صنعاء نيوز/ د.نشوان العطاب -
سلسلة مقالات التخطيط الصحي بلا تخطيط
في رحاب اوهام استئصال شلل الاطفال... شلل الضمير اولى بالاهتمام (1- 3)

بقلم:
د.نشوان العطاب
وكيل قطاع التخطيط بوزارة الصحة

سرعان ما اقتنع الوزير الالمعي الجديد الذي جاء تحت شعار الانقاذ وتحرك ضميره لانقاذ الاطفال من فيروس شلل الاطفال ليدخل مرحلة العيش في أوهام استئصال شلل الاطفال وخلال وقت قصير جدا يعتبر قياسيا مقارنة بالوزراء السابقين.

فعلى مدار الخمسة عشر سنة الماضية ظل حلم استئصال شلل الاطفال يراود الوزراء المتعاقبين يبذلون فيه جل اهتماماتهم ليلا ونهارا ويؤرقهم ولكن للاسف الشديد بات ذلك الاستئصال مثل سد قوم يأجوج ومأجوج ( فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا) فنفذت عشرات حملات التطعيم التي كلفت عشرات المليارات خلال السنوات الماضية في وقت لا يمر عام تقريبا الا بظهور حالات جديدة، وهنا تأتي التبريرات تارة بالمهاجرين من افريقيا وتارة بوجود جيوب للمرض في مناطق لم تشملها اللقاحات وتارة بأن الاطفال المصابين مناعتهم كانت ضعيفة عند حصولهم على اللقاح ....... الخ.

لكن من شدة الذكاء والحنكة والمعرفة فطن المستشارون العتقاء للسر الالهي والمفتاح السحري لاستئصال مرض شلل الاطفال وبدأوا بالجولة الاولى التي خطتها عريقة اعدت قبل اكثر من 15 عاما ولا زالت نفسها مع بعض التعديلات البسيطة وتبلغ تكلفة الحملة الواحده التقديرية مليار ونصف تقريبا بحسب اخر خطة حملة ( اعتذر كوني لا اعرف المبلغ بالضبط للحملة الحالية كوني لم احصل حتى على نسخة من خطتها نهائيا كونها كما يبدو طارئة والناس حراااااف ومهتمين جدا باستئصال الامراض غير المنتشرة).

ما يبعث على التساؤل ايضا لماذا لا يوجد اهتمام باللقاحات الاخرى الهامة التي امراضها منتشرة بشكل كبير جدا مثل لقاح داء الكلب حيث بلغ عدد العضات في العام الماضي اكثر من 20 الف عضة وهناك انتشار للمرض في كثير من المناطق وهو خطير جدا اذا ما قورن بالشلل كونه يسبب الوفاه في كثير من الحالات وتكلفة الجرعة الواحدة من لقاح داء الكلب 5000 ريال وللاسف لا توفرها المنظمات الدولية بشكل كافي، ايضا فإن اللقاح المضاد للسل كان شحيحا العام الماضي وكثير من اللقاحات مثل اللقاح الخماسي يصبح الحصول عليها صعبا جدا في الكثير من عواصم المحافظات في اوقات كثيرة من اشهر السنة لمن يريد التطعيم لاطفاله بالرغم انها كلها امراض خطيره وقاتلة.

وللحديث الهام بقية ....