shopify site analytics
القدوة يكتب: الإبادة والانتهاكات الخطيرة بحق الإعلام الفلسطيني - فضيحة: الانتقالي الجنوبي يصرف 1000 ريال سعودي لكل مشارك - الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته "قلبي ماني ناسي - قضم الأظافر عند الأطفال - نجدد عهدنا في يوم شهادة زعيمنا..! - رزمة واحدة من القرارات والقوانين - فلسطين، خنجرٌ في الظهرِ ولكن بدموع التماسيحِ لأجلهِ! - اعادة فتح التحقيق في مقتل شكري غانم رئيس وزراء ليبيا السابق - التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د . سيف العسلي

الثلاثاء, 19-يوليو-2016
صنعاء نيوز/ د . سيف العسلي -
ــ وزير المالية اليمني الأسبق، البروفيسور سيف العسلي، يكتب لوكالة خبر، رأيه وقراءته الخاصة للحدث التركي.. خلفياته ومآلاته، داعيا اليمنيين من زاوية خاصة إلى قراءة "الدروس" والإعتبار منها.

في البداية أتقدم بدعائي بالرحمة والشفاء لمن قُتل أو جُرح في هذه الأحداث، واعتذاري لهم. وأقول لهم إن ذلك، من وجهة نظري، ثمن ضئيل تم دفعه من قبلهم مقابل النتائج الإيجابية الكبيرة لهذه الأحداث سواءً في الآجل القصير أو الطويل.. وسواءً لتركيا أو للمسلمين والعرب ودول العالم الثالث.

سبب سروري هذا، ليس حقداً على أردوغان ولا حباً للعسكر، وإنما لقراءتي لمآلات هذه الأحداث، والتي من أهمها التالي:

أولاً: لقد كانت هذه الأحداث اختباراً ناجحاً للشعب التركي الذي هبّ للانتصار لنفسه وديمقراطيته قبل أي اعتبار آخر. فتركيا في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين غير تركيا في العقد الثاني من القرن العشرين. لقد تعلمت من تجاربها مع العلمانيين المقلدين للغرب، ومع الإسلامين الباحثين عن السلطة بأي ثمن، ومع العسكر المدافعين عن مصالحهم الخاصة.

لقد رفضت تركيا الحديثة كل ذلك، فأعلنت وبصوت عالٍ أنها تعرف مصالحها ولا تحتاج إلى من يعلمها ذلك. فعلى القوى السياسة كلها أن تسعى لتطبيق المصالح التي يحددها الشعب التركي وبالطريقة التي يحددها وليست تلك المصالح التي تدعيها.

ثانياً: لقد أعطت تركيا بتصرفها على هذا النحو أملاً كبيراً لكل الباحثين عن التحديث والحرية والعدالة في العالم العربي والإسلامي. فالأمور لا تستمر على حالها إلى ما لانهاية... فقد تغيرت الأمور في تركيا في أقل من عقدين من الزمن. لم يكن هذا التغيير بسبب أردوغان ولا غيره، وإنما بسبب عدد كبير من العوامل التي تفاعلت مع بعضها البعض وأثمرت هذه النتائج التي ما كان أحد يتوقعها.
الدكتور/ سيف العسلي
الدكتور/ سيف العسلي

فعلى العرب والمسلمين أن يتعلموا أهم الدروس من ذلك، ومن أهمها: أن العنف سواءً من خلال الانقلابات أو الحروب أو الثورات لا يعمل إلا على زيادة الأمور سوءاً. لكن الصبر والتوعية واستغلال كل الظروف التي تفتتح أفقاً جديداً وتسمح بالحوار، أياً كان، تؤدي إلى نتائج إيجابية بأقل التكاليف وبأسرع وقت.

فينبغي على الجميع أن لا يراهن على الانقلابات ولا على الحروب، أي على القوة، ولا على الثورات لتغيير الأوضاع المأساوية بعد الآن، وفي أي مكان كان في العالم. وبدلاً عن ذلك ينبغي الانخراط بالحوار وطرح الرؤى الجديدة وتركها تتفاعل مع نفسها وهي التي ستحدد طرق التغيير والزمن الضروري له.

ثالثاً: على الجيش التركي وكل الجيوش إدراك أن دورها قد تغير. فلم تعد هي التي تحدد طريقة إدارة الناس لأنفسهم. إنها دربت على القتل من أجل حماية الوطن، ومن يكن هذا حاله فإن عليه أن لا يطمح إلى بناء الوطن.

في العصر الحديث يبني الأوطان من تخلصوا من الحقد والعنف والقتل لصالح التسامح والتصالح والتعايش. فلا يوجد في العالم أية طريقة يمكن الجمع بها بين هذه القيم. ولذلك فإن على العسكر، في كل مكان، أن يدركوا ذلك وأن يتدربوا على القيام بما يوكل إليهم وترك المدنيين يديرون شئونهم من غير تدخل.

رابعاً: على أردوغان وحزبه الحاكم أن يدركوا حقيقة ما جرى. لقد كان من المفترض أن لا يكون هناك انقلاب ولا حتى انقلاب فاشل ولا حتى التفكير به. ولأنه قد حدث، فإن ذلك يشير إلى أخطاء ارتُكبت دون أن يبرر ذلك للانقلابين ما قاموا به.

ما كان لأحد أن يفكر بالانقلاب لولا الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها أردوغان وحزبه.. فعلى سبيل المثال، فإن أردوغان قد تحايل على حزبه عندما أظهر أنه يلتزم بلائحته، أي أن لا يرأس الحزب والحكومة لأكثر من فترتين.. ولكنه، بالمقابل، ارتكب خطأً فادحاً أكبر منه.. فقد حول الرئاسة الشرفية إلى رئاسة فاعلة مخالفاً للدستور والأعراف السائدة. فوفقاً للدستور التركي الحالي فإن منصب الرئيس هو شرفي ويمثل كل القوى السياسية، في حين أن رئيس الحكومة هو الذي يمارس السلطة ويحاسب عليها من قبل البرلمان.

فقد حاول أردوغان أن يكون رئيساً مفتوحَ الصلاحيات وغير قابل للمحاسبة. أقول له، إن عليه أن يرحل من أجل أن يجنب نفسه عاقبة سيئة وخصوصاً أنه قد خدم بلده في الماضي بشكل جيد، ومن أجل حزبه، ومن أجل تركيا الحديثة.. فان لم يفعل، فإن عليه أن لا يتوقع أن يهب الشعب التركي لنجدته، بل إنه سيسقطه وحزبه من خلال الانتخابات.

اللهم اهدنا في اليمن لقراءة هذه الدروس، والاعتبار منها.. فلن يخرج اليمن من أزمته إلا اليمنيون سواءً من خلال الانتخابات أو من خلال إسقاط من يعارضها ويجبرونهم على ذلك.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)