shopify site analytics
اتحاد القبائل العربية يعقد مؤتمرا في الجيزة - المصريون سيدفنون اليهود في حال الحرب معهم - العثور على شخص في "زريبة" جاره بعد 3 عقود - صورة قرطاج على قميص مؤسس فيسبوك ليست بريئة - حماس والجهاد يناقشان أهم المستجدات - وزير الدفاع البريطاني يهدد إنهم يستعدون لتزويد "فرقاطاتهم" بمعدات - فعاليات خطابية بذكرى الصرخة ووقفات شعبية وتدشين المرحلة الثانية - تمديد حالة الطوارئ في اليمن عاماً آخر - تم تنفيذ عملية "الوعد الصادق" وفق حسابات دقيقة - هنية:جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وإيران تسطر البطولات -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د. علي فخرو

الأحد, 22-يناير-2017
صنعاء نيوز/د. علي فخرو -


ما يفعله أغنياء البترول العرب بثروة البترول من بطر وتبذير في بذخ أسطوري مبتذل لم يعد مقبولاً لا بمقاييس الأخلاق ولا الذوق الرفيع ولا أحكام الدين.. وهي أفعال تتساوى في مساوئها وسقوطها في سلم القيم الإنسانية على مستوى الأفراد والمسؤولين في مؤسسات الحكم المختلفة.

على مستوى الأفراد، لا يحتاج المراقب لأكثر من التجوال في شوارع لندن التجارية ومناطق سكنها الفاحشة الأثمان ليرى العجب العجاب. فإن يسوق شباب خليجيون سيارات فارهة مطلية بالذهب وتصل أسعار بعضها إلى أكثر من مليون جنيه استرليني، أو أن يفاخر أحدهم بأنه اشترى رقم سيارته في مزاد علني في بلاده بتسعة ملايين جنيه، أو أن يتبختر أحدهم بأنه نقل سيارته الأعجوبة من بلاده إلى لندن بواسطة طائرته الخاصة، أو أن يزور أحدهم متجر مجوهرات فلا يخرج منه إلا وقد صرف عشرين مليون جنيه، أو أن يدفع بعضهم مائة مليون جنيه لشراء شقة فاخرة تطل على منتزه هايدبارك... فإن يحدث كل ذلك من قبل أناس لم يمارسوا قط الإنتاج أو الإبداع أو العمل المضني فإنه بطر مجنون لا بد من طرح ألف سؤال وسؤال بشأنه كظاهرة فرضية تثير الغثيان.. ولا بد أيضاً من مساءلة المجتمعات والأنظمة السياسية التي فرخت تلك الظاهرة العبثية..

على مستوى الحكومات تعبت الأقلام وجف حبرها وهي تكتب عن عبثية الصرف على شراء أسلحة لا تستعمل على إعلام يهبط بأذواق الناس، ويكذب عليهم، ويقودهم إلى جحيم الصراعات المذهبية والقبلية والعرقية، على قصور ويخوت وطائرات خاصة عز نظيرها في قصص ألف ليلة وليلة.. على اقتصاد ريعي لا يبني تنمية إنتاجية معرفية مستدامة، وإنما يلعب بالمال البترولي في ساحات القمار والمضاربات العقارية والأسهمية، من ثم تذرف الحكومات الدمع على تراجع خدماتها الأساسية الإنسانية في حقول الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية للأطفال والمسنين والعجزة والمهمشين والفقراء..!
وماذا تفيد دموع التماسيح وعجز الإرادة؟

لكن دعنا نورد لهؤلاء وأولئك ما حدث لدولة الأرجنتين، دولة السمن والعسل في القرن التاسع عشر، فلعلنا نأخذ العبر قبل فوات الأوان..
يذكر الكاتب الإنجليزي "ألن بيتي" في كتابه «الاقتصاد الكاذب» الذي يراجع تاريخ الاقتصاد في العالم، بأن الاقتصاد الأرجنتيني كان مشابهاً إلى حد كبير، وواعداً بنفس المستوى للاقتصاد الأمريكي.. لقد كانا كلاهما بلداً زراعياً وغنياً. لكن مع مرور الوقت استعمل الأمريكيون فائض ثروتهم الزراعية الهائلة لبناء اقتصاد صناعي من خلال استيرادهم للفكر الصناعي الأوروبي..
أما الأرجنتين فإنها استعملت فوائض ثروتها الزراعية الكبيرة لاستيراد بضائع البذخ والرفاهية من أوروبا.. ولصرف جزء كبير من تلك الثروة على حياة البذخ والابتذال التي عاشتها الأقلية الفائقة الغنى الأرجنتينية في مدن أوروبا.. ونتيجة لذلك الفرق الهائل في الفهم والفعل بين البلدين، انتهت أمريكا بالتقدم الزراعي والصناعي والتكنولوجي الهائل الذي نراه أمامنا..
بينما انتهت الأرجنتين بإعلان إفلاسها المدوي منذ عشر سنوات وهبوطها من عاشر اقتصاد في العالم في الخمسينيات من القرن الماضي إلى البؤس الذي تعيشه الآن كدولة من العالم الثالث الذي يكافح ويتعثر في نموه.

الأغنياء في الأرجنتين الذين ملكوا ثروة بلادهم الأساسية، ولكنهم ببلادة وطيش أضاعوها عبر العصور، يشبهون إلى أبعد الحدود أغنياء البترول في بلداننا، من الذين يتحكمون في ثروة هائلة وناضبة، ويمارسون نفس السفه: إنهم يكتفون باستيراد البذخ وعيش البذخ ويرفضون تنمية العلم والتكنولوجيا والإنسان واستيراد الأفكار العظيمة القادرة إلى الدفع إلى الأمام.. إنهم سيدفعون بلداننا، عاجلاً وآجلاً، نحو نفس المصير الأرجنتيني: إضاعة فرصة تاريخية قد لا تعود وانحدار تدريجي نحو الإفلاس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

عبر قرنين من الزمن عرفت عواصم الغرب سفهاً أرجنتينياً أضاع البلاد وأفقر العباد.. وذلك من قبل أقلية معتوهة جاهلة.. اليوم تجول في عواصم الغرب لترى أقلية عربية معتوهة جاهلة تفعل الأمر نفسه، وتقود نحو إضاعة البلاد وإفقار العباد..ولا حول ولا قوة إلا بالله..!
انتهى المقال.
التعليق
قال الله تعالى {{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}}
ان الشر لاشك قادم وقال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}.
نسال الله العافية .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)