shopify site analytics
الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية - تدشين اختبارات الشهادة الثانوية العامة في مديرية جبن بمحافظة الضالع - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة الى اكثر من ٤٣ الف شهيدا - زلازل تضرب تايوان واليابان وإندونيسيا في يوم واحد - إسرائيل تنسق جيداً مع مصر والآن علينا انتظار رد حماس - القدوة يكتب: الحراك الدولي الرافض لجرائم الإبادة الجماعية - سنا كجك تكتب: إنه الشرف... لكل دولة عربية تستضيف قيادة حماس! - اجهزة الامن في تعز تبحث عن مسلحين هددوا زيد النهاري بالقتل -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور/ سيف العسلي

السبت, 16-أبريل-2016
صنعاء نيوز/الدكتور/ سيف العسلي -



لا شك أن هناك منافسة كبيرة بين الذين يرغبون في الذهاب إلى الكويت من أجل المفاوضات أو النقاشات حول الأزمة اليمنية.. أقول لمن هم كذلك، إن كنتم تبحثون عن الاستضافة الفندقية في الكويت فقد تحصلون عليها. وإن كنتم تبحثون عن النجاة، فلن تحصلوا عليها. وإن بررتم ذلك بالمصلحة الوطنية، فإنكم في ضلال مبين.

فقد جربتم كل ما تملكون، وما تدعون أنكم تملكون، والنتيجة بعد عام من عدم الشرعية فإن البلاد في خطر. اليمن يحتاج إلى قادة صادقين ومضحين وراغبين في إخراج اليمن من وضعه البئيس الحالى. وهذا الأمر يمكن مناقشته في الداخل ولا يحتاج لا إلى وساطة الكويت ولا مباركة السعودية.

وحتى لا يُقال إني متجنٍ على أحد، فإنه لابد من توضيح الأسباب التي حعلتني أحكم عليهم بالضلال، وعلى الاجتماع بالفشل، حتى قبل أن يجتمعوا، وذلك للأسباب التالية.. وعلى القارئ الكريم أن يحكم بيني وبينهم:

أولاً : إن كان هادي وحكومته شرعية، ومن ثمّ فإن تدخل السعودية وحلفائها قد يكون شرعياً، وفي هذه الحالة فإن على "أنصار الله" أن يعترفوا بأنهم انقلابيون، وأن عليهم أن ينفذوا قرار مجلس الأمن 2216 بدون قيد أو شرط، وأن يتحملوا كل النتائج التي ترتبت على انقلابهم. وهذا الأمر لا يحتاج مفاوضات ولا وعوداً كاذبة ولا تضليلاً. وإن كان هادي وحكومته غير شرعي، وأنا أجزم بذلك، فإنه لا يحق التفاوض معه، لأن ذلك تناقض، ومن ثمّ فإن على هادي وحكومته والسعودية وحلفائها تحمل كامل المسئولية على ما حدث من خراب وتدمير للاقتصاد والبنية التحتية وأن يسعوا لنيل العفو والمسامحة من اليمنيين، وأن يتعهدوا بعدم تكرار ذلك. وهذا الأمر لا يحتاج إلى مفاوضات مع أي أحد. فيجب أولاً إيقاف الحرب ببعديها الداخلي والخارجي، والسماح للشعب اليمني أن يقرر مصيره ويختار قيادته الشرعية الجديدة والتي ستتولى المفاوضات مع الجيران.

ثانياً : على اللاهثين للاستضافة في الكويت، أن يدركوا أن الحرب في اليمن لم تكن ضرورية لو تصرفوا بطريقة أخرى. فلو كانوا سعوا أو حتى نادوا بضروة الانتخابات، لما كانت الحرب ستحدث. لكن كل القوى السياسية تخاف الانتخابات؛ لعلمها أنها لن تستحوذ على السلطة، بل إنها قد تفقدها أو على الأقل سيشاركها فيها قوى منافسة لها. فاعتقدت هذه القوى أن حصولها على أكبر قدر من السلطة لن يتحقق إلا من خلال القوة والعنف والحرب، ومن لا يزال يعتقد ذلك، فإنه لن يوافق على وقف الحرب إلا إذا ضمن أن يكون نصيبه من السلطة أكبر من غيره. وإذا لم تعمل الحرب على إعطائه ما يطمع به، فإن المفاوضات لن تمنحه ذلك، فالمفاوضات هي القبول بالتنازلات الضرورية... إن وقف الحرب يبدأ من العودة إلى الشعب.

ثالثاً : فإن كان اللاهثون للاستضافة في الكويت يريدون أن يتباحثوا حول خلافاتهم الخاصة، فالأولى أن يذهبوا للاستضافة في الرياض. بمعنى إن كانت المباحثات والحوارات حول ادعاء كل طرف أن الطرف الآخر يخالفه في الدين أو المذهب أو أي شيء له علاقة بخصوصية كل طرف، فمن الممكن أن تنجح المباحثات. فبحسب علمي أنه حتى الآن لم يغير أحد من المتحاربين دينه ولا مذهبه. فمن كان خلال الحرب كافراً، كما وصفه الطرف المنافس له، فمن حقه أن يتراجع عن ذلك، ولكني أنصح أن يتناقش كل طرف مع أتباعه حتى يكون ما يعرضه على الطرف الآخر ذا مصداقية. لقد خلقتم ثقافة كريهة تقاوم التعايش لا يمكن أن نتخفف منها إلا إذا اعترفتم بأنكم قد ارتكبتم أخطاء.

رابعاً : إن كنتم ستذهبون للكويت لمناقشة القضايا الوطنية، فلابد أن تحصلوا على تفويض واضح وجلي من اليمنيين أولاً، ولا أعتقد أن غالية اليمنيين سيعطونكم هذا التفويض بعد أن تراجعتم عن معظم وعودكم له. فإذا اعترفتم بأخطائكم، فالأفضل لكم أن تتخلوا عن زعاماتكم السياسية. فمن أخطأ في الماضي، فما الذي يضمن أنه لن يكرر الخطأ مرة ثانية. على الأقل يجب أن تتخلى قيادة الصف الأول إلى الصف الثاني.

خامساً : إن المؤشرات الكثيرة تؤكد أن القوى المتحاربة لم تعترف بخطئها ولم تغير موقفها. ومن ثمّ فإنه من المتوقع أن لا ينتج من هذه المباحثات أي اتفاق.. أي شيء، سواءً في الكويت أو في أي مكان آخر، غير ممكن على الإطلاق. فمن يلاحظ الخطاب الإعلامي لهذه القوى قبل الحرب وأثناءها لم يتغير أبداً، بل يمكن القول إنه قد وصل إلى مستوايات عدائية في الوقت الحاضر بهدف تبرير انهزامهم في الحرب وتحميل الطرف الآخر مسئولية ما حدث، ولاشك أن ذلك لا يبشر بخير. فلا تعطوا للشعب أي آمال كاذبة ولا تحملوه أي معاناة لا ضرورة لها.

سادساً : فإن كنتم لا تعبأون بخداع الشعب، فإني أنصحكم أن لا تخدعوا أنفسكم وأتباعكم. إذ أن هناك تناقضاً واضحاً فيما يهدف كل طرف الحصول عليه من محادثات الكويت مما يجعل التوفيق بين هذه الأهداف مستحيلاً ولا يستطيع أفضل دبلوماسي في العالم أن يوفق بينها. وإذا كان من يدير هذه المباحثات فقد المصداقية والقدرة على التعامل مع موضوع معقد كهذا، فمن يؤمل نجاحاً منه فإنه في الحقيقة يخادع نفسه.

سابعاً : أقول للسعودية أن تدرك من خلال تجاربها السابقة والحالية ان لا تخدع نفسها فتتواضع وتتحاور مع الشعب اليمني. فعملاؤها قد خدعوها في الماضي والحالي وسيخدعونها في المستقبل. العبد لا يهمه من يكون سيده وبالتالي فانه لا يمانع ان يكون عبدا لاناس اخرين. الاحرار قد لا يقبلون الاذعان ولكن اذا وعدوا اوفوا.

انه من مصلحة السعودية ان يكون الشعب اليمني حرا وان يختار قيادة حرة. فتكاليف الاختلاف مع الاحرار اقل بكثير من تكاليف الانفاق على العبيد. فإن كانت هذه التفاهمات حول حقوق اليمنيين، فليس من حقكم جميعا ان يناقش ذلك لا سراً و لا جهراً، لا في الرياض او جنيف او الكويت، وانما يتم ذلك بين اليمنيين وفي صنعاء، ثم بين من يفوضهم اليمنيون، اما في صنعاء او في الرياض.

ثامناً : اقول لانصار الله ولغيرهم لا تستطيع ولا يحق للسعودية اعطاءهم اي قدر من السلطة. وكذلك لا يحق لاحد منهم التنازل للسعودية عن اي حقوق من حقوق اليمنيين. فاذا تم تبرئة السعودية من جرائمها في اليمن، فمن سيبني ما دمرته السعودية وقد نجحت في تدمير الاقتصاد والبنية التحتية، وتجزئة البلاد، وتمكين القاعدة، واسقاط الدولة، وتجويع الناس، وقتل الآلاف منهم، وهي التي ستستمر في التدمير ولو بطريقة غير مباشرة. ان من يعطي السعودية اعفاء من مسئوليتها سيتحمل ذلك ولن يقبل الشعب بذلك.

تاسعاً : يجب التعلم من الماضي، فان أي اتفاقيات مع الجارة السعودية لابد ان تكون عادلة وشاملة وواضحة وتحظى بالقبول من اليمنيين او على الاقل من غالبيتهم. فان من يكذب ويخادع في وقت الحرب سيستمر في ذلك بعدها هذا اذا انتهت؟ الم نرَ ان الحرب لا تزال مستعرة ولم تتوقف؟ واي مصداقية لمن يزعم انه سيوقفها؟ ومن لا يوفي بالعهد في الوقت الحاضر فانه لن يوفي به في المستقبل. فمن المنطق القول انه يكون مضطراً للوفاء بعهوده الان من اجل ان يخدع الاخرين. فمن لم يقم بذلك، من باب اولى يفي باي تعهدات بعد ان يحصل على ما يريد.

أقول لهؤلاء، انكم في ضلال مبين وتقودن انفسكم وشعبكم الى الذل والهوان والاحتلال والتبعية والتخلف والمعاناة وكل انواع الاهانة.

لقد كان عليكم ان تذهبوا الى الشعب من خلال التوافق على الانتخابات الرئاسية وتسلموا بالنتائج سواءً أكانت لكم أم لغيركم. فان انهزمتم فسيكون لكم الفخر لانك سلمتم لشعبكم، وان انتصرتم فلن تشحتوا الشرعية والقبول بكم من غير شعبكم. فلماذا لا تفكروا بذلك؟ لانكم في ضلال مبين. ومصير الضلال والمضلين التلاشي مثله مثل السراب يقيعة. وفي حال حصوله فلا تلموا إلا أنفسكم.

# بروفيسور الاقتصاد جامعة صنعاء ـ وزير المالية الأسبق
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)