shopify site analytics
وقفة تضامنية مع لطلبة الجامعات الغربية والشعب الفلسطيني بجامعة ذمار - كلية العلوم الإداريّة تستضيف مجلس الجامعة السابع - ورشة لتوصيف برنامجي الدكتوراه بجامعة ذمار - ورشة عمل لتجسيد الموجهات القيادية في برامج العمل التنموي بمحافظة إب - رئيس جامعة إب يتفقد سير عملية التنسيق والقبول للعام الجامعي الجديد - نصرا من الله وفتحآ قريب..!! -    الإطلاع على سير العمل بفرع الهيئة المواصفات والمقاييس بعمران - تدريب أبناء الشهداء على تعلم الحاسب بعمران - ورشة عمل تعريفية في التقييم المعزز لمواطن بالبيضاء - وكيل محافظة البيضاء يتفقد الانشطة في المدارس والدورات الصيفية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 99 عاما كاملة تمر اليوم على ميلاد جمال عبد الناصر هذا البطل الاستثنائي فى التاريخ العربى كله .

السبت, 14-يناير-2017
صنعاء نيوز/ بقلم : عمرو صابح -
99 عاما كاملة تمر اليوم على ميلاد جمال عبد الناصر هذا البطل الاستثنائي فى التاريخ العربى كله .
أثبت جمال عبد الناصر دور الفرد البطل فى التاريخ ، كما لم يفعل غيره خاصة فى أمة مهزومة تجرعت كؤوس الذل والقهر والاستعباد لحقب طويلة .
أتى جمال عبد الناصر ليجسد الحلم فى الإنعتاق والتحرر واللحاق بالعصر ، كانت ثورته تمثل الخلاص لكل المستضعفين فى الأرض ، فبعد عصور طويلة من الرقاد والموات وفى ظل أوضاع كريهة لا تبشر بخير ولا توحى بأمل ، صعد جمال عبد الناصر من مصر القطر القاعدة فى الأمة العربية كفرعون جديد قادر على قيادة أمته نحو الخلاص.
جسد جمال عبد الناصر كل الأحلام التى يتمناها كل عربى مخلص لأمته ،وعمل جاهدا على تحقيق طموحات الشعوب العربية فى ظل مناخ داخلى وخارجى معادى ، فلا توجد ثورة فى العالم الثالث لقيت كل هذا الكم من الهجوم والتآمر والافتراء والحصار والعدوان كما لقيت ثورة جمال عبد الناصر ، واللافت للنظر أن هذا الهجوم الظالم مازال مستمرا حتى الآن رغم مرور أكثر من 47 عاما على استشهاد قائد الثورة ذاته وهو أمر يدعونا للتفكير بعمق فى سر ذلك ، لماذا مازالت القوى التى حاربها عبد الناصر طيلة حياته تمتلك هذا الإصرار على تلطيخ سمعته وتشويه أعماله واغتيال شخصيته إلا إذا كان فكره ومشروعه النهضوى القومى مازالا يشكلان خطرا على مصالح وامتيازات تلك القوى التى لا تريد خيرا بأمتنا.
كان أكثر من أدرك تفرد دور عبد الناصر وخطورة وجوده هم أعداءه ، فمشروع عبد الناصر بإيجاز لديهم ، كان يتلخص فى أن يمتلك العرب إرادتهم ، ويفرضوا كلمتهم فى عالمهم العربي لصالح شعوبهم ، وهو ما لا يمكن السماح به ، لذا خاض عبد الناصر معارك ضارية طيلة مدة حكمه ، استهدفت فى البداية إقناعه بعدم جدوى مشروعه ، وعندما فشلت محاولات إقناعه ، تحولت المعارك لتعطيل مشروعه ، ثم لتدمير مشروعه ثم لقتل عبد الناصر شخصياً ،عندما أيقن أعداءه ان غيابه من الوجود سيحطم مشروعه المعادى لهم.
كان عبد الناصر يعترض سبيل كل أعداء العرب فى حياته ، وبعد وفاته أصبح العالم العربي مستباحاً لكل أعداءه.
أدرك عبد الناصر دور مصر المحوري فى العالم العربي ، وارتباط أمنها القومي بالأمن القومي العربي كله ، لذا رفض أن يكون وكيلاً للمصالح الأمريكية ، كما رفض الصلح مع إسرائيل حتى النهاية ، ليقينه أنه لو تصالح وانعزل داخل حدود مصر ،ستفقد مصر قيمتها كقائد للعرب ، وسينفرط عقد الدول العربية حديثة العهد بالاستقلال السياسي وسيعود الغرب للتحكم بالعالم العربي مرة أخرى.
ولكن رغم إدراك عبد الناصر لكل ذلك ، تبدو الطريقة التى بنى بها نظامه السياسي بالغة الغرابة حتى الآن ، خاصة ما جرى عقب رحيله المفاجئ فى 28 سبتمبر 1970 ، فلم تمر 8 شهور على رحيله ، وإذا بخليفته السادات يقوم بانقلاب فى قمة السلطة بشرعية ثورة 23 يوليو ، يطيح من خلاله بمجموعة من أخلص تلاميذ عبد الناصر ،الذين كانوا يشغلوا أقوى مناصب السلطة الحاكمة ، تم الانقلاب الذى سيترتب عليه نتائج بالغة الخطورة فى مستقبل مصر السياسي بطريقة بالغة الهدوء بل شبه كوميدية أيضاً ، فرجال عبد الناصر وتلاميذه المخلصين بعد ان تراكمت لديهم الشواهد والأدلة منذ رحيل عبد الناصر على أن السادات يسلك مسلكاً سياسياً مغايراً تماماً لما كان يقوم به عبد الناصر ، قاموا بتقديم استقالاتهم للسادات لكى لا يشاركوه سياساته الجديدة!!!!
وهكذا وبفضل هذا التصرف العبقرى!! استطاع السادات إحكام قبضته على السلطة ، ليفكك كل ما قام به عبد الناصر ، ولكنه لم يستطع الإسراع بذلك إلا بعد أن نال الشرعية بانتصار 1973 ،الذى تم بفضل جيش ثورة 23 يوليو، والذى تم بناؤه بفضل اقتصاد عبد الناصر وقطاعه العام ،ومئات الألوف من الشباب حملة المؤهلات العليا الذين خاضوا أول حرب إلكترونية فى التاريخ وانتصروا فيها عسكرياً.
جاء انهيار النظام الناصري بتلك الطريقة ليصب فى إثبات تفرد دور عبد الناصر التاريخى لسببين :
الأول: أنه لولا بناء عبد الناصر لنظامه السياسي على التوازنات وجمعه بين الأضداد ، التى سمحت بوجود حسن التهامى ومحمد حسنين هيكل ومحمود فوزى وعلى صبري وشعراوى جمعة وسامى شرف ومحمد فوزى وأمين هويدي ومحمد صادق ومحمد فائق فى قمة نظام واحد مع اختلاف اتجاهاتهم السياسية وكراهيتهم لبعضهم البعض ، لما انهار النظام الناصري بتلك السهولة ، وخرج من قمته نقيضه المتطرف .
كان عبد الناصر فى حياته هو ضابط التوازنات ،الذى يحرك الجميع لخدمة سياساته ، وقد جمع بين كل هؤلاء الأضداد ، لكى يحافظ على سلطته ولكى لا ينقلب أياُ منهم عليه ، فرغم شعبية عبد الناصر الجارفة المكتسبة من إنجازاته الضخمة ، إلا أنه ظل حتى أخر يوم فى حياته ، يُغلب اعتبارات أمن النظام على أى شئ أخر ، وبسبب ذلك ظل أنور السادات بجواره للنهاية، فهو أضعف رفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة ، كما أن ميوله اليمينية تجعل منه ورقة رابحة فى لعبة التوازنات التى يجيدها عبد الناصر سواء مع السعودية أو مع الاتحاد السوفيتى .
لذا جاءت وفاة عبد الناصر المريبة لتدمر توازنات نظامه ، ولتضع الأضداد فى مواجهة بعضهم البعض ، وللأسف فى تلك المواجهة انتصر الفريق السيئ ليقود مصر لمتاهة ممتدة لأكثر من 4 عقود.
نأتى للسبب الثانى لتفرد دور عبد الناصر وهو مبنى على السبب الأول ، فلولا انهيار النظام الناصرى وميلاد نقيضه ، ما تحول العهد الناصري للفردوس المفقود ، الذى حكم فيه لأول وأخر مرة فى تاريخ مصر، منذ نهاية عصر الأسرات الفرعونية ، حاكم شاب مستنير منحاز للفقراء ، استرد أملاك شعبه من الأجانب وردها لأصحابها ، فاهم لجغرافيا مصر السياسية ، فرض وجود مصر كقوى عظمى فى إقليمها ، مد نفوذ بلاده لأفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ، بنى أخر مشروع تنموى نهضوى فى تاريخ مصر الحديث .
استطاع عبد الناصر تحقيق كل ذلك، وكان منطقياً أن يكمل خلفه ما بدأه ، ولكن ما حدث عقب رحيله كان العكس .
بلا شك جمال عبد الناصر هو أعظم مصري وعربي فى التاريخ الحديث ، وعهده هو عهد الصعود المصري والعربي فى شتى الأصعدة ، وقد كان فصلاً استثنائياً فى تاريخ مصر والعرب حتى الآن ، جاء عبد الناصر فى لحظة أزمة بعد حقبة شبه ليبرالية فشلت فى تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية ، كما هُزمت عسكرياً فى حرب فلسطين مما تسبب فى نشأة الكيان الصهيونى.
استطاع عبد الناصر فى 18 سنة فقط ان يقلب النظام السياسي والاجتماعى والاقتصادي العربي كله رأساً على عقب رغم قوة أعداءه ، وقد أثمر نضاله الكثير لصالح مصر والأمة العربية ، ولكن للأسف لأن مشروعه كان قائماً على شخصه ،ولأن كل تلك الإنجازات لم تكن لتتحقق إلا بفضل وجوده شخصياً على قمة السلطة، لم يمتد مشروعه بعد موته لأن نظامه فشل طيلة 18 سنة فى حل تناقضات بناءه وظل للنهاية مبنياً على التوازنات الهشة .
جاءت وفاة عبد الناصر المفاجئة لتدمر توازنات نظامه ، ولتضع الأضداد فى مواجهة بعضهم البعض ، وللأسف فى تلك المواجهة انتصر الفريق السيئ بقيادة السادات الذى قامت سياسته على تفكيك كل ميراث عبد الناصر السياسي والاقتصادى والاجتماعى .
لا صلة لعبد الناصر بالنظام السياسي المصرى منذ لقاء السادات مع كيسنجر يوم 7 نوفمبر 1973 والتعهدات التى قطعها له بالخلاص من تركة عبد الناصر تمهيداً لدخول مصر تحت المظلة الأمريكية ، وقد نفذ السادات تلك التعهدات كاملة وواصل مبارك تنفيذها حتى نهاية حكمه.
استدعاء رمزية عبد الناصر كلما واجهت النظم التى جاءت بعده أزمة لا يعنى صلته بسياسات تلك النظم التى تتمسح فيه ، و كون خلفاء عبد الناصر كانوا ضباط من الجيش لا يعنى أنهم نتاج عبد الناصر الذى كان أيضا ضابطا بالجيش ، لأن قيمة عبد الناصر لم تأت من كونه ضابط جيش فقط بل من انحيازاته الاقتصادية والاجتماعية ورؤيته السياسية التى يتمايز بها عن كل من سبقوه ومن لحقوه من حكام مصر لذا يمكن التأريخ لمصر بما قبل عبد الناصر ، وحقبة عبد الناصر ، وما بعد عبد الناصر ، لأن الانحيازات الاقتصادية والاجتماعية لكل الحكام قبل وبعد عبد الناصر واحدة ، وسياسات كل هؤلاء الحكام الخارجية متشابهة ، بينما فترة حكم عبد الناصر وهى قصيرة بمعايير الزمن تُعد خروجاً واضحاً على مسار التاريخ المصرى منذ قرون طويلة.
يعكس الإصرار على تحميل عبد الناصر كل خطايا النظم التى خلفته قصوراً فى الرؤية ، وعجزاً عن التغيير ، وسطحية فى تحليل وقائع التاريخ ، وهو لا ينال من عبد الناصر بل يضفى عليه صفات خارقة، فالرجل الذى مات منذ 47 سنة ما زال فاعلاً فى واقع مصر الحالى عبر الدولة التى بناها ويستحيل إسقاطها من وجهة نظر خصومه.
ان الاحتفال بذكرى ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليس مناسبة لسكب الدموع على البطل الراحل ، بل يجب أن يتحول الاحتفال بذكرى ميلاده إلى فعالية لتوحيد التيار الناصرى فى مصر ، وبلورة لأفكار جمال عبد الناصر فى إطار مناسب للعصر لمواجهة الهجمة الرأسمالية الشرسة التى تسعى للقضاء التام على أخر انجازات جمال عبد الناصر.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)