shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
يوافق الرابع من شباط/فبراير من كل عام، اليوم العالمي للسرطان

الثلاثاء, 02-فبراير-2016
صنعاء نيوز/ د. غسان شحرور * -


يوافق الرابع من شباط/فبراير من كل عام، اليوم العالمي للسرطان، وفيه يتجدد الاهتمام بهذا المرض الذي يعد من أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، لقد أدى خلال العام الماضي إلى وفاة نحو 9 ملايين نسمة، وهو بلا شك أكثر الأمراض المميتة في كلفته الاقتصادية الناجمة عن الوفاة المبكرة والإعاقة، والتي تقدر بنحو تريليون دولار أي أكثر بنحو 20% من كل أمراض القلب، يضاف إلى ذلك تكاليف العلاج الطبي، التي كثيراً ما تكون باهظة، وعلى سبيل المثال بلغت نفقات دول العالم على أدوية علاج الأمراض السرطانية عام 2014 نحو 100 مليار دولار، ورغم وضعه على رأس أولويات "خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها" للفترة 2013- 2020، تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بالسرطان سوف تزيد بحوالي 70% خلال العقدين المقبلين.

في هذا اليوم العالمي، يتجدد تسليط الضوء على أهم عوامل الخطر السلوكية التي ترفع نسبة الإصابة بحالات السرطان وهي تعاطي التبغ (التدخين) والكحول، البدانة، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وعدم تناول الفواكه والخضار بشكل كاف، والتعرض المديد لأشعة الشمس، وهناك أيضاً أمراض فيروسية معدية يمكن الوقاية منها، تؤهب لحدوث السرطان في كثير من بلاد العالم، مثل تلك الناجمة عن فيروس التهاب الكبد بي أو سي، و"فيروس الورم الحليمي البشري" الذي يصيب عنق الرحم، وغيرها.

إن تعدد وتنوع وتعقد عوامل الخطر التي تساعد على الإصابة بهذا المرض جعل من التوعية الصحية، والسلوك الصحي أهم ساحات مواجهة هذا المرض الخطير وسبل الوقاية منه والتغلب عليه، كما أن تحقيقها يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت، بالإضافة إلى الكلفة الكبيرة.

لذلك تسعى المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد إلى استثمار المعرفة التي توصّل إليها البحث العلمي من أجل وضع برامج مواجهة هذا المرض والوقاية منه، ومعالجة المصابين به، وهناك العديد من التجارب الناجحة حول العالم التي أسهمت وتسهم في نشر الوعي وتعزيز السلوك الصحي المطلوب، ودعم المؤسسات العاملة في مكافحة السرطان، وكشفه المبكر.

نعم ... إن مواجهة هذا المرض الذي يضيف كل عام نحو 13 مليون إصابة جديدة، تستطيع أن تمنع حدوث معظم هذه الحالات، لأن ذلك في متناول الإنسان، فالتدخين كما تفيد الأبحاث مسؤول عن إصابة 3 ملايين إنسان سنوياً (نحو ربع إصابات السرطان السنويةً)، كما أن معالجة بعض الأمراض المعدية تمنع تطورها إلى أمراض سرطانية، وكذلك برامج التلقيح (التطعيم) للفتيات والنساء بين 10-30 سنة من العمر، تمنع الإصابة بفيروس "الورم الحليمي البشري" الذي يصيب عنق الرحم عند الملايين من النساء، ويؤهب لحدوث السرطان لديهن، والأمر مشابه في فيروس "التهاب الكبد نوع سي"، فاللقاح هنا يمنع حدوث هذا المرض الذي يمكن أن ينتهي بحدوث حالات من السرطان.

من الضروري التأكيد على أهمية الكشف المبكر والدوري في كثير من حالات السرطان لأنه يساعد على الشفاء بنسبة كبيرة لاسيما في سرطان الثدي، وعنق الرحم، والحنجرة وغيرها ، بالإضافة إلى برامج مكافحة الحالات المؤهبة لحدوث أمراض السرطان الأمر الذي يستنزف مجتمعات العالم في تغطية نفقات برامج الوقاية والعلاج الباهظة التي تبلغ مليارات ومليارات الدولارات، تقتطع من البرامج التعليمية والاجتماعية والتنموية.

من جهة أخرى، ينفق العالم -مع بزوغ فجر كل يوم- ما يقرب من خمس مليارات دولار، على برامج التسلح وباقي جوانب الإنفاق العسكري الأخرى، وفي ذات اليوم يموت نحو 24 ألف طفل من الفئة العمرية تحت الخمس سنوات بسبب أمراض يمكن علاجها، وبسبب الافتقار إلى الدواء والغذاء. وتزداد المفارقات مرارة وألماً إذا علمنا أن 7% فقط مما ينفق على التسلح يكفي للتخلص من الجوع والفقر الشديدين في العالم أجمع.

في هذا اليوم، اليوم العالمي للسرطان، نتساءل كيف يكون العالم لو أنفق جزءاً مما ينفق في التسلح والحروب على برامج مكافحة السرطان.

نعم، يحق لنا جميعاً أن نتساءل، كيف يكون العالم لو أنفقها على البحث العلمي، والتعليم، ومكافحة الأمراض، وغيرها.
كيف يكون العالم لو أنفق جزءاً منها في صناعة السلام، وإيقاف الحروب بأشكالها وألوانها.
هذه الأسئلة نضعها أمامنا جميعاً، وأمام كل من يؤمن بحق الإنسان في كل مكان وأي مكان بمكافحة مرض السرطان الذي فتك ويفتك بالمجتمع الإنساني في كل أنحاء العالم.





* د. غسان شحرور، طبيب، وكاتب وباحث، عضو الجمعية الطبية الأمريكية في فيينا.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)