صنعاء نيوز/ناجي الحرازي - من صفحة الأستاذ ناجي الحرازي على الفيس بوك
ماتزال أزمة اليمن واليمنيين متواصلة مع إستمرار الإشتباكات المسلحة والقصف المتبادل وغارات التحالف وإصرار أطراف الأزمة على المضي قدما بمشاريعها مهما كان الثمن ، وكأنها قادرة على تحقيق أهدافها ولو لم يتبق في البلاد من العباد من يختلف معها في الرأي !!
ومع إستمرار الأزمة وما نتج وينتج عنها من مآس يومية وصور فوتوغرافية أو تسجيلات مصورة تتناقلها وسائل الإعلام يزداد الشرخ السياسي واجتماعي والنفسي الذي أحدثه الصراع المميت على السلطة في اليمن الحزين إتساعا في أوساط اليمنيين .. أنصار شرعية هادي الذين يحلمون بالحسم العسكري ، أو أولئك الذين يتمسكون بخيار النصر أو الشهادة !!!
تعقيدات الأزمة وجروحها تزداد تعقيدا وعمقا وألما مع إحتفال كل طرف بما يطلق عليه كل منهم إنتصارات وإنجازات ، حتى ولو كانت على حساب دماء أبناء اليمن الزكية وموارده المحدوده !!!
فالطرف الذي يصر على إعتبار نفسه شرعيا يمثل إرادة اليمنيين ويتمتع بتأييد دولي وبمساندة ما يسمى بتحالف دعم الشرعية يصر على أن ما تحققه القوات الموالية له من قتل وتدمير وقصف بري و جوي خلال إشتباكها مع قوات الطرف الأخر هي أنجازات لابد من الإحتفال بها !!!
والطرف الأخر الذي يصر على أنه يتمتع بشرعية ثورية ويمثل الجماهير اليمنية وأنه يخوض معركتة للدفاع عن الوطن هو الأخر يعتبر ما لحق ويلحق بخصومه بما في ذلك القتل والتدمير إنجازات لابد من الإحتفال بها !!!
لعيني كأن كل منهم يخوض معركتة الشرسه ليس ضد إخوة لهم في الوطن والدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والمستقبل ، بل ضد عدو دخيل قادم من الفضاء الخارجي لابد من القضاء عليه وإستئصاله !!!
بأي منطق وأي عقل وأية حكمة يمانية يتحدث هؤلاء ؟؟
وكيف يمكن لعاقل أن يقبل عنادهم القاتل ؟؟
وهل حقا سيتسنى لكل منهم تحقيق ما يريد والقضاء على الأخر وتطهير البلاد من خصومه ، بحيث لن يتبق سوى من يصفق له ويخطو خلفه دون أن ينظر إلى الخلف ويتأمل ما أحدثه هذا الصراع المؤلم ؟؟ |