صنعاء نيوز/فخري العرشي -
يا للهول، أضحى توثيق الموت جزء لا يتجزأ من صفقة تنفيذ الموت بعد تحديد الضحية و رسم مسار و طريقة تنفيذ حد القتل في تلك الشخصية أو الجماعة.
كل هذه المبالغة و المجاهرة في مثل هكذا أعمال تدفع بنا نحو تفسير بأن كل هذا القتل مدفوع الأجر سلفا ومبني على شروط خاضعة للممول و قناعة بأن الصخب الإعلامي بعد التنفيذ نال الحد الأعلى من الحزن بين الناس.
حادثة اغتيال اللواء / جعفر محمد سعيد، محافظ عدن صبيحة هذا اليوم، و ما سبقها من أحداث اغتيالات لشخصيات سياسية و عسكرية في عدن و غيرها من المدن اليمنية، كانت في عداد المسلمات،طالما وارتضت القيادة السياسية بفكرة التحرير دون الاكتراث لعمليات التأمين الأمني و الحياتي للمحافظة و أبناء عدن.
إنها فعلا حادثة بشعة و اغتيال جبان كما وصفها البعض و هي أبلغ من هذا الوصف، لكن حالة التبلد في تكرار مشاهدة ازهاق الأرواح بشكل يومي نزع من الناس خصلة التأثر بمثل هذا التفجير،و لإن ما سبق من أحداث قتل و دمار أشد فتكا من حادثة إغتيال المحافظ، و ما سيأتي قد يكون أكبر حجما من هذا الحادث الأليم.
و بكون الجاني منظمة إرهابية تنتمي لطائفة السحل،فهذا يخفف من المصاب الجلل و يدفع بسهولة نحو تجير القتل ضد التنظيم الذي أعلن مسؤولية عن الجريمة النكراء.
سيادة الرئيس/ عبدربه منصور هادي، منفردا اليوم يتحمل كل الذي يجري بسبب تعاطية الضعيف مع العنف و قبولة بأن يكون رئيسا للجمهورية اليمنية و هو يدرك بأن خصومة أشد عنفا في اهلك الحرث و النسل.
فخامة الرئيس /ليس المهم فتح التحقيق في الحادث، فقد فتحت قبل هذا عشرات التحقيقات في جرائم مماثلة، لكن الشعب لم يلتمس نتيجة إيجابية في واحدة من قضايا القتل و الدمار السابقة.
فخامة الرئيس ،أدرك انك تحزن لهول ما يجري، لكني في ذات الوقت أدرك أيضا بأن لا رغبة لديك في إيقاف هذا النزيف لأنك ببساطة فقدت السيطرة على تحريك معاونيك في هذا المقام.
رحم الله شهداء اليمن و الهم أهلهم وذويهم الصبر و السلوان و انا لله وانا اليه راجعون في مصابنا برحيل الأبرياء في أصقاع اليمن. |