صنعاء نيوز/ أحلام القبيلي -
يوميات صائم

وقفت أمام بائع الخضروات

وإذا بطفلة لاتتجاوز العاشرة من العمر تقريبا
تطلب من البائع(بخمسين بامية و خمسين كوسا)
والبائع يرد عليها قائلا(مافيش بخمسين بامية؟)

وتكرر الطلب والبائع يكرر نفس الرد
سألته :
ماذا تريد هذه البنت؟

قال:تشتي بخمسين بامية؟ ومافيش بخمسين

قلت له:
اعطها ما تريد
هات لها بطاط وطماط وباميه وكوسا.

فالتفت إلي بعزة نفس و أنفة و عقد عقدت حاجبيها وقالت:
لوسمحتي لا
قلت لها : لو سمحتي أنتي
ولكنها رفضت بشده ولم تضعف امام توسلاتي لها
وامام اغراء الخضروات التي تريدها ولا تستطيع شرائها
وتكرر قولها (لو سمحتي*)

شعرت بغصة ذبحتني و حرقة في القلب أوجعتني

كم من مسؤول يتسول ويشحت من بلد إلى بلد
وكم من جهات تتسول و تشحت
وكم من احزاب تتسول وتشحت
بأسم الوطن وبأسم الدين وبأسم الحقوق
و الإنسانية
وبأسم هؤلاء المطحونين
الذين يحلمون برغيف عيش ربما لم يجدوا ما يغسموه به غير الدموع

بل ان التسول والشحاته هي العمل الوحيد الذي يجيده كبراء هذا البلد
من ساسة وعلماء
و رجال إعلام وحقوقيون وناشطون

والطيب منهم
والمحترم فيهم
والصادق الامين
هو من يتسول ويشحت ويوزع ما يحصل عليه بأمانة على المستحقين

إلى متى سنظل نشحت يا وطن؟؟