صنعاء نيوز/محمد العزيزي -
التفجير و التهجير عمل لا أخلاقي و غير إنساني و لا يمت للدين و الشريعة السمحاء بصلة ، خاصة عندما يهجر النساء و الأطفال من قراهم و أريافهم و منازلهم ، يشردون ومعهم المواشي و الأغنام و الدواب و الدجاج إلى المجهول .. هذه السلوكيات و الأعمال اللا إنسانية التي يتم إعتمادها من قبل اللجان الشعبية عند تحقيقهم تقدم في أي جبهة من جبهات القتال الداخلي أمر مرفوض و مدان و مستهجن و يجب أن لا يكون استراتيجية لتحقيق المكاسب أو الأهداف في الحرب أو بهدف إرهاب الناس و تخويفهم لأن للحروب أخلاق .
كما أننا هنا نذكر المتحاربين و المتقاتلين أنهم مسلمين و ينتمون إلى دين و رسول واحد و إلى وطن و شعب واحد و بالتالي يجب أن نرأف ببعضنا البعض و أن لا نسرف بالقتل و التهجير و التفجير و الإعتقال و التعذيب و أن لا يستقوي المنتصر و القوي منا على الضعيف أو المهزوم و نعمد إلى مضاعفة معاناة البسطاء و الأبرياء من عامة الناس ، على اعتبار أننا نخوض حرب بين فرقاء و أبناء وطن واحد اختلفوا على إدارة شؤون هذه البلاد ، و الجميع و نحن لا ندري على ماذا و لصالح من ؟ و من المستفيد من كل هذا التخريب و الدمار و القتل و التشريد و التهجير لأبناء جلدتنا و أهلينا ؟
ما حصل من تهجير و تفجير و دمار لقرى جبل حبشي تعز و على رأسها قرى تبيشعة و دمه و الأشعاب ووهر و بلاد الوافي و تشريد الأسر و الأطفال و النساء عمل مستهجن و ينم عن سلوك منحرف و غير إنساني و يعكس مدى الحقد الذي يتعامل به المتحاربون و المتصارعون على الحكم و السلطة و يكون ضحايا هذه الصراع القذر أؤلئك البسطاء من الناس الذين لا ناقة لهم و لا جمل إلا أنهم ينتمون إلى هذا الوطن الذي تنهشه أطراف خارجية و داخلية و كل يبحث عن مصالحه و مكاسبه الخاص بينما هؤلاء البسطاء من الشعب تذهب أبسط حقوقهم في العيش بسلام أدراج مصالح تلك الأطراف .
إن هكذا سلوك و نحن نعيش في القرن الواحد و العشرون إنما يعكس حقيقة كيف استطاع الغرب و معهم أدواتهم و عملائهم من العرب من تدمير مقدرات الشعوب العربية و إعادة هذه الشعوب إلى قرون التخلف و التناحر و الغي القديم الذي كانت تعيشه الأمم السابقة ، و أيضا تعميق الجراح و الكراهية و إطالة أمد الصراعات و الحروب بين الشعوب العربية.
إن هذه الصراعات التي تعاني منها الأمة العربية و الإسلامية ليست عن قناعة هذه الشعوب أو نتيجة صدفة بل هي نتاج مخططات الغرب و نحن ننفذ كما يشاؤون لنزرع بأيدينا الفرقة و الشتات و القتل و التشريد و التهجير و التدمير لبنانى التحتية و مقدرات الشعوب ، و تأصيل التناحر القائم على أساس مذهبي و ديني و مناطقي و طائفي و النتيجة كراهية بعضنا البعض و استدامة كل ذلك في مجتمعاتنا العربية ، و المستفيد الوحيد من هذا كله هم صناع الفتن الإدارة الغربية و حكامها و أدواتهم من العربان ، و بالتالي فإننا معنيون في هذه الحالة و في هذا الظرف أن نوجه نصيحة ، نوجهها لكل الفرقاء و بالذات جماعة انصار الله و اللجان الشعبية أو حتى الجيش أو المؤتمر أن تعمد تهجبر و تفجير منازل البسطاء من أبناء الشعب أمر مرفوضا رفضا قاطعا و مدان و يجب أن يتوقف حفاظا على وحدة النسيج الاجتماعي و عدم سبر الكراهية في اوساط هذا المجتمع و مكوناته ، و كذا على مستقبل جماعة انصار الله السياسي و العيش المشترك ..
و الله من وراء القصد