shopify site analytics
فعاليات خطابية بذكرى الصرخة ووقفات شعبية وتدشين المرحلة الثانية - تمديد حالة الطوارئ في اليمن عاماً آخر - تم تنفيذ عملية "الوعد الصادق" وفق حسابات دقيقة - هنية:جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وإيران تسطر البطولات - إتفاق مع سلطات الإصلاح في مأرب حول فتح الطرق - ما وراء "مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي (4-4) - ما وراء "مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي (4-4) - احياء الذكرى السنوية للصرخة بذمار - الشاوش يكتب: غزوة نادي 22 مايو !!؟ - تستمرار مخرجان اامانجو -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
ياصديقي، تاريخ اليمن، مع الحروب القادمة من الخارج، ثابت، كأنه صفحة واحدة، لا أكثر.

الأحد, 22-يناير-2017
صنعاء نيوز/بقلم / نبيل الصوفي -

ياصديقي، تاريخ اليمن، مع الحروب القادمة من الخارج، ثابت، كأنه صفحة واحدة، لا أكثر.
صفحة، يمكنك أن تقرأها، كما هي، فقط تتغير فيها المسميات، الرومان، الفرس، البرتغاليين، الاحبوش، البريطانيين، ومع انه معيب القول، والامارات، ولكن هي أغنى دول المنطقة، ولذا طلعت لها قرون استعمارية، وهاهي تحاول كتابة فصلها في تاريخ اليمن، كامارة احتلال.
لو اغمضت عينك، وبسطت في مخيلتك الحروب هذه، على مدى الاف السنين، وعلى طول ساحل اليمن الممتد من المهرة على حدود عمان، الى ميدي على حدود السعودية، سترى تاريخ البشرية كله في محيط "اليمن"..الاسم، الثابت، الاوحد، الذي قطع كل الزمن ليبقى باسمه حتى اليوم.
ودوما، كان الاحتلال، يأتي بدعوة من الداخل، وبتواطئ مع بعضنا، ودوما يحقق انتصارات، تكون هذه الانتصارات هي التي تحيي من تعاون معه مننا، تعيده الى وطنه وناسه.
حكم اليمني، صعب، واليمن هي أكثر من مجرد دولة، هي سلوك اجتماعي، أكبر من الدولة، لذا قد لاتكون اليمن دولة واحدة، وقد يكون بعضها ضد بعض، لكن يبقى ذات السلوك.
لذا، رضى اليمني، عن من يحكمه من النوادر، أكان هذا اليمني، يعيش في شبوة، أو في الحديدة، في الضالع أو في صعده، في تعز أو في مأرب.
سأقول لك شيئا لافتا، حضرموت، بقت دوما مختلفة عن محيطها اليمني كثيرا، الا في موضوع الحكم، صحيح هي تعبر عن عدم رضاها بطريقة مختلفة، ولكن في الجوهر، الحضرمي، في علاقته بالحاكم حين يحتاج لتقييمه يقيمه بذات الشروط التي يقيمها به صاحب إب، أو البيضاء.. أبين أو لحج.
حضرموت، والمحويت، أكثر المحافظات اليمنية، استقرارا، في العلاقة بالحاكم، يتركه الناس "يكمل مدته"، ولكن هذا لانهم مشغولين عنه، باعمالهم وحياتهم، يديرون شئونهم دون الحاجة للحاكم، اما حين يتقاطعون معه، فهم كغيرهم، يمنيون يندر نيل الحاكم لرضاهم..
هذا عن الداخل، يكبر تجاه الخارج..
تجاه القادم من خارج الحدود.
اليوم، والامارات تشتري المقاتل الجنوبي، وتزج به لحروبها، وهو يدافع عنها وعن احلامها وطموحاتها، ولكن مع ذلك قلما تجد "جنوبيا"، يتحدث برضى عن الامارات.. وسيأتي الوقت الذي يصحو فيه الجنوب، ليقلب الطاولة ذاتها التي قلبها حتى على دولة الوحدة.
ليس الأمر، كما يصوره خصوم الجنوب، بأنه مجرد ارتزاق، هي مرتبطة بالوعي ذاته الذي قال: ربنا باعد بين اسفارنا..اللارضى عن الحكم، ثابت في وعي اليمنيين.
وهذا هو، المعادل الذي يقلب دعوة بعض اليمني، للخارج للتدخل، ويعيد اليمني لبعضه الاخر لمحاربة ذات الخارج الذي دعى له.
في 1962 قامت ثورة ضد الحكم في صنعاء، قام بها يمنيون من الشمال ومن الجنوب، من الشرق ومن الغرب، وكما يحدث اليوم، لم يكن جوهر الثورة سوى رفض اليمن الحكم الممتد باسم دولة الأئمة، ولذا دخل الثوار في خلافات مبكرة، ووجد اول رئيس جمهوري نفسه مهدد بالطرد من الحكم، كان تهديده الأول يأتي من حلفائه في الداخل وليس من دولة الأئمة التي فر ملكها البدر.. ثم كان التدخل السعودي الذي يشبه تدخلهم اليوم، بدعوى الدفاع عن شرعية الامام "البدر" !!
استدعى الرئيس عبدالله السلال، القوات المصرية، ونشبت في اليمن حرب أهلية استمرت سبع سنوات، لم تنتهي الا بطرد القوات المصرية.
ستسغرب أني اقول لك طرد القوات المصرية، وفي نفس الوقت انتصار النظام الجمهوري، وسقوط الحكم بالمرجعية الدينية في اليمن.
ولكن هذا هو ماحدث، لقد دفع الجيش المصري ثمنا باهضا، ليس من الملكيين، ولكن من الجمهوريين انفسهم.. كلما كانت الجمهورية تحقق نصرا، كان الجمهوري يعجز عن الدفاع عن كونه تحت حماية قوات مصرية، قصفت طائراتها منازل ، وقتلت اطفالا ونساء في مناطق الحرب.. فكانت اليمن، الارض، تستعيد اليمني الجمهوري لها لينسى الجمهورية والملكية ويقاتل "الغريب".
مؤسف ماحدث للقوات المصرية، ولكن هذه هي تركيبة وعي هذه البلاد..
جاء الاتراك، قبلهم بذات الطريقة، وحدث لهم ذات النهاية.
انت تعرف، أن وعينا الباطن أكثر حيوية وتأثيرا في قراراتنا، ووعي اليمن الباطن، مسكون بالرفض للسيطرة.
هذا الرفض، هو نفسه الذي يسهل لبعضنا ذات غفلة، دعوة الخارج، وهو ذاته الذي يعيد بعد ذلك التوحد ضد هذا الخارج.
احدثك عن سلوك سبق الديانات، وليس فقط المذاهب، ولا الاحزاب والتوجهات السياسية.
اليوم، قررت السعودية والامارات، تجربة دورهما، وهناك اختلاف بين دور كل منهما، السعودية مكتفية بأن تدعم يمنيين يحاربون بعضهم البعض.. يحركها وعيها الباطن الذي تعرف به اليمن..
فيما الامارات، لاوعي باطن لديها، عن اليمن.
كانت الامارات مجرد صحراء، تنتظر الرزق الذي يرسل لها من عدن، ومع اكتشاف النفط تغيرت حياة ابو ظبي، ومع التجارة تغير وضع دبي، والامارة المشغولة الان باليمن هي "ابوظبي"، وهي وعي حديث لم يتعامل مع اليمن من قبل.. لذا هي تدير الحرب بعدوانية مفرطة، عدوانية الواثق انه يستطيع تنفيذ مايشاء.
وزير دفاع الامارات، وهو نجل الشيخ زايد رحمه الله، من امرأة مسيطرة، وهو طيار أيضا.
بهذه الخلفية المهنية والتربوية، فان "محمد بن زايد"، لايرى التحديات الا بقدر مايمكنه أن يدفع من مال ويرسل ضباطا بثياب مهندمة، ويغريه الجنوب بالتمادي.
كما اغرى الجمهوريون، مصر.. كما اغرى سيف بن ذي يزن الفرس من قبل دهر لاحدود له.
تمكن مال وسلاح ابن زايد، من ان يستقطب مؤيدين من الجنوب، أكثر من عدد سكان أبو ظبي بكلهم، ولذا هو يرى ذلك نصرا مؤزرا.. يراه غاية النصر.
هي تتخيل، أن يكون هناك نسخة اماراتية من معمر القذافي او صدام حسين، القادة الاكثر استخفافا بالتحديات في حياتهما لعسكرية وحكمهم المستبد، بالتأكيد، لن تتوقع ذلك، ولكن التصفيق والتصفير والاحتشاد وتقديم الدم جنوبا، يغري "محمد" بالتجرية في أرض اليمن.
هو يسمع اشادات به، أكثر مما سمع كلمة "اليمن" في عمره كله.. وعمره ربما أقصر من عمر سيارة "السوزوكي" التي لايستخدم اليمنيون غيرها للتنقل العام في محافظة حجة.
ولذا، يواصل التجريب.. وتنتظر تقاليد الوعي اليمني، ككل عادتها.. حتى تقرر نهاية اللعبة، ويجد "بن زايد" نفسه أمام وعي اليمن الثابت، تجاه "الغريب".
هي اليمن، غالبة على أمرها، لم تتغير تقاليد حروبها مع الغزاة منذ الازل..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)