shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - تمكين الشباب من صناعة مستقبلهم بأنفسهم ضرورة لإحراز التقدم على صعيد التنمية وتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية

الأربعاء, 30-نوفمبر-2016
صنعاء نيوز -
التنمية الإنسانية العربية للعام 2016: تمكين الشباب من صناعة مستقبلهم بأنفسهم ضرورة لإحراز التقدم على صعيد التنمية وتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية
29/11/2016

بيروت - تستطيع البلدان العربية تحقيقَ طفرة حقيقية في التنمية، وتعزيز الاستقرار، وتأمين استدامة تلك المكاسب إذا وضعت على رأس أولوياتها الملحة تبني سياسات تضمن الرفاه، والإنتاجية، وحرية تقرير المصير والمواطنة الصالحة لشبابها، وفقاً لتقرير التنمية الإنسانية العربية 2016: الشباب وآفاق التنمية في واقع متغير الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقالت صوفي دي كاين، القائم بأعمال مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "أظهرت موجة الانتفاضات التي اجتاحت المنطقة العربية منذ عام 2011 ما عاد من الممكن التعامل مع الشباب في المنطقة العربية باعتبارهم معالين غير فاعلين أو جيل في الانتظار"،

وأضافت، "شباب اليوم أوفر تعليماً، وأوثق اتصالا بالعالم الخارجي وأكثر حراكا من أي وقت مضى. ويمكن للدول العربية أن تعظم استفادتها من العائد الديمغرافي المتمثل في شبابها إذا ما وجهت استثماراتها إلى تعزيز قدرات شبابها وفي توسيع حيز الفرص المتاحة أمامهم."

ولم يسبق أنْ شهدت المنطقة العربية مثلُ هذه الحصة الكبيرة من الشباب ضمن سكانها؛ فالشبابُ في المرحلة العمرية 15 - 29 يمثلون اليوم نحوَ30 في المئة من السكان، أو نحوَ 105 ملايين شخص. وبما أن عمر حوالي 60 في المئة من سكان المنطقة يقل عن سن الثلاثين، يتوقع التقرير أن يظل لهذا الزخم الديمغرافي الشبابي أهمية حاسمة على مدى العقدين القادمين على أقل تقدير.

خليفة تنموية غير مواتية

تقدم متباطئ على صعيد التنمية البشرية: يشير التقرير إلى أن جميع الدول العربية زادت مستوى إنجازها على صعيد التنمية بين عامي 1980 و2010 وفقاً لقياسات مؤشِّرُ التنمية البشرية، مدفوعاً بشكل أساسي بما تحقق من مكاسب في مجالي التعليم والصحة، فيما تخلَّف الدَّخلُ بالمقارنة مع اعتبار التباينات الواسعة بين مختلف الدول العربية. ومؤشِّرُ التنمية البشرية هو دليل يقيس رفاه الإنسان بمدى التقدم المحرز في ثلاثة مجالات: العيش حياة طويلة وصحية، وتحصيل العلم والمعرفة، والتمتع بمستوى معيشي لائق.

ولكن التقرير يبين كذلك أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في 2008-2009، إلى جانب عدم الاستقرار السياسيمنذ العام 2011، كان لهما وقعٌ سلبي على حال التنمية في المنطقة، فهبط متوسط معدل النموِّ السنوي لمؤشِّر التنمية البشرية بمقدار النصف بين الأعوام 2010-2014 مقارنة بقيمته في الفترة 2000-2010.

فجوة عدم المساواة تتعاظم: تظهر تحليلات التقرير لبيانات مؤشِّر التنمية البشرية أن البلدان العربية تشهد ارتفاعاً مطًرداً في مستويات عدم المساواة. ففي المتوسط، تعاني المنطقةُ خسارةً قدرُها 24.9 في المئة عندما يُعدَّل مؤشِّرُ التنمية لأوجُه عدم المساواة، وهو أعلى من متوسط الخسارة العالمية البالغِ 22.9 في المئة. وتتسع فجوة عدم المساواة في مُكوِّن التعليم لمؤشِّر التنمية المعدَّل لعدم المساواة (نحو 38 في المئة).

النزاعات تتزايد: يُدمِّر النزاعُ المسلح نسيجَ المنطقة العربية، مسبِّبًا خسائرَ في الأرواح، ليس بين المقاتلين فحسْب ولكنْ أيضًا، وعلى نحوٍ متزايد، بين المدنيين. وتقوض النزاعاتُ أيضًا مكاسب التنمية الاقتصادية التي تم تحقيقها بجهد جهيد، بتدميرها للمواردَ الاقتصاديةً المنتجة، ولرأس المال، وللعمالة؛ ويتوسع مدى تأثيرها ليشمل كافة الدول المجاورة لأراضي الدول التي تُخاض فيها النزاعات. وبين الفترة 2000-2003 و2010-2015، ارتفع عددُ النزاعات المسلحة والأزمات العنيفة التي شهدته المنطقة من 4 إلى 11، كما أصبحت معظمها نزاعات طويلة الأمد.

وبينما يمثل سكان المنطقة العربية ما لا يزيد عن 5 بالمئة من سكان العالم، شهدت المنطقة 17 بالمئة من مجموع النزاعات في العالم بين العام 1948 و2014، و45 بالمئة من مجموع الهجمات الإرهابية في العام 2014 وحده. وفي العام نفسه أوت المنطقة العربية 47 بالمئة من مجموع النازحين داخلياً و57.5 من مجموع اللاجئين على مستوى العالم بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين الذين شردهم أحد أطول الاحتلالات أمدا في التاريخ الحديث.

الإقصاء وغياب المساواة يواصلان إحباط الشباب

بهذه الخلفية يوثق التقرير المعوقات الكبيرة التي يواجهها الشباب الساعين لتنمية أنفسهم في تعاملهم مع نطاق واسع من مؤسسات المجتمع عبر المنطقة العربية، والتي تؤدي إلى إقصائهم بأشكال متعددة على الأصعدة الثقافية، والاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية.

معدلات مرفعة من البطالة: يحذر التقرير من أن العجز في ترجمة التقدّم الذي أحرزته المنطقة العربية في مجال التعليم إلى فرص عمل لائق للشباب بالسرعة المطلوبة لمواكبة التزايد السكاني، لن يحرم المنطقة من العائد ديمغرافي الكبير الممكن فحسب، بل إن من شأنه أن يؤجج التوترات الاقتصادية والاجتماعية عبر المنطقة كذلك.

ففي العام 2014 تجاوز معدل البطالة لدى الشباب في المنطقة العربية (29.73 بالمئة) ضِعف المتوسط العالمي (13.99 بالمئة)، ومن المتوقع وفقاً للتقديرات أن تزداد الهوة في المستقبل القريب. كذلك يحذر التقرير من أن الاقتصادات العربية قد تعجز عن توليد 60 مليون وظيفة من المتعين توفيرها بحلول عام 2020 لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل، حتى يمكن تحقيق الاستقرار في معدلات البطالة.

مشاركة سياسية ضعيفة: يؤكد التقرير بروز الشبابُ كقوّةِ تحفيزٍ على التغيير في المجتمعات على مدى السنوات الخمسة الماضيّة، إذ رفع المزيدُ والمزيدُ من الشباب في المنطقة العربيّة أصواتَهم ضدّ الإقصاء الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والسياسي، وأبرزت الانتفاضاتِ التي كان الشباب في طليعتها الحاجةَ الملِحّة للإصلاح. ولكن التقرير ينبه إلى أن المشاركة السياسية لدى الشباب تظل مقصورة في أغلبها على قنوات المشاركة غير الرسمية، على الرغم من عدم وجود حواجز قانونية أو مؤسسية تحد من مشاركتهم من خلال القنوات الرسمية. فيبين التقرير أن نسبة مشاركة الشباب في التظاهرات في العام 2013 تجاوزت 18 بالمئة مقارنة بـ 10.8 بالمئة في البلدان ذات الدخل المتوسط، بينما كانت نسبة التصويت لدى الشباب في المنطقة العربية هي الأدنى عالميًا إذ بلغت 68.3 بالمئة مقارنة بالبلدان ذات الدخل المتوسط والتي بلغت فيها ذات النسبة 87.4 بالمئة.

استمرار وانتشار التمييز ضد المرأة: يذكر التقرير بما أكدته تقارير التنمية الإنسانية العربية السابقة –وبخاصة تقارير الأعوام 2005 و2009—ويشدد على أن التمييز المتجذِّر في معتقداتٍ وتقاليدَ ثقافيةٍ عفا عليها الزمن في تربية الأطفال، والتعليم، والهيكليّاتِ الدِّينية، ووسائلِ الإعلام، والعلاقاتِ الأُسَرية، جنْبًا إلى جنْبٍ مع مجموعةٍ كبيرة من العقبات القانونية، يمنع النساءَ من تنمية قدراتِهنَّ ومن استخدامها إلى أقصى حدودها.

أقلية في بؤرة الاهتمام: المتحولون من الإحباط إلى الراديكالية

هذه العوامل كلها تجتمع لتعمق شعوراً عاماً بالإقصاء وانعدام الفرص يسود بشكل كبير في العديد من أنحاء المنطقة العربية. وتتّسم حياةُ العديد من الشباب بغلبة مشاعر الإحباط، والتهميش، الاغتراب، تعيق قدرتهم على اتخاذ الخطوات الضرورية والتعاطي مع المؤسسات الاجتماعية اللازمة لتحولهم لحياة البالِغين بطريقةٍ مُرضية.

وبناءً على نتائج لاستقصائيات رأي أجريت مؤخراً، يؤكد التقرير أن الغالبية الساحقة من الشباب في المنطقة العربية ليس لديها الرغبة في الانخراط في جماعات أو أنشطة متطرفة أو عنيفة، كما أنهم ينبذون العنف ويعتبرون الجماعات المتطرفة جماعات إرهابية.



لكنّ التقرير يلاحظ أن الأقليةَ التي تتبنى العنف، وتُقبل على المشاركة في جماعاته التي تدّعي النضال من أجل التغيير، قد تزايدت أنشطتها. وبسبب التقارُب المتزايد بين المسارات التي يتحول الشباب من خلالها من حالة عدم الرضى إلى حالة التطرف في الدعوة إلى التغيير –أو الراديكالية—ومن ثم إلى الانخراط في أفعال عنيفة بالنسبة لبعضهم، يتواصل نمو الراديكالية والتطرّفُ العنيف وتتسارع خطاهما في إلحاق أضرار هائلة بالمجتمع العربي.

ما يقترحه التقرير: نموذج تنموي جديد وجدير بالشباب

يري التقرير أن شباب اليوم يحمل على أكتافهم عبءَ إدارة دَفّة الحياة من أجل ضمان البقاء لأنفسهم؛ ولكنهم من خلال أفعالهم وخياراتهم اليوم فهم يرسمون كذلك خريطةَ المستقبل لجيلهم وكذلك للأجيال القادمة. من ثم، في هذا السياق، يعتبر التقرير أن الدعوة إلى تمكين الشباب في المنطقة العربية، ليست دعوةً إلى تقديم الدعم لجيل الشباب، بل هي دعوةً إلى التمكين من أجل إعادة بناء المجتمعات العربية برمتها والتوجّهِ نحو مستقبلٍ أفضل.

فوفقاً للتقرير، كشف فيضان أحداث عام 2011 عن وجودَ ثلاث أزماتٍ رئيسية ومتشابكة في المنطقة العربية ترتبط بطبيعة الدولة، والنماذج الاقتصادية السائدة، والبنية السياسية. وفي حين ينحصر الاهتمام على أرض الواقع غالبا في السياسة، يرى التقرير أنّ التقدمَ على مدى السنوات العشر القادمة سيعتمد على نجاح التحرّك على مستوى الأبعاد الثلاثة مجتمعة. والحلولُ لكلٍّ من تلك الأزمات الثلاثة معروفةٌ جيدًا كما يقرر التقرير، ولكن تحدي تطبيق تلك الحلول بنجاح يكمن في المنهج الذي يجب اتباعه لإحداث التغيير وفي تسلسل خطواته، وضمان دور واضح المعالم للشباب في التغيير.

يدعو تقريرُ التنمية الإنسانية العربية 2016 إلى تبني نموذجِ تنميةٍ ذي تَوجُّهٍ شبابي، يُركِّز في آن واحد على بناء قدرات الشباب وتوسيعِ الفرص المتاحةِ لهم. ويتطلّب بناءُ القدرات إصلاحًا في السياسات والخدمات الأساسية التي تُؤثِّر في تعليم الشباب، وصحّتِهم، واستعدادِهم لسوق العمل وقدرتِهم على كسب لُقمة عيشهم.

أما توسيعُ الفرص فيتناول تحدِّياتٍ أكبرَ تُواجه الشبابَ على المستوى الكُلِّي فيما يحاولون المشاركةَ الفعّالة في المجالات السياسيةِ الرسمية، والتعبيرَ عن آرائهم، وممارسةَ حقِّهم في المساءلة المدنية؛ وفيما يُكافحون البطالة، محاولينَ إيجادَ وظائفَ مستقرّةٍ ولائقة. ويتناول هذا الجانبُ أيضًا مختلفَ أشكال عدم المساواة، سواءٌ على أساس الجنس أو العِرق أو الدِّين أو غيرِ ذلك، والتي قد تُعيق الشبابَ عن تحقيق كامل إمكاناتهم.

ويعتبر التقريرُ تحقيقَ السلام والأمن على الصعيدَين الوطنيِّ والإقليمي شرطًا أساسيًّا لبناء مستقبلٍ جدير بالشباب، ويرى أن الشباب أنفسهم يجب أن يكون لهم دور أساسي في جهود بناء السلام في ضمان سلام مستدام.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)