shopify site analytics
اغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي في مصر - ما وراء قانون "مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي" ( 3-4) - هانم داود: بنات وبنين وسن المراهقه - القدوة يكتب: توحيد الجهود الدولية الهادفة لمحاكمة الاحتلال - المؤامرة الشریرة تحت عنوان "حج البراءة"! - الأخصائية النفسية منى شطا تُحذّر - لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه! - صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم - الصناعة تعلن عن اطلاق خدمات جديدة عبر البوابة الالكترونية للوزارة - مفاجأة سارّة بشأن سد النهض -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - سأحدثك، عن نقطة واحدة، لو كان لدى العالم، أيا من مستويات الاخلاق، في اعلامة وسياسته واداراته..

الخميس, 12-يناير-2017
صنعاء نيوز/ نبيل الصوفي. -
الكاتب والمحلل المبدع/
نبيل الصوفي.

ياصديقي..

سأحدثك، عن نقطة واحدة، لو كان لدى العالم، أيا من مستويات الاخلاق، في اعلامة وسياسته واداراته، لكانت كافية ليقول للملك وابنه المهفوف، لقد كان هتلر أقل نازية منكم.
تتحرك السعودية وحدها بمائة طائرة جوية، خلافا لطائرات سلاح الجو الاماراتي، المغربي، الاردني، ويمدها بالمعلومات ويمولها طيران أمريكي وبريطاني، ووصل الحال للسعودية أن تعلن في صحافة العالم دعوة لطيارين انتهت خدمتهم مع بلدانهم الالتحاق بها، لمواجهة طلعات جوية لم يعرف لها العالم مثيلا منذ صنعت الطائرات وحتى اليوم.
قالت صحيفة الجارديان، أنه خلال العام الماضي، قصفت اليمن بـ40 الف طلعة جوية، في معدل هو "الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية".. ولك أن تتصور ماتمت اضافته من جرائم جوية خلال الأشهر التي تلت هذه الاحصائية.. وللمساعدة في القياس، فقد سبق أن اعلنت تحالف العدوان أن معدل طلعات عدوانه "80 طلعة في اليوم"..
دعنا من الجرائم على الأرض التي تسببها هذه الطلعات.. سيكون لهذا حديث آخر.. فانا هنا احدثك عن الميزان العسكري..
هذه القوة الفتاكة جويا، تعمل في حال حربي لم يعد له وجود في كل حروب العالم الا في فلسطين وفي اليمن، مع الفارق الكبير بين اداء اسرائيل وبين اداء تحالف العداوان على اليمن.. ففلسطين واليمن، لاتملك أي امكانيات حرب جوية، في الساعة الأولى للحرب تم تدمير طائرات اليمن، فيما كانت القوات الجوية اليمنية بدون قيادة بعد هرب قيادات الدولة الى السعودية.. ومابقي من امكانيات جوية ساهمت "حداثة عهد" أنصار الله العسكرية بالتسليح البحري والجوي، في تسهيل قصفه بعد قرابة شهرين، حيث تم قصف مابقي من طائرات كانت مخبئة بعيدا عن اعين العدوان حين كان انصار الله يجرونها كما جروا بقية السلاح الممكن حمله من مكانه السابق الى اماكن تحت سيطرتهم..
ثم أصبحت مضادات الطيران، مجرد شيئ للمزاح يسمعه اليمنيون، ليقولون: جائت الطائرات، اذ ايضا رفضت اللجان الشعبية كل خطط مقترحة كانت تقدم لهم من قيادات عسكرية في نقل وترتيب خطوط الدفاع الجوي بمايساهم في التقليل من اختراق الطائرات للاجواء قبل أن تصل صنعاء بمئات الكيلومترات، حتى بح صوت المضادات، وسكتت للابد..
💫تصور هذ الميدان..
الاف من معدات السلاح الجوي، تجوب الارجاء، مسيطرة سيطرة تامة على الجو، تراقب كل شاردة وواردة على الطرقات.. في ضربة واحدة تم قتل قرابة 70 مقاتلا وهم في طريقهم لم يصلوا الجبهات بعد، قبل أن يعيد اليمنيون ترتيب ميدانهم العسكري، حيث استعاد انصار الله تحديدا، خبرتهم مع العدوان السعودي على صعده ابان الحروب بين الحوثيين والدولة في عهد الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي غضون شهر، كان الميدان قد اعيد ترتيبه.. ادرك اليمنيون التحدي، وقبلوه، الا وهو التكيف مع حرب على ضفة واحدة من ضفاف الوجود، وهي الارض، موكلين السماء لرب السماء، ومن يسيطرون عليها..

تعال معي اذا، لترى كل هذا الجبروت الجوي، كيف هزمه اليمنيون، ولكن الأهم، كيف يصمت العالم عليه، وهو من يتحدث عن قوانين للحروب، وجريمة الافراط في استخدام القوة..
اعاد الجيش نشر اسلحته، وحمى اليمنيون سلاحهم، كانت القرى تخرج بالبطانيات لتخبئ سلاحا ينقله الجيش، ولانه يسافر بتعقيدات لاحصر لها، يتقطع غطاء السلاح المستخدم،
فيخرج أهل القرى لاخفائه..
في القرى، اليوم، استفزاز وطني عام، لمسته بنفسي، حين كنت احاول تصوير بعض القرى، كان الاطفال يخرجون لي مهددين ورافضين التصوير، انهم يخوضون حربا ضد العدوان الذي نشر عملائه كثيرا للرصد، ولكن المجتمع اليمني ابتلع اغلبهم بهذا الحس الذي سترى عبره الشعب اليمني كله كأنه مشارك في تسجيل فيلم يراقبهم مخرج واحد..
في زبيد الساحلية، في المخا، في الوازعية، في صرواح، في نهم، في الملاحيط، في كشر حجة، في كل شبر صامد، يحمي الناس البسطاء تحركات جيشهم وقياداتهم..
دعتني قيادات حربية، لزيارات، كنا نتناول الغداء في اماكن، اشعر انا بالقلق منها، فيقول لي القادة: لانك قادم من صنعاء، لاتؤمن بما آمنا به، نحن لانحارب كقادة، بل نحارب كشعب.. كل هؤلاء الناس حولنا، هم قادتنا.. شعب يعرف عدوانه من اللحظة الأولى التي رأى فيها العلم الاخضر المزين بالبياض، للسعودية، يغطي المعركة.. هي السعودية اذا، وهذه اليمن.
سرت مع أحد قادة جبهات الساحل، تتوقف سياراتهم على بعد مئات الاميال.. ينزلون سيرا على أقدامهم، يسير المقاتل منهم بينه وبين الاخر عشرات الامتار.. بحيث لو تم رصدهم وقصفهم الطيران، لن يصيب الا واحد منهم..
أحدثك عن وقائع شهدتها، وليس ما اقرأ عنه واشاهده تلفزيونيا..
تلقينا اتصالا بقصف على احدى المواقع، ذهبت مع قائد المنطقة تلك، وصلنا وفرد واحد مكسورة رجله، والبقية بخير.. كيف هذا؟ اليس

هو صاروخا؟
نعم، ولكن تحت كل هذه الشجار، ينتشر المقاتلون اليمنيون، والطائرة لاترى الا ارقاما مبرمجة، اصيب المجاهد الذي كان اقرب لمكان الصاروخ، اما البقية فقد كانوا ينظفون انفسهم من الغبار والتراب الذي سببه الصاروخ..
ليت بامكاني أن ارصد لك، كيف أن اشجار اليمن، قررت بداعي العصبية أن تتولى هي مواجهة الطيران.. قالت الارض لليمنيين، لن تقاتلوا وحدكم، هي دمائكم تجري في دمي.. ومني خلقكم الله، والى تعودون، فلنريهم بأس رب السماء.. وتصدق الارض والشجر والجبل والحجر، كما صدق التاريخ كله، متحدثا عن يمني أشعث أغبر، لو أقسم على الله لأبره. ليس له الا ربه ليقسم به، واعذرني لهذا الحديث العاطفي، فلم يعد هذا اليوم غيبا، اننا نعيشه، عشته أنا في ساعات المجاورة لهؤلاء الرجال.. لم تكن الا ساعات، فيما هم يقضونها اياما وليالي، وحين اشاهدهم في زيارات لصنعاء يضحكون، تهزني المشاعر هذه كصوفي في حضرة تباشير الشروق..
يختبئون تحت تمويهات عدة، يحملون عتادهم على أكتافهم، يستخدمون الموتور سيكل، وليس لدي تسجيل لاريك كيف تتلاحق طائرات الاف 16 مع موتور سيكل.
قد ترون ذلك في افلام درامية.. لكن اليمني عاشه واقعا..
شاب لايزيد عمره عن 17 سنة، تطارده طائرة.. لم ينتهي المشهد هنا، البقية انه تجاوزها، حين سمعها قفز من سيارته قبل ثواني من قصف الطائرة لها.. ربما المخرجون للافلام سيضحكون، أما أنا فقد وصلت والنيران لاتزال مشتعلة في سيارة الشيخ صالح بن سوده، وسائقها يشرح لي كيف سمع، وكيف عمل قلبه وعقله لكي ينجو، لاليعيش صامتا، بل لكي يحكي لليمن كلها أنها قادرة على النجاة والصمود..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)