shopify site analytics
كتب المفكر العالمي والفيلسوف الفرنسي راجوي غارودي - القدوة يكتب: عواقب خطيرة بعد السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح - التراجع عن مواصلة غزو رفح أو إغلاق البحرين الأحمر والأبيض واجتياح - احباط عملية تهريب كميات كبيره من الحبوب  المخدرات بعمران - ضبط بضائع ومبيدات وأدوية مهربة وفاسدة بصنعاء - حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لمتحف مؤقت - الجريمة الإلكترونية في الشريعة الإسلامية في اليمن - فساد العقول: قنوات الأطفال الفضائية تُسمم المجتمع - اجتماع هام لبحث إكمال وتجهيز مبنى كلية الحاسبات بجامعة ذمار - مطالبه باطلاق سراح المهندس المليكي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - إنه لمن المؤلم أن نرى أنّ مستوى الثقافة العربية وقدرة الأجيال الحالية على فهم طبيعة..

الخميس, 12-يناير-2017
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي [email protected]

إنه لمن المؤلم أن نرى أنّ مستوى الثقافة العربية وقدرة الأجيال الحالية على فهم طبيعة هذه الثقافة التنويرية ،عند شعوبنا العربية قد بدأ يمر بحالة مخاض عسير ، بعد أن ظهرت بين مجتمعاتنا العربية ثقافات فرعيه،أو بالأحرى حالة غزو ثقافي ،وبعضها أصبح ظاهره للأسف ويشكل ظاهرة خطيرة تجتاح مجتمعنا العربي ،مثل الثقافة الغربية "بجانبها السلبي "، التي أصبحت تغزو عقول الكثير من الأجيال العربية ،وأخص هنا الأجيال الناشئة الجديدة وهذا يلاحظه الجميع من خلال سلوكهم ونمطهم التقليدي إلخ ،فقد تعددت اشكال ومظاهر تأثر الأجيال الناشئة بالثقافة الغربية "بجانبها السلبي ".
الآن قد تكون الأسباب كثيرة لتدني مستوى الثقافة عند الشباب العربي بشكل خاص والمجتمع العربي بكامل مكوناته بشكل عام ، فالأسباب كثيرة هنا ونذكر بعضها: الأسر العربية لم تقوم بدورها بشكل إيجابي بإطار زرع وترسيخ مفهوم الثقافة كفكر تنويري بعقول أبنائها، وساهمت بطريقة عفوية بنشر الثقافة الغربية " بجانبها السلبي " بعقول وسلوك أبنائها.
نظام التعليم بالعالم العربي بمجمله هو نظام تلقين وليس نظام يرسخ فكرة الثقافة التنويرية بعقول الطلبة فلا حوار ولا نقاش، الهدف هو نقل المعلومة وحفظها دون ترسيخ المعلومة بإطارها الايجابي بعقول الطلبة،مما ساهم للأسف ببحث الطلبة عن مفاهيم جديدة لملئ حالة الفراغ الفكري والروحي التي يعيشون فيها، ووجدوا بالثقافة الغربية "بجانبها السلبي " ملاذ وملجئ لملئ حالة الفراغ الفكري والروحي عندهم.
الإعلام العربي مازال يمارس دوره "السلبي " بترسيخ مفهوم جديد يؤّسس لتشكيل توجهات جديدة عند المجتمعات العربية ،مما يساعد على نشوء ثقافات فرعية بهذه المجتمعات ، تتعارض مع ثقافتنا العربية فكراً ومضموناً، مستغلاً حالة الفراغ الفكري والروحي عند النشء الجديد وقد بدأ يملئ هذا الفراغ عندهم بزراعة الأفكار الظلامية بعقولهم والشواهد كثيرة على هذا.
قد تكون هذه الأسباب من أكثر الأسباب شيوعاً والتي ساهمت بشكل سلبي للأسف بترسيخ نشوء الثقافات الفرعية وأسست لحالة الغزو الثقافي بإدراك أحياناً وبعفوية بأحيان أخرى، وهنا عندما نحدد ثلاث أطراف رئيسية بهذه المعادلة وهي : الأسرة ،الدولة،ووسائل الإعلام. فهؤلاء هم أنفسهم سبب بالمشكلة وبنفس الوقت هم من يملكون الحل لها ،إذاً علينا هنا أن نبحث عن حلول بالشراكة مع كل طرف من هذه الأطراف للوصول إلى حالة التغيير الإيجابي بمجتمعاتنا العربية بما يرسخ لاحقاً لإبراز الدور التاريخي والحضاري للفكر التنويري لثقافتنا العربية.
ولنبدأ من هنا و من الأسرة فهي الكيان الأصيل التي تخرج مجموع الأجيال الناشئة وهي الراعي الأول لهم وهي من عليها ترسيخ مفهوم الفكر التنويري والثقافة العربية بعقول أبنائها والدور الذي يمكننا القيام به هنا هو دور بسيط ويستطيع أي شخص منا القيام به من موقعه فعلى الأغلب أن الجميع يعيش ضمن أسرة وله دور و تأثير بهذه الأسرة ،ومن خلال هذا التأثير يستطيع أن يزرع الفكر التنويري العربي بعقول الأجيال الناشئة الإخوة والأخوات الأهل أبناء العمومة ،إلخ ،هؤلاء جميعاً هم هدف بمرحلة التغيير هذه ، فكلما نجح كل واحد فينا بترسيخ هذا المفهوم بعقول النشئ الجديد ،كلما ساهمنا أكثر بثقافة التغيير الإيجابي لإعادة الروح والهوية إلى ثقافتنا العربية التي تمر بمخاض عسير بهذه المرحلة.
الدور الثاني هو دور الدولة بنظامها الرسمي بالعمل على تعديل رؤيتها لنوعية التعليم وأسلوب التعليم ،والتخلص من رواسب ثقافة "التلقين " إلى مفهوم جديد يؤسّس لمرحلة من النقاش والحوار حول مجمل القضايا التي نعيشها بعالمنا العربي بين الطالب ومعلمه ،فمن خلال ثقافة الحوار نستطيع أن ننشر الفكر التنويري بعقول الطلبة ،مما يعود بالفائدة على الطلبة ويساهم بترسيخ الأفكار الإيجابية والوجدانية بعقول الطلبة ،ودورنا هنا يجب أن يكون دور مكمل لدور الدولة بهذا المجال ،من خلال عقد الورش والندوات الحوارية والفكرية بالتعاون مع المدارس والجامعات لتعريف الشباب بثقافتهم وترسيخ مضمونها بعقولهم وتحسين الإيجابي منها ،وطر د السيئ فيها ،من خلال حوارانا معهم ونقاشنا الإيجابي معهم بكل قضاياهم.
أما بالنسبة لدور وسائل الإعلام بكل وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة ،والعنصر الجديد فيها وهو عنصر التواصل الاجتماعي "الإعلام الاجتماعي "، فهي مازالت للأسف بمجموعها دون الطموح بل أصبح بعضها للأسف شريكاً بمشروع إجهاض الثقافة العربية بعقول وسلوكيات الأجيال الناشئة ،وإبدالها بمشروع جديد يرسخ لمفهوم "الغزو الثقافي بكافة سلبياته "، وهنا لا أريد التعميم ولكن للأسف أنّ الفئة الأكبر من وسائل الإعلام هذه أصبحت شريكاً بتعميم وتأسيس نمط ثقافي جديد ، يتعارض مع ثقافتنا العربية فكراً وأبعاداً مستقبلية وخلافيات تاريخية وتراث حضاري ،وهنا يكمن دورنا بتوضيح ونقل الصورة الحقيقية لوسائل الإعلام هذه لمجتمعنا العربي وانتقادها بشكل علني وتوضيح حقيقتها للجميع ، ومحاولة إعادة توجيه بوصلة المجتمع لمكانها الصحيح ، وهو الإعلام الملتزم الحضاري الذي ما زال يحتفظ بعبقه وينتمي فكراً وأسلوباً وطرحاً لثقافتنا العربية ويسعى لترسيخ فكرها التنويري بعقول المستمع أو المشاهد أو القارئ ،وهنا علينا من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي ،فيس بوك ،تويتر ،وغيرها ،أن نؤسس لحاله جديدة يكون أولى أهدافها النهوض بمشروعنا الثقافي العربي ،ومحاربة "الغزو الثقافي الغربي "السلبي " لمجتمعاتنا العربية وخصوصاً النشئ منه ،وكل واحد من موقعه وهنا للإنصاف هناك الكثير من المواقع والصفحات تهتم بهذا المجال وتضم النخبة من الشباب العربي وقد استطاعوا بجهودهم الشخصية صناعة التغيير ضمن نطاق عملهم الضيق ،وعلينا جميعاً أن نتبنّى تجربة هؤلاء كركيزة أساسيه بمشروعنا هذا لإحداث التغيير الإيجابي بمجتمعنا العربي. وبالنهاية ،أدرك كما يدرك الجميع أنّ المرحلة صعبة ،ولكن السكوت عنها وتجاهل المشكلة وعدم البحث عن حلول لها لعلاج هذه المشكلة سوف يزيدها تعقيداً بالمستقبل ،وحينها سوف تصبح المشكلة أكثر تعقيداً وهذا ما لا نريده، لهذا علينا جميعاً وكل شخص من موقعه السعي من الآن لاحتواء هذه الأزمة الثقافية التي نمر بها ،لمنعها من التمدد والانتشار مع أنها للأسف أصبحت ظاهره ،ولكن الاستسلام أمامها يعني لها زراعة المزيد من الأفكار الظلامية بعقول النشئ الجديد ،ولهذا علينا محاربة هذه الظاهرة وهذا الغزو ،ونستطيع مكافحة هذا الوباء الثقافي والغزو القذر لنا ثقافياً ،بالنقد والعمل ،وليس الاكتفاء بالنقد دون عمل لحصد نتائج إيجابيه ،وأثق بأن هناك أناس كثر يسعون كما أسعى لأحداث هذا التغيير ،فلنعمل جميعاً ضمن هذا الإطار ،فكلنا مسئولون وكلنا مستهدفون ومن يعمل منا يعمل لنفسه قبل أن يعمل للآخرين ،ورسالتي لجميع القراء أتمنى من الجميع المساهمة الجدية بهذا المشروع وكما تحدث كل شخص من موقعه يستطيع دعم هذا المشروع التنويري الهادف إلى إحياء مشروعنا الثقافي العربي.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)