shopify site analytics
200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري - اليمن تحتل المرتبة 6 بقائمة أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي - نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د.علي الشرفي

الثلاثاء, 24-مايو-2016
صنعاء نيوزLد.علي الشرفي -


*⃣ مسافة الفجوة التي تفصل المجتمعات الإسلامية عن الغربية ليست تلك المساحة الواسعة في الاختراعات العلمية فحسب _وإن كان هذا واحدا منها_ فالجامعات والمراكز البحثية والسبق العلمي شاهد على ذلك .

*⃣ ولا في التفوق الاقتصادي الهائل وإن كان ذلك واضحا للعيان فميزانية بعض الشركات الاستثمارية تعادل الدخل القومي لدولة عربية مستقرة اقتصاديا برمتها

*⃣ ولا في التفوق العسكري فهذا لم يعد خافيا حتى على أطفال الصحراء الغربية، فحينما يضع أحدهم على كتفه بندقية فإنه يفاخر زملاءه بمصدر صناعتها الروسية أو الأمريكية أو حتى الإسرائيلية، ولا يذكر صناعة عربية فضلا عن الأسلحة الثقيلة التي يعرفها أهل الاختصاص .

*⃣ كل تلك الفوارق المادية في الواقع ليست هي كل شيء ولا أهمه على الإطلاق

*⃣ التفوق المتين والذي ربما يكون صادما لكثير من الشباب العربي والذي امتلأت أذنه منذ نعومة اظفاره بعكس ذلك هو (التفوق القيمي والأخلاقي).

*⃣ من طفولتي كغيري كنت أستمع لأستاذي في المدرسة وحتى الجامعة ولخطيب المسجد وربما شاركت في ذلك برهة من حياتي الخطابية ومن إعلامنا الرسمي أن: المجتمع الغربي مجتمع متفوق ماديا لكنه منهار أخلاقيا بل سمعت وما زلت أسمع وأقرأ لأحسنهم طريقة من يبشر تلاميذه وأتباعه بقرب انهيار الحضارة الغربية بسبب انهيارها الأخلاقي .

*⃣ والحقيقة ومن خلال ما شهدته وما سمعته مباشرة غير ذلك تماما .

*⃣ فالأخلاق التي يتحدث عنها من ينظر للغرب بازدراء هي أخلاق ما بين السرة والركبة فحسب. ولا يهمه بعد ذلك أن يكون عنصريا سلاليا (الحوثي) يمارس سلوكا طائفيا أبشع من ألف زاني و زانية.
ولا أن يكون طاغية مخادعا لشعبه سارقا لثرواته لأجل مصالحه الحزبية أو الفئوية أو الشخصية (عفاش) كتصرف أخلاقي هو أسوأ من ألف عاهر و عاهرة.
ولا أن يكون مناطقيا يتعامل مع الآخرين بناء على الهوية واللون واللهجة كتصرف هو أسوأ من فعل ألف سكران وسكرانة (حراك الزبيديع).

*⃣ إن التفوق الأخلاقي الذي يعبر عنه المجتمع الغربي اليوم من خلال السلوك العام للأنظمة وسلوك أغلب أفراد المجتمع مع الأقليات ومع اللاجئين ومع الألوان المختلفة دينيا وثقافيا لهو أكبر أنواع التفوق الحضاري وأهمها.

فالحقوق والواجبات المتساوية داخل المجتمع من رئيس الدولة إلى عامل النظافة فيها صورة أخلاقية ناضجة. وعندما يأتي اللاجئ فيمكث شهورا تنفق عليه الدولة ليعيش حياة كريمة في مسكنه وغذائه ودوائه وتعليمه وفي حقوقه السياسية والمجتمعية بل وفي سلوك أفراد المجتمع معه لا يمنعه من ذلك لحيته التي تبدو مخيفة لبعضهم ولا حجابها الذي يبدو غريبا عن عاداتهم ولا لون بشرته الذي يميز الدخيل عن غيره.

حينما كنا في رحلة سياحية مع بعض الشباب ودخلنا حدود أربع دول أوروبية ولم يسألنا أحد عن هوية ولا جواز ولا دين. لقد مررنا وفي الطريق عشرات الخمارات وعشرات الملاهي. لكن تلك المرأة أو ذلك الرجل الذي يخرج من البار أو الملهى يمر بجوار الطير فيطعمه والغريب فيبتسم في وجهه. كانت ذاكرتي ونحن نشاهد جمال أخلاق الإنسان الذي انعكس على الطبيعة حينها تستعيد بعض الذكريات حينما انتقلت مع عائلتي إلى أحد أحياء صنعاء الأصلية وكنت استمع لبعض أهلها الأصليين وهم يشيرون إلي أو إلى أخي الصغير فيقولون هذا (دخيلة).
وكان قلبي يتألم حينما كنت أتذكر أني دخلت يوما محل دراجات هوائية في المكلا وحين سألت البائع عن ثمنها؟ قال: ليست للبيع ، وبحسن نية تعاملت معه بعفوية وصدق. وبقي السؤال في نفسي: لم يفتح المحل إن كان لا يبيع؟
وعند خروجنا سألت صديقي البريكي من شبوة: لم لا يبيع ؟
تبسم وقال: لقد همس في أذني وقال: لا أريد أن أبيع لدحباشي.
مجتمعات تشعرك بالقرف إلى درجة التقيؤ على وجوه بعضها.

*⃣ ما يحصل في الغرب من ثورة في القيم والأخلاق كانت وما زالت ترتكز على قداسة الإنسان بل وقداسة الحياة برمتها.

*⃣ في كل يوم أذهب فيها إلى المسجد في ألمانيا أشاهد النهر الذي يجري تحت نافذته والطيور مختلفة الألوان والاحجام والأنواع تتحرك على ضفافه، يأتي الأطفال فتكون لعبتهم المفضلة معها هي هدايا الخبز والابتسامة والتقاط السيلفي معها.

*⃣*⃣*⃣ التفوق الأخلاقي الإنساني هو خلاصة بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .

ما لم يكن تنافسنا حضاريا قائما على منظومة القيم والأخلاق الإنسانية فإن مجتمعاتنا ستبقى في مكانها الذي تقبع فيه الآن ليس عند ذيل القافلة فحسب بل خارج خط سير القافلة. •¤☆●♡■
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)