shopify site analytics
عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية - تدشين اختبارات الشهادة الثانوية العامة في مديرية جبن بمحافظة الضالع - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة الى اكثر من ٤٣ الف شهيدا - زلازل تضرب تايوان واليابان وإندونيسيا في يوم واحد - إسرائيل تنسق جيداً مع مصر والآن علينا انتظار رد حماس -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أحمد سيف حاشد

الثلاثاء, 05-أبريل-2016
صنعاء نيوز/ أحمد سيف حاشد -


“1”
جبهة ميدي وحرض والطوال كسرت زحوفات 26 يوم..
قتل فيها أكثر من 830 مقاتل للعدوان ومرتزقته مقابل 37 مقاتل يمني..
رقم خسائرهم في الأرواح مصدرها أسراهم لا غيرهم..
شاهدت في عيون المرابطون هناك قدرتهم على كسر المستحيل وانتزاع النصر..
شاهدت لديهم قدرة خرافية على الصمود والانتصار..
والأهم أن لديهم يقينية بالانتصار لم أرَ مثلها يوما من قبل..
هؤلاء القوم لا يهزمون إلا في حالة واحدة لا ثانية لها وهي أن يخذلهم السياسيين في صنعاء.
“2”
وأنت في الطريق من مثلث عاهم إلى مدينة ميدي ثلاثين كيلو متر .. كانت رحلتنا فيها أكثر من مغامرة.. نعم أكثر من مغامرة..
كانت سيارتنا الوحيدة ولا سواها تقطع ذلك الخط .. كان الطيران قد غادر وكان علينا الإسراع قبل عودته والذي لم يلبث أن يعاود التحليق مرة ثانية وثالثة .. فيما الصحراء المكشوفة والمكفهرة تحيط بنا من اليمين واليسار.
كنت أشعر إن السيارة التي تقلنا تسابق الريح بل تسابق الموت الأكيد..
كنت أشعر أن ضربة صاروخ ستقع على رؤوسنا بين فينة وأخرى..
غبطت صديقي محمد المقالح الذي كان يستقل دراجة نارية..
كانت نسبة احتمال أن يقتلنا صاروخ في السيارة التي تقلنا أنا والقاضي عبد الوهاب قطران 85% بل أكثر.
المنطقة عسكرية والطيران والمدفعية تقصف أي هدف متحرك..
أردت أن أتمرد وأنزل من السيارة وأغضب وأطلب دراجة نارية لأن نسبة الخطر لراكب الدراجة تقل إلى الـ 50% ولكن خشيت أن يرميني أحدهم بتهمة الخوف أو تجوس في صدره وصفي بالجبان..
أخترت الموت وآثرته على النجاة..
ذكرت لحظتها بيت الشعر الذي قتل صاحبه على أن لا يرمي عليه قاتله تهمة الجبن والخوف..
ذكرت تلك البيت التي قتلت الشاعر أبو الطيب المتنبي: “الليل والخيل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ” وذلك عندما كاد ينجو من عصابة قطاع الطرق أستفزه القاتل بتذكيره بهذا البيت فعاد شاعرنا وقاتل وقتل .. آثر الموت على أن ينجوا ويكون جبانا لتصير هذا البيت من الشعر قاتل لقائله..
وجميعنا آثر الموت عن النكوص أو الرجوع.
“3”
في الطريق بين مثلت عاهم وميدي تستطيع أن ترى عربات العدوان مجندلة على يمين ويسار الطريق والصحراء..
تشعر أن كل جندلة وحطام عربه تحكي أسطورة بطل يمني هزم تحالف 11 دولة وأكثر..
هذه الصحراء التي يفترض أن كل شروط الحرب والقتال هي لصالح العدوان جوا وبحرا وبرا .. والحسم فيها لصالحه يحتاج إلى معركة يوم واحد لا معركة ستة وعشرين يوم، غير أن ما وجدناه أن أبطالنا كسروا فيها المستحيل، وقلبوا كل شروط وقواعد نصرهم المفترض واجترحوا عالم من المآثر والمعجزات وما فوق الخيال..
أي شجاعة واستبسال الذي يقلب كل مقومات نصرهم المفترض إلى هزيمة نكراء بعرض الصحراء وطولها ؟!!
كنت أتمنى أن أوغل في الصحراء لأرى المزيد غير أن الخطر والوقت لا يسعفنا لمثل هكذا جنون..
كنت أشعر أن كل متر من هذه الصحراء خاض فيها أبطالنا معركة ضروسة قهرت كل تفوقهم وحولته إلى هزيمة لهم وطبعت على جبين الزمن خلودا وانتصارا لا يزول..
كنت اشعر وأنا أنظر الصحراء الممتدة للساحل أن ابطالنا خاضوا فيها معركة وطن وكرامة وتاريخ مجيد..


النائب حاشد
من جبهات الحدود .. ميدي وحرض والطوال (2)
أحمد سيف حاشد

“4”
في المرة السابقة حاول العدوان السعودي وبمعاونة أكثر من 11 دولة فضلا عن المرتزقة ولمدة 26 يوما احتلال “ميدي” واخضاعها لسيطرته ولكنه عاد مكسورا وهو يجر خيبة الدنيا بطول الآخرة.
في ميدي شبابنا يصنعون تأريخ اليمن بدمائهم والروح..
فتية اليمن في ميدي يغلبون كل تكتيكات الحروب وجنرالاتها ومستشاريها وأخر صيحات تكنلوجيا العصر وسلاح الدمار..
العدوان السعودي بعقله البدوي يجرب المجرب ولا يتعلم ويظل يغرق في الغباء حتى النهاية .. هذا ما سيكتبه التاريخ ويسطره أبناء اليمن الميامين..
العدوان السعودي يعدي من معه ويصيبهم بالغباء والخطل مثله مرتين وثلاث..
العدوان السعودي عاود محاولة احتلال “ميدي” أيام متتالية ولم يتعلم من 26 يوما من الزحوفات المكسورة والمثقلة بالهزائم في المرة السابقة..
ستكون هزيمته واقعا وعمَّا قريب درسا قاسيا لمن لا يتعلمون من الهزائم.. ستكون هزيمته ليست بعرض ميدي ولكنها بعرض السماء..
أيام متتالية وفتيتنا تكسر زحوفاته، وستكسره مرارا حتى وإن ظل يحاول إلى ما بعد يوم القيامة .. نحن قوم لا يمل القتال ولا نرضى أمام العدوان غير الانتصار..
اليمنيون في قتال العدوان لا يهزمون ولا يتعبون إنما هم الساسة غالبا من يتعبون ويهزمون ويستسلمون..
كم نحن فخورين بكم أيها الأبطال الأشاوس في جبهة الحدود..
قبل 12 عام كتبت “مستعد أن أبيع جنسيتي بحذاء”..
اما اليوم فسأقول للتاريخ وأكتب: قف أيها التاريخ وسجِّل أنا يمني..
“5”
في طريقنا الى ميدي كانت السيارة التي تقلّنا ورفقتنا تضاعف سرعتها وتجاوزت الدراجة النارية التي تقل صديقنا “محمد المقالح” و الذي كانت معنوياته مرتفعة وكان أشبه بالأطفال الذي يخرجون من بيوتهم ليلعبوا ويتمازحوا تحت المطر المنهمر .. فتركناه يركض خلفنا بدراجته ونحن مسرعين حتى غاب عن النظر.
أما أنا وصديقي القاضي عبد الوهاب قطران فكنّا نحاول أن نسرق خلسة من خطر مُخيم في السماء وننتزع فسحة لنتمازح مع رفقتنا في السيارة المكتظة، وأخبرهم إننا لمخذولين ولا نجاة لنا إلا برب الأنصار .. قطران تاب وصلى وترك في بيته وصية، فيما أنا لم أوصي أو أفكر بوصية، بل رددت بصوت كتوم بيت من الشعر تنسب للشافعي رددها “عبد الحميد الكاتب” عندما تم محاصرته وأميره وأرادا أن يموتا مطمئنين:
“دَعِ الأيَّامَ تفْعَـلُ مَـا تَشَاءُ *** وطِبْ نفسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ”.

وفي الطريق كانت تدهشنا وتخطف انظارنا العربات المحطمة على جنبات الطريق ومدى النظر في الصحراء لعدوان كسره أبطالنا الشجعان باستبسال منقطع النظير وتركوا للعين أثرا وعبرة .. نعم كان الحطام شاخصا وشاهد على انكسار عدوان سعودي مر من هنا.
و قبل أن نصل إلى مدينة “ميدي” سمعنا تحليق طيران العدوان واستشعر السائق القائد المكلف بمرافقتنا بالخطر دون أن يكشف لنا عن مخاوفه، ثم دخل بسرعة طريق فرعية داخل المدينة، وطلب منا النزول سريعا من السيارة، ثم ذهب بالسيارة الى مكان أخر مموه يخفيها تحت ضلاله فيما دليل أخر تولى اكمال مشوارنا راجلين بين الازقة الى الموقع الذي يُفترض أن نصل إليه وفيه عدد من أبطالنا الأشاوس المرابطون فيه.
وما لبثنا بعد عناق أن سمعنا صوت انفجار قريب ظنناه انفجار صاروخ من طائرة استهدفت صديقنا المقالح..
انتابنا قلق شديد وتخيلنا فيها اللحظة .. تخيلنا أن الدراجة النارية التي تقل رفيقنا المقالح قطع محترقة ومتناثرة على جانبي الطريق .. تخيلنا رفيقنا اشلاء مبعثرة ومتفحمة على الرصيف ونحن نحاول بالكاد التعرُّف عليه أو على بقاياه..
صارحنا الشباب الموجودين في الموقع بمخاوفنا وقلقنا الذي لم نعد قادرين على السيطرة عليه، فحاولوا تطميننا إن الانفجار ناتج عن قذيفة مدفعية معادية وليس بصاروخ طائرة وأرسلوا شخصاً منهم لانتظار المقالح والمجيء به إلينا.
وفي اللحظة نفسها كان صديقنا المقالح قد شاهد دخان الانفجار من مسافة، وظن أن سيارتنا قد استهدفها الطيران وأنتابه فزع وتخيل اللحظة التي وجدنا فيها مبعثرين، بعضنا أشلاء وبعضنا يستغيث وقد مزق الانفجار أطرافنا وفيما هو مذهول بالمشهد المروع كان عاجزا عن تقديم ما ينقذ حياة من لا زال منّا حيّا يستغيث ويرجو الحياة..
انها لحظات مروعة عاشها مخيالنا المتوجس والقلق..
وبعد عشر دقائق طل علينا رفيقنا المقالح بهيا وفرحا وأخذنا بعض بالأحضان وكأننا ولدنا من جديد..
حاشد في ميدي

أحمد سيف حاشد1
من جبهات الحدود .. ميدي وحرض والطوال (3)


أحمد سيف حاشد

“6”
وفي “ميدي” وبمجرد وصولنا إلى الموقع الذي كان مموها ومختارا بعناية أستقبلنا المرابطون فيه بحفاوة بالغة ووجدت مسؤول الموقع يناديني: “مرحبا بالقاضي” .. ويستقبلني بحفاوة ويعانقني بحرارة ويغمرني بالمودة وبدأ كأنه يعرفني منذ عشرين عام..
خُجلت أنني لم أعرفه ولم استطع تذكره وكنت خجولا ومُحرجا وقليل الكلام .. ولكنني استشفيت أنه يعرفني من أنشطتي الحقوقية وزيارتي لسجن النصيرية في حجة قبل سنوات، كما عرفت أنه قريب صديقي “عبد الله النعمي” منسق مغامرة هذه الزيارة، والذي كان معتقلا في نفس السجن لسنوات بتهمة “الحوثية”، بل أن المحتفي نفسه قد أمضى هو الآخر فترة في هذا السجن وبنفس التهمة.
أعادني هذا الموقف في لحظة شرود إلى زحمة ذكريات ومواقف مشابهة حدثت لي قبل سنوات في إحدى زياراتي لصعدة .. شعرت إن الجميع هناك يعرفني من حرف سفيان إلى صعدة المدينة فيما أنا لم أعرف أحد..
معرفة تشعر بعمقها واحتفاء لافت بك ودفء ومودة ولقاءات عابرة تترك في النفس دهشة..
شعرت أن الجميع يعرفني ما عدا أنا لا أعرف نفسي .. وأتذكر أنني بٌحت لصديق يرافقني في زحام تلك اللقاءات، وأخبرته أنني لو ترشحت لمجلس النواب في صعدة لحققت فوزاً ساحقاً لا يشبهه إلا ما يحققه الرؤساء العرب في الانتخابات الرئاسية ولكن دون تزوير كما يفعلون.
و في موقع “ميدي” الذي نزلنا فيه أحسسنا نحن والمرابطون فيه بالألفة وأوصر من المحبة والصداقة لا يقلل من شأنها غير خجل يكسوا وجهي لأنني أشعر أنني دونهم بطولة وشجاعة وجُرأة..
كان إحساسي بهم كثيفا ودهشتي لا حدود لها وأنا أسمع مفردات الصمود والتحدي والثقة بالنفس واليقين من النصر..
لم أحسن التعبير بما أردت البوح به وعدت لا كتشف نفسي في لحظة ارتباك ووجدت نفسي متردداً وخجولاً وجل ما قلته لهم وخلاصته “أنتم وكل المرابطون بجبهة الحدود من يصنع اليوم تاريخ اليمن ومجده”.
أخرج لنا أحد المرابطين في الموقع قنبلة عنقودية من كوم يحتفظ به بعد أن تم تحريزها وتأمينها، وأطلعنا كيف نتعامل معها إن وجدنا مثلها وأفهمنا كيف يتم تأمينها.
إن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد شعبنا هي وحدها تكفي لأن تجعل مقاومة هذا العدوان مشروعة وعادلة وضرورية..
استخدام الأسلحة المحرمة دوليا تحمّل هذا العدوان الوحشي والمتخلف تبعات جمة وكبيرة ومسؤولية أخلاقية وقانونية، ولهذا فأن مناهضته ومقاومته واجب من الدرجة الأولى ومُلجئ وفيه ادانه ـ بعد العلم ـ لكل من تحالف معه أو قاتل في صفه أو حرض للاصطفاف معه.
“7”
ظل طيران العدوان يحلق في سماء مدينة “ميدي” وصوته يعكر صفونا؛ فيما المرابطون في الموقع كانوا يحاولون شد انتباهنا بالحديث عن الصمود والإرادة وتحدي العدوان؛ و كل ما يرفع معنوياتنا ومحاولة التخفيف من التوجس الذي يدمدم في أعماقنا ويجوس في كتماننا باحتمال أن يكون الطيران قد رصد مكاننا واحتمال قصفنا..
و رغم هواجسنا كان حديثهم شائق وآسر يسترعي اهتمامنا ويتخلل الحديث الطرائف والضحك والمزاح وخفة الدم..
كان أكثر ما يسترعي اهتمامنا هو معنوياتهم التي وجدت وصفها يفوق الخيال..
كنت أتفرّس في وجوهم وأغوص في تفاصيل قسماتها وأستعجب من عمق هدؤها في لحظة توتر كنا نعيشها ونحاول مداراتها عنهم..
كانت تفاصيل وجوههم وملامحهم تكشف كم هو المقاتل اليمني عظيم..
ربما بدأت سمجا يضيع وقته في البحث عن تفاصيل فيما العنوان يحمل تفاصيله والقناعة بعظمة المقاتل اليمني وبـأسه تترسخ لديك من أول وهلة وأول خلسة نظر..
لمحة نظر تغرقك سبعين ذراعا في عجب يقول: كم هو المقاتل اليمني صنديداً وصبوراً وجلداً في القتال .. يقاتل حتى الرمق الأخير ويأثر الموت ألف مرة دون أن يرجو من عدوه فرجاً أو نجاة..
المثل يقول: “إنما النصر صبر ساعة” فيما المقاتل اليمني مستعد أن يجالد عدوه ويقاتله إلى يوم القيامة، ومحال عليه ألف مرة أن يستسلم أو ينكسر..
في القتال تجد بدوي الصحراء يصرخ ألما من عضة في أصبعه إن غرزت الأسنان فيها أطرافها، فيما المقاتل اليمني لا يصرخ وإن جزيت رأسه لا أصبعه.
المقاتل اليمني صنديد عنيد .. في القتال يشبه الأساطير، وفي التاريخ ملاحم من المجد والمآثر.. شجاعته لا تضارع، يسخر من الموت ويقتحمه في لمح البصر، وقدرته على الصمود والتحدي لا شبيه لها.
بعد عشر دقائق من الحديث وتبادل مشاعر المحبة والكلام سمعنا صفير صاروخ طائرة مر من فوق رؤوسنا ولم نسمع الانفجار .. أخبرونا أنه صاروخ طائرة لم ينفجر..
مسؤول الموقع يطلب من صديقنا “محمد المقالح” أن يتلي وصيته لتسجيلها فيديو ففعل رغم أنه كما أخبرنا قد ترك في بيته وصيته .. ولكن نحن عندها تأكدنا إن مجيئنا إلى “ميدي” مغامرة وعودتنا منها ستكون مغامرة مضاعفة.
حاشد في الحدود

أحمد سيف حاشد1
من جبهات الحدود .. ميدي وحرض والطوال (4)


أحمد سيف حاشد

“8”
لا زالت ثمة طائرة تحوم فوق رؤوسنا كأنها تبحث عن شيء ضائع أو أضاعته .. شعرنا بحذر القائمين على الموقع فيما يخص الخروج والدخول إلى الموقع من قبل المرابطين فيه والمواقع القريبة..
عرفنا من المقاتلين في الموقع أن دقة التصوير في الطائرة تصل إلى “200” بسكل، و هذا يعني أن تصويرها دقيق وبإمكانها رصد أصغر الأهداف وتعقبها و هو ما يحمل المقاتلين على التنكر والتحرك بحذر، و فرادى في أغلب الأحيان، والاعتماد على التمويه الجيد واستغلال أوقات عدم تحليق الطيران.
سمعنا دوي انفجار عنيف وقريب .. شعرنا وكأنه في مكان مجاور .. بل شعرت أنه في بطني لا في مكان مجاور..
أخبرنا مسؤول الموقع إنه صاروخ طائرة، و حاول تطميننا إنه في مكان غير قريب، فيما أخذنا كلامه على محمل المحاولة للتخفيف من روعنا .. ثم أخبرنا بإمكاننا الآن المغادرة لأن الطائرة قد أفرغت حمولتها .. وبالفعل لم نعد نسمع صوتها.
و ما أن خرجنا من الموقع لنتفاجأ باثنين جرحى مغبرين خرجوا من تحت أنقاض المكان الذي أستهدفه قصف الطائرة، وهو مكان قريب وبرفقتهم شابان آخران يبحثون عن إسعاف للمصابين .. وبدأ لي أن المسعفين هم من زملاءهم وأيضا من الناجين أو كانوا في مكان قريب..
كانت الدماء تسيل من وجه أحد المصابين فيما الآخر لحقته اصاباته متعددة و كلاهما بدا لي وكأنهما كانا مدفونين تحت أكوام من التراب منذ سنين، إلا أن الإباء والكبرياء فيهما كانت تصل إلى السماء طولا..
و فيما كانت تستغرقني حالة الذهول وأنا أرى هذا التحدي منقطع النظير والشجاعة الفائقة التي تتحدى ترسانة 11 دولة بقضها وقضيضها ومعهم كل مرتزقة العالم .. كان أحد رفقاء المصابين يقسم بحرقة عميقة وأيمان غليظة أن آل سعود مهما فعلوا ومهما صنعوا لن يكسروا اليمن أو يهزموها، وبدا لي أن نصر هؤلاء الفتية الشجعان ونصر اليمن أيقن من اليقين إن لم يخذلهم أوغاد السياسة..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)