صنعاء نيوز/ المهندس نبيل عبود -
في البداية لا بد علينا جميعا أن ندرك إن الأزمة اليمنية .. أزمة معقدة .. مركبة .. و متشعبة ، تتداخل و تتعارض فيها الصراعات والخلافات السياسية والمذهبية والدينية والمصالح الاقتصادية .. لذلك فأن على عقلائنا وحكمائنا وقادتنا وكل أصحاب العقول النيرة ان يفكروا مليا بحال اليمن السيء اليوم .. شمالا و جنوبا حتى يدركوا ويقتنعوا بان الخروج من النفق المظلم الذي دخلنا فيه ما كان الا بسبب تمسك كل طرف من اطراف الازمة الراهنة بمواقف جامدة وتعصب غير مبرر لما يراه هو انه هو الاسلم دون غيره .. وان على الاخرين ان يقبلوا بما يريده والا فانها الحرب ولا سواها وظن توهما انه بامكانه أن يحقق ما يريده بقوة السلاح .. وهاهي الايام والتجارب السابقة قد اثبتت كذب وقشل مثل تلك التوهمات والظنون – لذلك فأن الاستمرار في تفكير الحسم العسكري خطأ فادح تماما بل وانتحار همجي و عبثي لانه غير قابل للتطبيق اساسا - وسوف لن يقودنا الا الى مزيد من ويلات الحرب والقتل والدمار .. مهما روجت مكنات الاعلام الضخمة لخلاف ذلك – كما أن الخروج من الازمة اليمنية الراهنة لا يمكن ان يكون الا من خلال التغيير الجذري لسياسة التعامل مع سياسة الحسم العسكري المتهورة – التي قتلت وجرحت عشرات الالاف من العسكريين و المدنيين الابرياء ودمرت الكثير من البنى التحتية والمنشاءات واعادتنا بذلك عشرات السنين الى الخلف – ومن وجهة نظري أجزم فأقول انه ليس بمقدور اي طرف من اطراف الصراع والحرب المشتعلة ان يفوز وينتصر ويفرض ما يريد من خلال الحسم العسكري – ولتدليل على صحة ما توصلت قناعتي اليه أقول - انظروا الى كافة الدول العربية التي سبقتنا في دخولها حروبا داخلية وخارجية خلال الثلاثة العقود المنصرمة ومنها العراق و لبنان و سوريا وليبيا وتونس .. ومن تجربة تلك البلدان الشقيق نستخلص التالي ..
1-ان الدخول في الحروب قد تسبب في قتل و دمار كبيرين ولم يتحقق في اي من تلك البلدان اي هدف لصالح المواطن - ولم يعد اي بلد الى ما كان عليه قبل الحرب حتى بعد توقف الحرب لعشرات السنين كما هو الحال في الشقيقة لبنان
2- أن معظم الدول التي دخلت في الحروب لم تشهد عافية بعد ذلك ولم تتمكن من ان تضع حدا وتوقف اشتعال الحروب فيها مثل العراق وليبيا و سوريا والتي لازالت الحروب مشتعلة فيها منذ سنين عدة
3- ان الجمهورية التونسية هي الدولة الوحيدة التي ادركت مخاطر الاستمرار في الحرب ولم يتمسك اي من اطراف الصراع المسلح الكبيرة فيها بخيار الحسم العسكري .. ولذلك فقد نجحت نسبيا في التعافي ووقف نزيف الحرب المدمرة والعودة التدريجية للاستقرار والتنمية
وبناء على ما تقدم ارى بان العقل والمنطق يقول بأن طريق الحسم العسكري خاطئ وفادح تماما وأن طريق الحل السليم هو طريق الحل الساسي السلمي وان شابته بعض العيوب – فالمراحل القادمة كفيلة بتصحيحها ..- والله من وراء القصد ---