shopify site analytics
الدكتور الروحاني يكتب: (الكوتشينا).. على الطريقة الايرانية..!! - نادي وحدة صنعاء.. تجاوزات بحاجة الى تصحيح !!؟ - منتسبو مؤسسة الثورة للصحافة بصنعاء يناشدون السيد القائد التدخل العاجل - في أحسن فريق *الدراجة الهوائية*..ليست مجرد (لعبة و رياضة) - كتائب القسام أبو عبيدة يتوج بطلاً لدوري طوفان الأقصى - صوت الشباب - ماذا قال خامنئي للعمال خلال "أسبوع العمال"؟ (بمناسبة عيد العمال العالمي) - الشعب العراقي يطالب بطرد سفيرة الشذوذ والبغاء الأمريكية من العراق - هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب - وطن على عجل في سطور -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
 الغضب طاقة من نار ، تحرق الأخضر واليابس ، والشجر والحجر ، والغضبان والمغضوب عليه . فلم تكن الحكمة النبوية الحاضة على الابتعاد ، قدر المستطاع ، عن حياض الغضب ، والهروب بكل جسارة وقوة ، عند ميدان الانفعال ، وردات الفعل المزمجرة الناقمة ، إلا اصدق كلمة ، في التحذير من خطورة الغضب ، وداهية

الجمعة, 27-أغسطس-2010
اسامة جمال الدحدوح -



الغضب طاقة من نار ، تحرق الأخضر واليابس ، والشجر والحجر ، والغضبان والمغضوب عليه . فلم تكن الحكمة النبوية الحاضة على الابتعاد ، قدر المستطاع ، عن حياض الغضب ، والهروب بكل جسارة وقوة ، عند ميدان الانفعال ، وردات الفعل المزمجرة الناقمة ، إلا اصدق كلمة ، في التحذير من خطورة الغضب ، وداهية الانفعال ، ومصيبة التعامل مع الحدث المستفز بردة فعل موازية أو أضخم منها في أسوأ الأحوال . في صلاة التراويح ، بين كل أربع ركعات ، يقف ، في الغالب ، واعظ يرغب الناس في التمسك بالفضائل النفسية الحميدة ، والتضلع منها تارة ، ويرهبهم من الاقتراب من حمى الصفات الإنسانية السلبية المركوزة في النفس البشرية تارة أخرى . وإذا كان الغضب من الصفات السلبية المقيتة التي تعتلج في كل نفس بشرية ، فهي طاقة مدمرة في جميع الأحوال ، لكنها تتفاوت من شخص لأخر ، وتعظم عند رجل ، وتنخفض حدتها عند آخر. واعظنا هذه الليلة كان شابا ، عذب الصوت ، مجودا ماهرا للقران ، اسر قلوبنا بتلاوته الندية خلال الصلاة ، فلما انقضت الركعات الأربعة الأولى ، وقف فينا خطيبا عن الغضب ، وعن اثاره الملعونة على جميع أطراف المعادلة الغضبية . ثم أردف هذه الافتتاحية بقصة واقعية دعمت مقولته ، وخلاصتها التي ما تزال عالقة في ذهني هي : أن شخصاً مُعيلاً ، لم يكن لديه مصدر دخل ثابت ليقيت به أسرته ونفسه ، لجأ إلى البنك ليقترض منه عن طريق المرابحة ، سيارة من احدث الطرز ، ليعمل بها سائق أجرة ، فوافقه البنك إن هو امتثل لشروطه المتعلقة بهذا النوع من المعاملات البنكية ، وعلى رأسها توفير ضمناء يتقاضون رابتهم من نفس البنك ، سعى الرجل جاهدا على تحقيق الشروط ، فاتصل بأقربائه ومعارفه عله أن يجد منهم من يقف إلى جواره، فتمكن من إيجاد ضمين من أصل اثنين . أوشك ، بعد يأسه من توفير الضمين الثاني ، أن يغلق هذا الباب في وجهه، لأنه مل من البحث والتنقيب ، سيما في ظروف عاصرة ، خانقة للاقتصاد المحلي في غزة . سامح هو صديق حميم له ، شعر أخيرا ، بالحالة الصعبة التي يمر بها ، ورغم انه رفض في المرة الأولى التعاطي مع الفكرة ، لكنه راجع نفسه ، واستنشق من عبق هذا الشهر الإيماني ، قيم العطاء الأخوي النبيل ، فضمنه راجياً الأجر من الله تعالى . زغرد قلبه ، وانشرح صدره ، وصار قاب قوسين أو أدنى من امتلاك سيارة لا تجد لها أختاً في المنطقة التي هو فيها ، فهي من احدث الأنواع وأجودها وأغلاها ثمنا. لم يصدق نفسه وهو يقودها متجها بها إلى البيت ، لقد كانت تخلب الأبصار ، ولو رآها الحساد لحسدوها ، استقبله أحفاده ببهجة عارمة ولا كبهجة العيد ، ركنها عند البيت ، أحس بالتعب يلف جسده كعباءة ، أراد تناول قسطا من الراحة ، وقبل أن يلقي بجسده المنهوك على الفراش خرج كالمجنون صوب السيارة عندما سمع قشطاً فيها بالآلة الحادة ، كان خالد طفله الصغير هو الفاعل ، لم يتمالك نفسه أمام المشهد ، لقد فقد صوابه ، وترك للغضب أن يسيطر على مشاعره وأحاسيسه ، فأرعد وابرق وزمجر ، وانهال على فلذة كبده الصغير المسكين بالضرب المسعور ، ولم يكتفي بلكمات يديه الخشنتين ، بل التقط الة من الحديد الصلب كانت على مساحة قريبة منه ، وصار يضربه بها على كلتا يديه بضراوة . فقد طفله صوابه ، وغاب عن الوعي ، فحمله والداه المنزوع الحلم إلى المستشفى على عجل من أمره . ادخله الأطباء قسم العناية المركزة ونطقوا بكلمتين : حالته خطرة . تنزلت رحمة الله على هذا الطفل ، فبدأ يلتقط أنفاسه المفقودة ، ويستعيد وعيه المسلوب . لكنه لن يعود إلى البيت كاملا وسليما كما خرج منه . فالأطباء لم يجدوا سبيلا سوى بتر أصابع من يده اليمنى ، لقد تآكلت من شدة الضربات الحديدية الشيطانية ، وتهشهشت كقطعة بسكويت طازجة . جلس الطفل على سرير المشفى ينظر إلى يده اليمنى بحسرة وألم ، دخل الجاني عليه لزيارته ، كان المشهد مبكيا بحق ، تبادل الأب والابن نظرات تنطق بالفجيعة والكارثة . اقترب من طفله ، كاد أن يقع على الأرض ، تمالك نفسه ، كان صغيرا كنملة أمام براءة طفله ، قال له طفله " بابا رجعلي أصابعي ما بدي اقشط السيارة مرة تانية " انهار المجرم على الأرض ، لكنه استعاد وعيه بعد مدة ، عاد إلى البيت لينتقم من السيارة التي كانت السبب وراء ما حصل ، نظر إليها نظرة استحقار ، جعل يركلها برجله ، ويضرب على ظهرها بكلتا يديه ، تفحص الخدوش التي فعلها خالد ، والعجب الذي أذهله من جديد ، وجعله يبكي بحرقة حارقة ، هو أن الخدوش كانت عبارة عن حروف مضيئة ، كونت جملة صادقة من طفل برئ ، لقد وجدها تتألف من ثلاثة كلمات وهي : بحبك يا بابا .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)