صنعاء نيوز\د/عبدالعزيز المقالح -

كل مسلم أن يضع تصوره الخاص عما كان عليه حال المسلمين في شهر الصوم وفي حياة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام ، ولكن الصورة الجامعة والمنتـزعة من خلال التأمل والنظر الطويل في حياة ذلك النفر من المؤمنين بقيادة حامل لواء الهداية؛ تجعلنا نخرج بتصور يتنافى عكسياً، وطرداً عما عليه حالنا اليوم، فقد كانوا يتهيأون لاستقبال هذا الشهر الكريم بمزيد من الاستعداد للتقشف، والاستجابة لما تقتضيه هذه الفريضة من استشعار حقيقي لجوع الجائع وحاجة المحتاج ، ولن يتم ذلك إلاَّ بتقليل المأكل والاقتصاد في تناول الوجبات، فالذي كان يأكل ثلاث وجبات صار يكتفي بوجبتين، والذي يأكل وجبتين صار يكتفي بوجبة واحدة ، فقد كان شهراً لمعاناة الجوع ولممارسة التقشف والتفرغ للعبادة، والعمل الجاد في حقول الحياة المختلفة، ولم يكن شهراً للترفيه والتنوع في المأكولات والمشروبات كما يحدث الآن للأسف الشديد.
ترشيد الاقتصاد :
هذا هو عنوان المرحلة ليس في بلادنا وبقية الأقطار العربية فحسب، وإنما في أنحاء العالم بما فيه الدول الغنية الكبرى، التي عاشت حالات من الرخاء غير المسبوق ، فقد باتت كلها - وبدون استثناء - ترفع شعار الترشيد، وتسعى إلى تفادي آثار الأزمة المالية التي تكاد تمسك بخناق الشعوب، وتجعلها جميعاً تدخل في قائمة الفقر ، ونحن في هذا البلد أحوج إلى ما نكون إلى الترشيد وإلى إصلاح الوضع الاقتصادي، والاستفادة من الإجراءات التي يتخذها الآخرون في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ولعل أول ما ينبغي اتخاذه، البدء في منع استيراد الكماليات التي تغري المواطن حتى الفقير في شرائها، والاندفاع وراء بريقها الخادع ، ومن يدخل إلى أقرب (سوبر ماركت) يصاب بالهلع لكثرة الكماليات المعروضة، والتي لا حاجة للمواطنين إليها، وتكاد تصل إلى تسعين في المائة مما تعرضه المتاجر الكبيرة والصغيرة ، يضاف إلى ذلك عدم ضبط الأسعار، والضرب بيد من حديد على من يخالفون التسعيرة وفي المواد الغذائية بخاصة .
المسلسلات المحلية :
كما يحدث في بقية الأقطار العربية من ارتفاع حمىّ المنافسات الدرامية ، ووصولها في بعض السنوات إلى مستوى الحرب ، فإننا بما توفر لنا من أنشطة محدودة في هذا المجال، نحاول الاقتراب من أجواء هذه المنافسات ولو على الصعيد المحلي ، وهي خطوة أساسية لا بد منها للارتقاء بهذا الفن، ولا أخفي أن المسلسلات التي تقدمها الفضائيات اليمنية تكشف عن مواهب رائعة في التمثيل والكتابة والإخراج ، وأن بعض الممثلين والممثلات باتوا على درجة عالية من الأداء والقدرة على الإقناع ، ويبدو لي أن مكتبة الفضائية الأولى تحتفظ بكثير من النصوص الدرامية المجمدة . ومنها نص غاية في الاكتمال لصاحب مسلسل "الفجر" الشهير الصديق الدكتور أحمدالحملي . وعنوان هذا النص الدرامي كما لا زلت أتذكر (سنوات الجمر) وكنت قد قرأته منذ سنوات، وما زلت أنتظر الإفراج عنه، وإعطاءه ما يستحق من عناية في التمثيل والإخراج .
تحية خاصة لإذاعة صنعاء:
مهما تكاثرت الفضائيات وزادت أساليب الإغراء والاستقطاب في هذه الوسائل، يبقى للإذاعة سحرها وجاذبيتها وقدرتها الفائقة على المنافسة ، وما تزال في الطليعة في ما تقدمه من برامج متنوعة، ومن مسلسلات إذاعية تشد جمهوراً واسعاً في المدن ، أما في الريف فتكاد تكون الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم وفنونه ومتغيراته .

الدكتور أبوبكر البابكري وروايات علي أحمد باكثير التاريخية :
في المئوية الأولى لميلاد الشاعر والروائي والمسرحي الكبير الأستاذ علي أحمد باكثير، صدرت مجموعة من الكتب ، لكن كتاب الدكتور أبوبكر البابكري الأستاذ بكلية الآداب جامعة صنعاء قسم اللغة العربية (روايات علي أحمد باكثير التاريخية : مصادرها .. نسيجها الفني .. اسقاطاتها ) يظل فريداً في عمقه وتتبعه . والكتاب خلاصة رسالة جامعية تقدم بها الكاتب لينال درجة الماجستير، وقد تمحور البحث حول خمس روايات هي : سَلاّمة القس ،
وا إسلاماه ، والثائر الأحمر ، وسيرة شجاع ، والفارس الجميل . الكتاب من أوائل إصدارات جامعة صنعاء ويقع في 315 صفحة .

تأملات شعرية :
كطيفٍ من الضوء
مرّ سريعاً
على الأرض
أهدى لبعض النفوس سلاماً
وأيقظ أفئدة خامدهْ .
أيها الطيف :
يارمضان الذي ارْتَعَشَتْ في معارجِ رحمته أنفس المؤمنين
سلامٌ عليك ،
سلامٌ لأيامهِ الخالدهْ .