صنعاء نيوز/ عبد الواحد البحري -
الدكتور عبد الصمد ابوطالب:
الإحصاءات الوطنية وتقديرات منظمات الأمم المتحدة أظهرت الكثير من التحسن في مسار خفض وفيات الأمهات
الدكتورة يسرى مريط:
إذا كنا نريد أمومة مأمونة يجب ان تذهب الحامل منذ بداية الحمل الى طبيب مختص لمتابعة الحمل
ضمن سلسلة الفعاليات التي ينظمها منتدى نماء للتنمية الإعلامية نظم الأربعاء الماضي بمستشفى الروضة بصنعاء ندوة تعريفية عن الأمومة المأمونة بحضور50مشاركة من الأخوات العاملات بمرافق الصحة الإنجابية بمنطقة بني الحارث وكوادر المستشفى وعدد من الأمهات.
وأكد الدكتور عبد الصمد ابوطالب – مدير عام مستشفى الروضة بصنعاء ان هذه الندوة تعد من الندوات المتميزة التي تستضيفها مستشفى الروضة والتي تستهدف توعية المرأة في منطقة بني الحارث ولكون المنطقة بحاجة إلى عدد من الندوات التوعوية والتثقيفية في مجال الأمومة المأمونة لأن عدد وفيات الأمهات في تزيد مستمر نتيجة لزيادة الأمية في أوساط النساء في منطقة بني الحارث التي تعد من المناطق النائية المحسوبة على أمانة العاصمة.
خفض الوفيات
وقال مدير عام مستشفى الروضة في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة: هذه الندوة فرصة للأخوات العاملات في مجال الرعاية الصحية, كما هي أيضا للأمهات اللاتي حضرن من ساعات الصباح الأولى للاستماع والمشاركة في ندوة الأمومة المأمونة لأنها تهدف إلى خلق وعي لدى الأمهات والمرضعات حول الأمومة المأمونة الهدف الرئيسي للإستراتيجية الوطنية للصحة العامة التي تنفذها وزارة الصحة العامة والسكان بهدف خفض وفيات الأمهات وحديثي الولادة حيث تنفذ على نطاق واسع بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال الصحة والمهتمة بقضايا الأمومة المأمونة في سبيل تعزيز هذا الاتجاه..
60%
وأشار ابوطالب إلى أن الإحصاءات الوطنية وتقديرات منظمات الأمم المتحدة أظهرت الكثير من التحسن في مسار خفض وفيات الأمهات من خلال الخدمات المجانية التي تقدمها وزارة الصحة العامة والسكان من خلال مرافقها المنتشرة في قرى ومديريات محافظات الجمهورية من خلال مجانية الولادة وتوفير وسائل تنظيم الأسرة في المرافق الصحية، حيث ارتفع عدد المرافق التي تقدم خدمات الطوارئ التوليدية الأساسية إلى 526 مرفقاً، وارتفع عدد تلك التي تقدم خدمات شاملة إلى67 مرفقاً، فيما ارتفع عدد المراكز التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية إلى 60 بالمائة من إجمالي المراكز الصحية في الجمهورية.
مفيدا أن وفيات الأمهات وحديثي الولادة تعد من أبرز المشاكل الصحية التي تواجهها اليمن، مشيداً بجهود منتدى نماء للتنمية الإعلامية الذي كان وراء هذه الندوة الرائعة والمفيدة إلى جانب ما تبذله الحكومة للوصول إلى أهداف الألفية بحلول عام 2015م.
مسئولية مشتركة
من جهتها أكدت الدكتورة يسرى إسماعيل مريط – دكتورة النساء والولادة ان الندوة تعقد في المكان المناسب وبحضور نسائي جيد إننا ومن خلال قراءة المؤشرات الوطنية يتضح حجم التحديات التي تواجه اليمن، وهي تتطلب ولا شك تحفيز أدوار الشركاء، حيث الصحة مسؤولية مشتركة لعدد من القطاعات إلى جانب الدور الحيوي والرئيسي للمجتمعات المحلية.
وقالت أن الفائدة من هذه الندوات التنويرية تتطلب حشداً نسائيا ودوراً تنويرياً في مجال تمرير الثقافة الصحية باعتبارها مسؤولية تكاملية لا يمكن لقطاع بعينه القيام بأعبائها منفرداً، مشيدة بالدور الذي لعبته عدد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة ولاتزال من خلال الدعم المقدم لصحة الأمومة والطفولة.
موضحة أن التوعية بالخدمة ودوره في التغيير الإيجابي في السلوك الفردي والمجتمعي من خلال المساعدة في برامج الوقاية والمعالجة تدريباً وتأهيلاً مما ساعد في توسيع خدمات الأمومة المأمونة من خلال الطوارئ التوليدية الأساسية والشاملة والرعاية المنزلية والممارسات الأفضل لخدمات ما بعد الولادة وخدمات تنظيم الأسرة بما ينسجم مع توجهات الحكومة في هذا المجال.
وقالت إن ذلك يجعل الوصول إلى المجتمعات المستهدفة أولوية قصوى لتقديم وسائل تنظيم الأسرة للجميع مع أهمية ارتباط تقديم هذه الخدمات بأنشطة تثقيف وتوعية؛ غير أن ذلك لا يكفي لتغيير سلوكيات المجتمعات وتمكينهم من التحكم في صحتهم وتعزيزها، وهو الأمر الذي يتطلب قدراً كبيراً من الجهد في مجال الاتصال لتغيير السلوك.
ام ناضجة
وأضافت دكتورة النساء والولادة إن تركيزنا اليوم في مواجهة التحديات الصحية يعتمد الجودة معياراً لقياس النجاح وهو الأمر الذي نأمل أن تعكسه مؤشراتنا نحو خفض وفيات الأمهات والمواليد وتطبيق ممارسة سليمة في المجال الصحي باعتبار الصحة محور التنمية وغاية التدخلات، فهي ثروتنا الحقيقية أفراداً ومجتمعات, وان زواج الصغيرات مؤشر بانه في المستقبل لا يمكن ان تكون هناك أمومة مأمونة لان الأمومة المأمونة تحتاج الى ام ناضجة عقليا و جسميا وفكريا و تحتاج الى ان تكون ولادة الام ولادة امنة حيث انه اذا توفيت الام فقد الطفل من يشعر معه بالأمان .
وقالت الدكتورة مريط :ان كثير من حالات وفيات الأمهات أثناء الولادة تكون ضحيتها الصغيرات، مؤكدة انه عندما تكون الام في سن معقولة يجنبها وطفلها من الوفاة اثناء الولادة و تكون بداية صحيحة لأمومة مأمونة .
وأضافت "اذا كنا نريد امومة مأمونة يجب ان تذهب الحامل منذ بداية الحمل الى طبيب مختص لمتابعة الحمل "، داعية الى رفع الوعي المجتمعي حول الولادة الآمنة التي يجب ان تكون في المستشفى لضمان عدم تعرض الأمهات او المواليد الى الوفاة و كذا أهمية الوعي بالوسائل السليمة و الصحية التي يجب استخدامها بعد الولادة.
وأشارت الى خطورة الوسائل البدائية المستخدمة في قطع الحبل السري في بعض المناطق خاصة في الأرياف ، إضافة الى رفع الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية مهما كانت قليلة فهي ذات فائدة أكثر من الرضاعة الصناعية إضافة الى ان حليب الام له فوائد صحية للطفل ، وعدم إعطاء الطفل اي أكلات غير حليب الام خلال الستة الأشهر الأولى... مشددة في الوقت نفسه على ضرورة رفع وعي المجتمع بأهمية المباعدة بين الولادات لصحة الام والطفل .
والجدير ذكره ان الندوة تهدف الى إكساب المشاركات معارف وخبرات حول الدعم والمناصرة لقضايا الأمومة المأمونة ، علامات الخطر عند الحمل و الولادة وما بعد الولادة ، و كذا العادات والتقاليد السيئة المستخدمة اثناء الولادة و بعدها ، والتعريف بالنواسير الولادية و كيفية تجنب الإصابة بها ، إضافة الى كيفية الرعاية بالوليد وفوائد الرضاعة الطبيعية .