية النهاية للعالم!.

منذ إعلان روسيا حربها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا في سبتمبر الماضي، لم يهدأ للعالم بال، خاصة الدول ذات السيادة الكبرى في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة وهي، ما السبب وراء هذا القرار؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ ومن المستفيد منه؟ ولصالح من؟.

قبل أن نتسرع في الإجابة هناك مسلمات لابد أن نأخذها في عين الاعتبار، حيث لا يخفى على أحد مدى التقارب بين النظام الروسي بقيادة فلاديمير بوتين وبين النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وخير دليل على ذلك زيارة الأخير غير المعلنة لموسكو أواخر أكتوبر الماضي، والاستقبال الحار الذي قوبل به من قبل بوتين، وما دار بينهم في هذا اللقاء وإطلاع بوتين على الخطط المستقبلية للجيش السوري ودعم العمليات الهجومية للقوات السورية، والمسائل المتعلقة بالعملية الجوية الروسية في سوريا، مما يثير تساؤلا آخر وهو، هل روسيا تدخلت في سوريا لمحاربة “داعش” أم لمحاربة من؟.

نعود مجددا لحادث الطائرة.. لو نظرنا إلى تصريحات الطرفين بعد إسقاط تركيا المقاتلة الروسية “السوخوي - 24” سنجدها تسير بشكل عقلاني وهادئ على عكس ما توقع المهللون والمتربصون والمتشوقون لانقلاب العالم رأسا على عقب ولا سيما المتنبئون بحدوث حرب عالمية.. لكن حقيقة الأمر لا تعكس ذلك.

وقبل أن نخوض في التصريحات، لابد أن نعلم طبيعة المنطقة التي كانت تستهدفها روسيا وتوجه لها الضربات الجوية والمستمرة حتى الآن على الرغم من سقوط أحد مقاتلتها من قبل تركيا.. “هاتاي” هي محافظة كانت تقع تحت السيادة السورية وقت الاستعمار الفرنسي، ثم انتقلت سيادتها إلى تركيا بعد زوال الاحتلال، هذا من الناحية التاريخية.. أما من ناحية طبيعة سكانها فمعظمهم من العرب وينتمون للطائفة العلوية وهي طائفة “الأسد” في سوريا، بالإضافة إلى بعض الأتراك الذين يقطنون البلدة، كما أن هناك روابط قبلية كبيرة تربط بين سكان هذه “هاتاي” وبين مواطني سوريا فهم يعتبرون النظام الحالي لسوريا هو النظام الشرعي ويرفضون إسقاطه، ومستعدون للتضحية من أجل استمراره.

فإذا استعرضنا تصريحات الطرفين “الروسي والتركي” بعد سقوط المقاتلة “السوخوي” نجدها تسير في اتجاه عقلاني لا ينبأ بقدوم حرب على عكس ما توقع الكثيرون، فالأول تصريحاته “غاضبة كاظمة” والثاني تصريحاته “واثقة شامخة”.

بعد الحادثة توالت التصريحات الغاضبة من المسئولين الروس، وكلها كانت تدور في حلقة مغلقة بعيدة عن إعلان الحرب والرد العسكري، فتمثلت في الرفض الكامل لما حدث، واستدعاء القائم بالأعمال التركي في موسكو، وإعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعليق الاتصالات العسكرية بينهم وتجميد المشاريع المشتركة، والاشتراط على تركيا بالاعتذار رسميا عن الحادث لقبول التواصل مع الجانب التركي ومناقشة تداعيات الواقعة.

على الجانب الآخر كانت تصريحات أردوغان “واثقة وثابتة”، حيث قال أنه حذر روسيا “بعدم اللعب بالنار” في أكثر من مناسبة، وأنه لا يريد الإضرار بالعلاقات مع موسكو.

ما استوقفني بشدة في حرب التصريحات كان آخرها في لقاء تلفزيوني لأردوغان مع فضائية “فرانس 24” الإخبارية الفرنسية.. وذلك فيما يخص ادعاءات الأخير بأن الجانب التركي يقوم بشراء البترول من “داعش” بثمن بخس عبر حدودها مع سوريا وهو أساس الخلاف بينهما، وبالتالي فإن تركيا حامية للإرهاب وراعية له حسب اعتقاد القيادة الروسية.. ليأتي رد أردوغان خلال المقابلة كالتالي: “إنها ادّعاءات كاذبة، وروسيا نفسها تعلم أن الدولة الأولى التي نعتمد عليها في شرائنا للبترول والغاز الطبيعي هي روسيا نفسها، وتأتي في المرتبة الثانية إيران، وفي المرتبة الثالثة أذربيجان، وفي المرتبة الرابعة الشمال العراقي، وفي المرتبة الخامسة قطر، وما تدّعيه روسيا كذب قطعا”.

لم يكتفي أردوغان بالرد على ادعات بوتين فقط ويدعها تمر مرار الكرام، بل تحداه قائلا: “لدي وثائق من وزارة الخزانة العامة الأمريكية، تشير إلى أن الشركات الروسية بالتعاون مع تنظيم داعش تقوم ببيع البترول في سوريا، هل تعلمون لمن؟ تبيعه للنظام السوري، وهذا مثبت لدي بالوثائق”.

ورفع أردوغان سقف التحدي مع بوتين بتصريح غريب ومفاجأ و”مقحم”، قائلا: “إن تمكّن بوتين من إثبات ما جاء به فإنني سأستقيل من منصبي، فهل سيستقيل هو الآخر من منصبه في حال لم يستطع من إثبات صحة ادّعاءاته؟”.

الخلاصة.. من اعتقد أن هناك حرب عالمية أو بالأحرى حرب بين البلدين ستقوم بعد هذه الحادثة فهو واهم تماما ويعيش في “معزل وسراب” فالتاريخ لا يذكر أن قامت حربا عسكرية بين قوتين كبيرتين بسبب دولة أسقط طائرة لدولة أخرى، فما وراء هذه الحادثة ربما لا أعلمه أنا ولا أنت والدليل على ذلك “إرجع للتصريحات!”، ما نشهده الآن هو مجرد مسلسل له أبعاد وأهداف استراتيجية طويلة الأمد، فالمقاتلات الروسية منذ أن أعلنت موسكو حربها على “داعش” قامت بتوجيه ضرباتها بالمنطقة بشكل متكرر وهو ما يعرف في وقتنا الحالي بعملية “تحرش” ولكن من نوع آخر، إذا ما أخذنا تصريح أردوغان التحذيري قبل الحادث بعين الاعتبار، حيث هدد الجانب الروسي مسبقا قائلا: “إذا كررتم اختراق أجوائنا سنواجه بنفس الحزم”، ورغم ذلك كررت روسيا فعلتها ليس مرة أو اثنين بل أربعة مرات، وحدث ما حدث ونفذ أردوغان تهديده.

إن ما يقوم به سلاح الجو الروسي المقصود منه هو إزلال الطياريين الأتراك واستدراكهم وهو ما حدث بالفعل .. فالواقعة كان مخطط لها مسبقا وربما تكون مبررا لحرب برية روسية داخل الأراضي السورية... على كل حال دعونا ننتظر ما ستكشفه لنا الأيام القادمة، وما ستؤول إليه الأمور.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)