shopify site analytics
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم - الصناعة تعلن عن اطلاق خدمات جديدة عبر البوابة الالكترونية للوزارة - مفاجأة سارّة بشأن سد النهض - إسرائيليون يوجهون اتهامات إلى مصر بانتهاك "التفاهمات الأخيرة" حول رفح - خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب - هجوم إسرائيلي كبير على مصر - هانم داود تكتب: بنات وبنين وسن المراهقه - جامعة الدول العربية تتدخل لتشكيل حكومة في ليبيا - رئيس الجامعة يتفقد مراكز العزل والمرضى بمستشفى الوحدة الجامعي بمعبر - المهرجان الاول للمانجو -
ابحث عن:



الإثنين, 09-يناير-2017
صنعاء نيوز - 

إنها مصر صنعاء نيوز/ سامي شرف -


يشهد التاريخ بأن مصر كانت مقصدا لكافة الامبراطوريات والقوى الاستعمارية التي تسعى للهيمنة على مقدرات وثروات المنطقة العربية؛ وكان قدرها أن تكون حائط الصد ضد كل الهجمات الاستعمارية الكبرى على المنطقة، في سبيل ذلك دفعت مصر الكثير من دماء أبنائها، وثرواتها، وحريتها واستقلالها لقرون طويلة.

وعبر تاريخها الطويل، استطاعت التجربة المصرية في المنطقة العربية أن تؤسس لدى أنظمة وشعوب المنطقة مكانة القيادة لمصر، حيث كانت تجسد النموذج الاقتصادي والسياسي والثقافي، الذي يجب أن يحتذى، وكانت جاذبية الدور المصري نابعة من الانبهار بالتجربة المصرية السباقة دائما.

وفي هذا السياق، جاءت ثورة 23 يوليو 1952 لتشكل واحدة من أهم نقاط التحول الرئيسية فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وبنفس القدر والقيمة بالنسبة للأمة العربية؛ فكانت بعث جديد لفكرة القومية العربية، وإكسابها قاعدة شعبية عريضة، وحملت مصر على كاهلها قضايا وهموم العرب، وكانت حائط صد منيع ضد كل الأخطار التي تهدد الأمة العربية، وجسر تعاون متين بين أبنائها، وتحملت في سبيل ذلك الكثير.

وعلى الرغم من الاستقطاب الأيديولوجي الحاد الذي كان يقسم العالم العربي بين أنظمة راديكالية ثورية تقودها مصر، وأخرى محافظة تقودها المملكة العربية السعودية؛ فقد منح العرب شعوبا قبل الحكام بالإجماع لواء القيادة لمصر في مواجهة القضايا المصيرية التي واجهت الأمة العربية .. وحتى حين جٌمدت عضوية مصر في النظام الإقليمي العربي لمدة تقارب عقد من الزمان عقب توقيع السادات معاهدة السلام مع إسرائيل 1979، ومحاولات دول وزعامات عربية احتلال مركز القيادة الذي بات شاغرا بغياب مصر، ظل النظام العربي ظل عاجزاً عن طرح بديل جدي للقيادة المصرية، وبات عاجزا عن تحقيق أي انجاز جماعي مشترك، وصارت عودة مصر رسميا مطلبا نظاميا وشعبيا، في ظل ظهور بوادر تكون نظام دولي جديد، يحتاج فيه العرب لقائد قادر على قيادة دفة النظام.

وفي هذه المرحلة، ثار جدل عربي رسمي وشعبي على دور مصر، فما تطلبه أو تتوقعه سوريا من مصر يختلف- تماماً - عما يطلبه العراق، وربما الفلسطينيين مثلا، وربما ما تتوقعه الجزائر يختلف عما تتوقعه المغرب، وأصبح لا يوجد اتفاق عربي، أو رؤية عربية حول ما هو المطلوب من مصر عربيا.

ومما زاد الأمر تشابكا وتعقيدا، أن مصر حين عادت للصف العرببي، كانت قد فقدت جزء كبير من فعاليتها وقدرتها ومصداقيتها على التحرك واتخاذ القرار المستقل، جراء دورانها في الفلك الأمريكي؛ وتسليمها أوراق اللعبة السياسية في المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها اسرائيل، أضف إلى ذلك ما حدث من تجريف ضخم للبيئة الداخلية المصرية على كافة المستويات؛ أولها الاقتصادية، ومن ثم الثقافية والاجتماعية، الأمر الذي فاقم من تراجع دور ومكانة مصر في الإقليم.

في هذه الأثناء، كانت–الولايات المتحدة الأمريكية- قد انفردت بقمة النظام العالمي، وبدأت بوضع الخطط لتأكيد هيمنتها العالمية، ومنع ظهور قوى أخرى من منافستها، وفي هذا الاطار صاغ جماعة المحافظين الجدد، مخطط كبير، يرمي إلى هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على مصادر القوة في العالم، وفي القلب منها مصادر الطاقة، وخاصة نفط منطقة الخليج، وذلك من خلال مخطط سايكس بيكو جديد.

وقد نشرت ملامح هذا المخطط في «مجلة القوات المسلحة الأميركية» تحت عنوان «حدود الدم – نحو نظرة أفضل للشرق الأوسط»، وضعها "رالف بيترز رالف بيترز"، وهو الجنرال المتقاعد ونائب رئيس هيئة الأركان للاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع سابقاً، وتتضمن هذه الخطة إعادة هندسة النظام الاقليمي العربي جغرافيا وسياسيا على أسس عرقية ومذهبية وطائفية، لخدمة المشروع الصهيوني – الأمريكي في المنطقة، ومن خلفه طموحات لبعض الوكلاء الإقليميين، جاء الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وكانت الأداة العسكرية هي الوسيلة التي اتبعها المخططون لتنفيذ مخططهم؛ إلا أن تداعيات الغزو اقتصاديا، وعسكريا، وشعبيا وضع أصحاب ذلك المخطط في مأزق كبير، وأصبحوا على يقين بأن الأداة العسكرية ليست المثلى في انفاذ ذلك المخطط.

وكان الخيار البديل هو الفوضى الخلاقة، من خلال خلق حاله من حالات الاحتقان و الحساسية بين الشعوب العربيه وبعضها، وبين أبناء الشعب الواحد، وكانت وهم الديمقراطية هو حصان طروادة الجديد الذي استخدمته الولايات المتحده الامريكيه لنشر حاله الفوضى الخلاقه؛ حيث تم استقطاب مجموعه من الشباب العربي وتلقينهم دوروساً في الديمقراطية والحرية تحت رعاية المنظمات الامريكية -التي هي أصلا غطاء للمخابرات الأمريكية والبيت الأبيض والبنتاجون- ثم إطلاق هؤلاء الشباب في بلادهم (بعد تعليمهم طرق استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثه للتواصل)، واستغلالهم حالة السخط الشعبي –خاصة لدى الشباب- بسبب سياسات الأنظمة العربية القمعية، لإحداث حالة من حالات الزخم السياسي والفوضى التي تمهد لاستيلاء عملاء ووكلاء الولايات المتحدة على الحكم في هذه البلاد، تمهيدا لتنفيذ مخطط تقسيم المنطقة.

وتشير كتابات رصينة كثيرة، لعدد من مفكري ومنظري العلوم السياسية والاستراتيجية إلى أن مصر كانت محور ذلك المخطط في الشرق الأوسط، بعد أن أدرك المخططون أن العراق لم تكن نقطة الانطلاق المناسبة، وأن أي تغيير في المنطقة لابد أن يكون بدايته من مصر؛ فالأخيرة هي ضابط الإيقاع في المنطقة، وجهازها العصبي، وأن المنطقة بدون ضابط الإيقاع لابد أن تختلط حركتها وتسودها الفوضى، وبدون جهازها العصبي محكوم عليها بالشلل الجزئي أو الكلي، وبدون مصر لن يمكنهم تمرير مخططهم.



وفي ظل هذه البيئة المتوترة والمحتقنة ذاتيا وبفعل فاعل، اندلعت موجات الحراك السياسي في المنطقة العربية، ربما في توقيت مبكر عما كان مخطط له .. وكانت البداية تونس لاعتبارات عدة لا مجال لذكرها الآن، إلا أن التربة كانت مهيأة في بلاد عربية عدة لتتلقف شرارات هذا الحراك.

وسرعان ما تلقفت مصر شرارة الثورة؛ وخرج خيرة شباب مصر الوطني معبرا عن رفضه لممارسات جهاز الشرطة، ويطالب بمزيد من الاصلاحات والحريات، إلا أن صلف النظام، وغبائه السياسي، وعجزه عن الفهم والاستجابة السريعة، كانت عاملا في تضخم كرة الثلج؛ فتنامى حجم الغضب وسط الشباب نتيجة النهج القمعي الذي اتخذه النظام ازاء مطالبهم المشروعة، فكانت ثورة 25 يناير 2011، التي انتقلت شرارتها إلى دول أخرى بالمنطقة.

وكعادتها، استغلت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الظرف التاريخي، وبدأت في وضع مخطط وصول عملائها –جماعة الإخوان المسلمين- لسدة الحكم في دول المنطقة؛ وصك الرئيس الأمريكي أوباما مصطلح ثورات الربيع العربي، لما للمصطلح من دلالات ومعاني توحي بالايجابية.

وفي هذا السياق، اخترقت جماعة الإخوان المسلمين صفوف شباب الثوار؛ وأعلنت الجماعة -التي تشير كل أدبياتها إلى رفض النهج الثوري- في صفاقة وتبجح أنهم مفجري الثورة، واستغلوا قوتهم التنظيمية، ومتاجرتهم بالدين، لخداع الكثيرين من أبناء هذا الوطن، لكي يفرغوا الثورة من أهدافها الوطنية النبيلة، بل وعلى النقيض يحولوا مسارها لخدمة المخطط الصهيو – أمريكي في المنطقة.

وكانت نقطة الانطلاق، هي سطو الجماعة على الحكم في مصر، ف أكبر عملية سطو في التاريخ .. سطو على وطن بكاملة، وإعداده للبيع؛ وتجزئته عدة دول؛ دولة اسلامية سنية، دولة قبطية من الاسكنرية لمطروح، دوله النوبة وعاصمتها أسوان، دولة للبدو في سيناء، ودولة فلسطنيه في شمال سيناء بعد ضم غزه.

مثل هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مقاليد الحكم في مصر تهديدا خطيرا لعدد من الأنظمة العربية، ولاستقرار المنطقة، ورغم أن مصر كانت في هذا الوقت تتعرض لأكبر خطر في تاريخها .. خطر يهدد بقاء الدولة ذاته .. إلا أن أنظار العرب جميعاً توجهت إليها بحثاً عن بوصلة للخروج من المأزق.

وبالفعل كانت مصر على قدر المسئولية، فقد استطاعت أن تجهض هذا المخطط؛ وجاءت الضربة القوية من قبل الجيش المصري؛ الذي انحاز لإرادة شعبه، وأزاح عن صدر مصر كابوس نظام جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت الأداة الرئيسية لتنفيذ مخطط التفكيك.

الأمر الذي جعل أعداء هذه الأمة وأعوانهم يوجهون معظم سهام حقدهم وغضبهم ضد مصر وشعبها وفي القلب جيشها الوطني؛ لأنهم أدركوا أنه العقبة الكؤود في سبيل انفاذ مخططهم الامبرياالي.

كانت أولى هذه السهام؛ انهاك الجيش المصري بحرب عصابات في سيناء، وعمليات ارهابية في الداخل المصري تهدف لضرب استقرار الدولة، ومن هذه السهام أيضا، كانت الحرب الاقتصادية، للنيل من استقلال القرار المصري، واحداث وقيعة بين الشعب ونظامه السياسي، بالاضافة إلى الحرب الاعلامية من خلال قنوات اعلامية يسيطر عليها ارهابي الجماعة أو تروج لأجندة مموليها ممن يريدون الهيمنة على القرار المصري، ومحاولة حصار مصر اقليميا، والاضرار بأمنها القومي في ملف هام بحجم ملف المياه...الخ من الأدوات والوسائل التي ترمي جميعها إلى تركيع مصر، لتمرير مخطط سايكس بيكو الجديد، ولعل أخر هذه الوسائل كانت محاولة البعض التشكيك في انحياز مصر ودفاعها عن القضايا العربية؛ فتارة يصوروا موقف مصر الرافض الانخراط في حرب اليمن، وموقفها الداعم لوحدة وبقاء الدولة السورية بأنه تخاذل عن مقاومة المد الايراني، وهو ادعاء باطل، والعجيب أنه يأتي من قبل دول تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران، وتنبطح كثيرا أمام سياستها في المنطقة، بل وتتخذ بكل فجاجة العديد من المواقف الضارة بالأمن القومي العربي، في قصور شديد لإدراك أن أمنها الوطني وثيق الصلة بالأمن القومي العربي.

الأمر الأكثر اثارة للعجب والدهشة، أن هذه الدول التي تحاول أن تسئ لوضع مصر ومكانتها على الصعيد العربي، هي ذاتها جزء رئيسي من مخطط تقسيم المنطقة، وسوف تكون هي ذاتها أول ضحاياه.

لمن لا يعرف؛ إن سياسة مصر الخارجية دائما تجاه قضايا منطقتها تتسم بالنبل والشرف، فلم تتآمر يوما ولم تفرط قط، تحمى ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تقوى ولا تضعف، توحد ولا تفرق، تسالم ولا تفرط، تشد أزر الصديق، ترد كيد العدو، لا تتحزب ولا تتعصب، لا تنحرف ولا تنحاز، تؤكد العدل، تدعم السلام، توفر الرخاء لها، لمن حولها، للبشر جميعاً، بقدر ما تتحمل وتطيق.



مصر حين تمارس دورها الخارجي؛ تعتمد على منهج ومبدأ التوافق بين الفرقاء بهدف البحث عن حلول ناجزة وسريعة تصل بنا إلى حلول للأزمات .. منهج مصر يختلف عن دول أخرى عربية وإقليمية تسعى لنشر الفساد والقتل والدمار والإرهاب .. مصر خيارها هو الاستقرار والتنمية والتعاون المشترك، بخلاف دولا أخرى اختارت أن تنفق مليارات الدولارات لتهدم وتخرب، وتغزى التطرف والإرهاب، ولتنفذ أجندات خارجية لقوى تقسيم المنطقة وتفتيت دولها، بهدف الهيمنة، وخدمة المشروع الصهيو-أمريكي فيها.

الواقع، أن ما تتعرض له مصر حاليا لا يجب أن يقلقنا بالمرة، فالهجمات التي تتعرض لها؛ دليل قوة .. نعم دليل قوة؛ لأننا كلما انطلقنا نحو المستقبل بخطى ثابتة قوية سليمة رغم كل ما يحاك ضدنا من مخططات، ورغم ما يوضع أمامنا من عراقيل وتحديات، يجن جنون المتآمرين والعملاء، ويصيبهم الاحباط واليأس، ويرتكبوا من الحماقات أقل ما توصف به أنها تصرفات صغار، ((من أمثال آل سعود ودويلة قطر)) يتوهموا أن زكائب أموالهم، وحماية أسيادهم يمكن أن تجعلهم يناطحون قامة وقدر مصر، هم لا يدركوا أن كل ما في خزائنهم لا يوازي صفحة في كتاب تاريخ مصر المجيد .. وستظل مصر أم الدنيا، وضمير البشرية، قائدة في منطقتها، ورائدة حركات التحرر .. شاء من شاء وأبى من أبى، ويوم أن تتوقف حملات هؤلاء الصغار ضد مصر، ويرضوا عنها .. لابد أن ندرك أننا نسير في الطريق الخطأ.

وختاما، على الدولة المصرية أن تتخذ من الاجراءات الكفيلة بردع مثل هذا العبث من خلال استغلال كافة أوراق الضغط الممكنة، وفي القلب منها القوى الناعمة المصرية، وغيرها من الوسائل التي تمتلك مصر منها العديد والمؤثر، والكفيل بأن يكون استخدامه درسا قاسيا لأمثال هؤلاء الصغار.

وختاما اقول كما يقول المثل هات من الآخر ان موضوع العلاقة بين مصر واثيوبيا هو مياه النيل اى حياة مصر التى لا مناقشة ولا مساومة ولا هزار فيها لأنها مسألة حياة او موت بالنسبة لنا ."

سامى شرف

مواطن قومى عربى مصرى ناصرى
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)