shopify site analytics
كتب المفكر العالمي والفيلسوف الفرنسي راجوي غارودي - القدوة يكتب: عواقب خطيرة بعد السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح - التراجع عن مواصلة غزو رفح أو إغلاق البحرين الأحمر والأبيض واجتياح - احباط عملية تهريب كميات كبيره من الحبوب  المخدرات بعمران - ضبط بضائع ومبيدات وأدوية مهربة وفاسدة بصنعاء - حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لمتحف مؤقت - الجريمة الإلكترونية في الشريعة الإسلامية في اليمن - فساد العقول: قنوات الأطفال الفضائية تُسمم المجتمع - اجتماع هام لبحث إكمال وتجهيز مبنى كلية الحاسبات بجامعة ذمار - مطالبه باطلاق سراح المهندس المليكي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  بقلم أحلام القبيلي

الأحد, 08-يناير-2017
صنعاء نيوز/ بقلم أحلام القبيلي -


سألتُ أمراة متزوجة بل و جدة ذات عقل وخلق "
هل تستطيع المرأة العيش مع رجل لا تحبه"؟
قالت" نعم
بل وإن أسعد البيوت التي لم تبن على الحب, والزواج بدون حب أسعد زواج, والزواج مع وجود الحب عذاب

قلت: لها كيف؟

قالت:
لأن الحب يخلق الغيرة
والغيرة تجلب الشك والتحسس من ابسط المواقف
والتألم لكل صغيرة وكبيرة
وقد أصابت بكلامها بكبد الحقيقة

فإذا كان الحب الرومانسي وحده هو ما يربط بين الزوجين فإن بيتهما يشبه بيت العنكبوت
" وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون"

وقد تسعى المرأة أو الرجل لهدم تلك الأسرة لأتفه الأسباب.

أما إذا كانت الرحمة وحسن العشرة هما أركان العلاقة بين الزوجين,
وكان الهدف الرئيس من الزواج بناء اُسرة وإستقرار و ستر " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"
فان العلاقة ستكون أقوى وأبقى وأنجح
فألاهم من الحب التوافق والأحترام المتبادل والمعاشرة بالمعروف , فالزواج ليس قصة رومانسية

وأنا شخصياً وقفت على حالات توضح ما قالته الخاله أم محمد
رأيت زوجات يعشن وكأنهن في الجحيم حتى قلت لهن: "هذا ما هوش زواج, الزواج سكن وطمانينة وراحة و حياتكن هذه أشبه بسجن وجحيم"

أين خرج؟
أين دخل؟
مع من تكلم؟
ليش تأخر ؟
قال با يتزوج عليا ؟
قدوه بايتزوج عليا؟
كل يوم ببيت أبوها زعلانة

ومع الرجال يحدث هذا أيضاً
أين راحت ؟
من كلمت؟
ما تحبنيش !
ما تراعينيش!
يغير عليها غيرة مدمرة

والطامة الكبرى إذا كان يحبها وهي لا تحبه أو لا تجيد فن التعبير عن الحب.

ليت الزمان يرجع:

وإذا تأملنا في أحوال أبائنا وأجدادنا الذين كان الواحد منهم يعيش مع زوجه حتى الموت
وجدناهم ما عرفوا الحب هذا ,
إنما كانت العلاقة بينهم مبنية على الإحترام المتبادل
وحسن المعاشرة
وكانوا يراعون الأسرة
والنسب والقرابة
والأولاد والعيش والملح
أما اليوم في زمن الحب
والعشق
وفترة الخطوبة
وعقد القران التي تشبه شهر العسل
و التي تتجاوز الأعوام الطوال,
تجد فترة صلاحية الزواج قصيرةجدا جدا.

وعلى فكرة أي علاقة تُبنى على الحب فقط ,أقول" فقط"
مهما تعملقت وتجذرت فهي قابلة للزوال

مثل الزواج
والصداقة
فهاتين العلاقتين هما أحلى وألذ العلاقات الإنسانية
ولكنهما معرضتان للزوال وقابلتان للاستبدال لان ما يغلب عليهما هي العاطفة

كما أن هناك علاقات لا تنهار أبداً مهما حدث ولو لم يكن فيها حب كعلاقة الأباء بأبنائهم
أو الاخوة بإخوانهم,
فالأخ يظل أخ
ولو لم أحبه
وكما يقولون "عمر الدم ما يبقى ميه"

تعاشروا بالمعروف:

ولهذا قال الله تعالى " وعاشروهن بالمعروف"
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله عليه" الود شيء
والمعروف شيء آخر
, فالود يكون عن حب
لكن المعروف ليس ضرورياً أن يكون عن حب ,
ساعة يكون جائعاً سأعطيه ليأكل وألبي إحتياجاته المادية
هذا هو المعروف
أما الود فهو أن أعمل لإرضاء نفسي
فنقول لكل من يريد أن تبنى البيوت على الحب فقط
ويجعلوه شرط من شروط نجاحه
بل " عاشروهن بالمعروف "

ونقول لهم كما قال عمر رضي الله عنه للمرأة التي جاء زوجها يشكو أعترافها انها لا تحبه"
" إذا كانت أحدكن لا تحب الرجل منا فلا تخبره بذلك فان أقل البيوت ما بني على المحبة وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام"

أكبر من الحب:

قالت إحداهن : لن يستطيع الإنسان أن يتزوج من لم يحب
ولن يحترمه ويحسن عشرته إلا أذا كان يحبه

قلت لها " أنت غلطانة في ذلك
فهناك أمور أكبر من الحب لا يستطيع الإنسان أن يتعداها,
وأمور لابد له أن يؤديها اما طاعة لله تعالى أو خوف الفضيحة
أو إنه رضي بالأمر الواقع
والإ كيف أستطاعت ليلى العامرية أن تعيش مع رجل غير قيس بن الملوح , وحفظته في عرضه وماله ,
ولم تحدث نفسها بالهروب مع قيس ولم تبدي التبرم والضجر من زوجها

يقول الاستاذ محمد رشيد العويد :
كثيراً ما كنت أتوقف عند وصفه تعالى للصلة بين الأزواج بأنها صلة " مودة و رحمة"
وأتأمل في دقة الوصف , فليست العلاقة علاقة عشق
وهيام
وصبابة
وغرام
كما هي بين المخطوبين
أو المحبوبين
قبل أن تربطهما رابطة الزواج
إنها صلة محبة هادئه " مودة" وصلة رحمة متبادلة ,
صلة السكن والإستقرار
ويقول فريدريك كوينغ أستاذ علم النفس الإجتماعي بجامعة تولين:

إن الحب الرومانسي قوي ,
وعاطفي جداً
ولكنه لا يدوم بينما الحب الواقعي مرتبط بالأرض والحياة ويستطيع أن يصمد أمام التجرب

ويضيف :
إن الحب الرومانسي يبدو مثل الكعكة يحس الإنسان بالمتعة وهو يتناولها ثم يجيء زمن الهبوط ,
بينما الحب الواقعي هو الذي يعني تقاسم الحياة اليومية
والتعاون من أجل أن يستمر
وفي مثل هذا التعاون يستطيع الإنسان أن يصل إلى حاجته الانسانية

والان أيهما أفضل حب رومانسي لا يدوم أم مودة ورحمة دائمتان؟

فإذا ما خُيرت بين الحب والإحترام , كان الإحترام أهم
والأجمل من ذلك أن يُجمع بين الحب والإحترام


ستقولون ألا يتعارض كلامك هذا مع ما سبق أن أكدت عليه من ضرورة تزويج المتحابين
وقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " ليس للمتحابين مثل النكاح"

والحكاية يا اعزائي أنه ليس في كلامي أي تناقض على الإطلاق ,
فليس للمتحابين مثل الزواج
كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
ولكن لا تجعلوه شرطا أساسياً للزواج
فإن وجد خير وبركة
وإن لم يوجد مش مشكلة

ومن فوائد زواج المحبين راحة البال ,
فلو لم يتزوجا لظلت أرواحهم هائمة وقلوبهم معلقة
لن تهدأ ولن تستكين أبداً
,وكل ممنوع مرغوب وأحب شيء لنفس المرء ما منعا
وصدقوني لو كان قيس بن الملوح تزوج بليلى العامرية لن تمضي ستة أشهر إلا وقد صياحهم ملان البيت والجيران يفارعوا بينهم
لو تزوج قيس بليلي لعرف إنها إنسانه عادية مثل كل النسوان,
وربما تطلع كسولة
ما تعرفش تطبخ
أو نكدية و تحب الفلوس
أو ما تحترمشأامه ولسانها طويل
ولو كانت ليلي تزوجت قيس ستكتشف أنه إنسان عادي مثل كل الرجال
وربما يطلع بخيل
,ومش نظيف ,
وهرم ,
ويشخر,
وستمل من حياتها معه
لانه عاطل عن العمل
وأربعة عشرين ساعة وهو بالبيت
وعالة على أبوه
وربما يخليها تخرج تشتغل وهو راقد
وساعتها باتقول له: يقطع أبو اليوم اللي حبيتوك فيه
سيصرخ قيس في وجهها" لش جني يقطع أبو اليوم اللي شفتوش فيه"

الإختيار المناسب:

الحب يا جماعة الخير مش كل حاجه وخصوصاً في الزواج ,و قد سمعت قصص كثيرة عن إنفصال وطلاق كان سببه "إنهم ما تفاهموش" رغم إنهم تزوجوا بعد قصة حب طويييييلة

والشيء الذي أردت إستنكاره أشتراط وجود الحب بين من يريدان الزواج , وأشتراط وجود الحب لإستمرار الزواج
لان الزواج شركة وشراكة,
الزواج سكنللإستقرار
وليس كازينو أو منتزه

وأعرف من كانت تحب شاباً حتى الهيام ولكنها أُجبرت على الزواج من غيره وبعد أن مرت السنين قالت : الحمد لله أني ما تزوجتوش فلان"

وعاشق لم يكتب له الزواج من معشوقته وبعد أن إنقشع عن عينيه الظلام قال الحمد لله أنها لم تكن زوجتي , لو تزوجتها كانت مصيبة
فإذا تقدم للفتاة شاب تحبه ولكنه صعلوك لا يملك من حطام الدنيا شيء
وليس له دين ولا خلق
واخر لديه وظيفة ومحافظ على الصلوات فالأصح أن تخالف قلبها وتعصي هواها وتختار الثاني
وإن كانت تحب الأول
وكذلك الرجل لو وجد في قلبه حباً وميلاً لفتاة تتساهل في أمور دينها ولا تحفظ عرضها
فالأفضل له أن يخالف هواه ويختار من ستستطيع رعاية بيته وحفظ عرضه
وإن لم يكن يحبها
ولابد أن نعرف أن لكل مرحلة عواطف ومشاعر
وتفكير واحلام ,
وعندما تنتهي تلك المرحلة تبدا مرحلة جديدة
ومشاعر جديدة
وتفكير واهتمامات جديده
حينها إذا التفت للوراء ستقول لنفسك"كم كنتُ أهبل"

فلابد أن تختار الأنسب والأصلح ليكون شريك حياتك ,
فالحياة ليست مجرد عواطف ولكنها في الأصل مواقف ,
والمواقف تصنع العواطف وليس العكس
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)